سيلفانا أبي رميا

أميّة لحود: القيم ومحبة الناس درعي الأعظم

13 كانون الثاني 2023

02 : 01

مع فريق عمل عاطل عن الحرية
طبعت الشاشة اللبنانية ومسارحها لأكثر من 60 سنة، في رصيدها ما يفوق الـ90 عملاً مسرحياً وسينمائياً وتلفزيونياً. شغلت منصب منسّقة الفنون في وزارة التربية لمدة 48 عاماً حيث أسّست فرقةً فنيةً جالت بها مختلف المدارس في جميع المناطق. "الفنانة المربية" هو اللقب الأحبّ إلى قلبها، وكلّ من حولها يناديها "ماما أميّة"... ولطالما فضّلت الإبتعاد عن أضواء المقابلات التلفزيونية والصحافية، إلّا أنّ الممثلة والمخرجة القديرة أميّة لحود قرّرت مشاركة "نداء الوطن" حكايتها الطويلة مع الفن والشاشة فكان معها هذا الحديث.

في أولى مسرحياتك، مثلت غالباً الى جانب زوجك شربل. هل جمعكما الفن؟

نعم. درست المسرح وعلم النفس والفنون التشكيلية، ثم دخلت عالم التدريس في إحدى مدارس بلدة مشمش قضاء جبيل. ودُعيت خلال تلك الفترة للمشاركة في مسرحيةٍ لجامعة "الكسليك". هناك تعرّفت إلى شربل لحود... لا يمكن أن أنسى ذلك الشاب الأشقر صاحب العينين الخضراوين يدخل بسلاسةٍ باب المسرح، أنيقاً يحمل سترته بيده وضحكته لا تفارق وجهه. وفي دور البطولة تعارفنا وجمعنا القدر في قصة حبّ تكلّلت بالزواج بعد نحو العام ونصف العام. وشكلنا معاً فريق عمل مسرحي وعائلةً جميلةً من ثلاثة أولاد: زياد وجيسكار ولارا.

ما أول مسرحية أطلقتماها معاً؟

"بدنا نعيش" كان أول عمل مسرحي لنا بإمضائنا الخاص، وعُرض لفترة كبيرة على خشبة "السيتاديل" ولاقى نجاحاً كبيراً آنذاك.

ماذا عن رصيدك في المسرح؟

تاريخي مع خشبة المسرح طويل. عملت في تأليف وإخراج وتمثيل مسرحيات للأطفال منها "مين أخد العيد"، "تاج الأميرة"، "كروم الدهب"، "علّوا بواب الدار"... وأخرى للكبار أبرزها "بدنا نعيش"، "تعا نتحاور"، "بنت السلطان"، عبس بالحبس"، "برونزاج عالصاج"...

ما الفرق بين المسرح الذي عايشته ومسرح اليوم؟

الفرق شاسع. فنحن كنا نكتب ونؤدي أدواراً نوصل من خلالها رسالةً دقيقةً أو قضيةً راهنةً أو نعيد تجديد القيم في نفوس الناس. كما كانت مسرحياتنا عبارةً عن منبر تعليمي تربوي للصغار نحاول من خلاله تحفيزهم على حبّ الوطن والقيم والإنسانية والسير نحو الدرب الصحيح.

اليوم، اختلف المشهد... طبعاً، أستثني بوصفي هذا كثيرين، أوّلهم المبدع جورج خباز الذي يأخذنا في كل عملٍ مسرحيٍّ إلى قضيةٍ كبرى. لكن في المقابل، كثرت المسرحيات الخالية من أي رسالة، ذات السيناريوات الهشّة والرخيصة، التي تهدف الى إضحاك الجمهور حتى لو على حساب القيم.

والموضوع لا يقتصر على المسرح فحسب، فالمبالغة في مشاهد مسلسلاتنا مضحكة ولا سيما بالنسبة للمنازل الضخمة والأزياء الفارهة والجريئة والبوتوكس ومساحيق التجميل التي لا تفارق وجه الممثلات حتى في مشاهد النوم.

أخبرينا عن رحلتك على الشاشة الصغيرة والكبيرة.

عشقت التمثيل والشاشة والكاميرا عشقاً لا يوصف، وكانت لكل دورٍ مثّلته مكانةٌ كبيرة في قلبي. شاركت في أكثر من 30 مسلسلاً أبرزهم "الصقيع"، "أحلى بيوت راس بيروت"، "كابتن بوب"، "السجينة"، "طالبين القرب"، رماد وملح"، "كل الحب كل الغرام"، "رصيف الغرباء"، "عاطل عن الحرية"، "أسماء من الماضي"... تكثر الأسماء والذاكرة بدأت تخونني.

كذلك دخلت عالم الأفلام فأدّيت أدواراً مهمة وثقيلة في "المحترف والأشباح"، "لما حكيت مريم"، "صارت معي"، "عيب يا رستم" وغيرها.

ما البصمة التي ميّزتك في عالـــــــــم الشاشة؟

طوال مسيرتي هذه عُرفت بكوني أميّة "التقليدية". القيم كانت شرطي الأول والأخير والدائم للقبول بأي دورٍ يُعرض عليّ. حتى أنني في فيلم "عذاب الأمهات" استبدلت دور البطلة بدور الخادمة، كون الأول يتطلّب بعض المشاهد والملابس الجريئة نوعاً ما. كثر انتقدوني لكن هذه قناعتي وسرت فيها حتى النجاح.

هل من ذكرى صعبة بقيت محفورة داخلك خلال عملك التمثيلي؟

أتذكر اضطراري لتمثيل ثلاثة أدوار في مسرحية واحدة مع الكبير أنطوان كرباج. كنا حينها بين مسرح "كازينو لبنان" و"جورج الخامس" نقدّم مسرحية "أمرك سيدنا"، وأسند إليّ 3 أدوار فيها: دور أرملة جنوبية، دور سيدة متكبرة ودور عاملة هاتف بسيطة. كان الأمر صعباً ومنهكاً لي لكنه ضجّ العالم المسرحي حينها حيث تمكنت من تأدية ثلاث شخصيات مختلفة تماماً في عملٍ واحدٍ.

وما لا أنساه هو أنني أجهضت خلال تلك الفترة، ما تسبّب في ضعف مناعتي وأصيبت رئتي بسبب الجهد والتنقل والروائح وما زلت أتعالج حتى اليوم. فترة صعبة جداً محفورة بداخلي وما زالت ترافقني معنوياً وصحياً.

ما الدور المفضّل الذي أدّيته؟

دور الأم في فيلم "لما حكيت مريم". كان الدور تجربة لن أنساها مليئة بالمشاعر الصادقة واللحظات الواقعية التي أبكتني.

في رصيدك 5 كتب. أين أنت من الكتابة اليوم؟

وقّعت أخيراً كتاب "قضيتي وطني" في بوسطن، وأنا حالياً بصدد إنهاء كتابي السادس وهو ديوان شعري مميّز لكنني لن أطبعه أو أنشره، إذ من صلب أولوياتي حالياً، محاولة عرض مسلسل من كتابتي يحمل عنوان "العاصفة" على إحدى الشاشات اللبنانية.

هل تحضّرين لعمل تمثيلي جديد؟

انتهيت حديثاً من تصوير بعض حلقات "عاطل عن الحرية". وسأبدأ قريباً بتصوير مسلسل لبناني ضخم أؤدي فيه دور الأم والزوجة المظلومة التي تفترش الطرقات بسبب عائلتها. لا يمكنني الإفصاح أكثر عن العمل لكنه سيرى النور بعد فترة على شاشة LBCI.

هل أنصف المجتمع والوسط الفني أميّة لحود؟

الحمدلله، محبة الناس الكبيرة أنصفتني وهي شهرتي ودرعي. حصدت أكثر من 50 درعاً تكريمية في لبنان. كما كُرّمت من قبل "لجنة الإبداع العربي – صنّاع التغيير" بدرع التمييز والإبداع والريادة. وتمّت دعوتي في آذار المنصرم إلى بوسطن في أميركا لتكريمي بمناسبة يوم المرأة العالمي. كما تمّ تخليد مسيرتي بزراعة شجرة أرز باسمي وسط "محمية أرز الباروك".

من مِن الممثلين ترك بصمةً فيك؟

أنطوان كرباج مثالي الأعلى وهو بالنسبة لي سيد المسرح والشاشة الأوّل. لا شبيه له بالبراعة والرصانة والشخصية التي يفرضها كما أن العمل معه ممتع ومميز وسلس.

بين الفئات الشابة أقدّر كارلوس عازار كثيراً وأرى فيه موهبةً نادرة. وتبهرني نادين نسيب نجيم وأرى أنها حجزت لها مكاناً في تاريخ الفن والشاشة. كذلك أؤمن بأن لرهف العبدالله مستقبلاً واعداً وهي ممثلة موهوبة وجميلة. ويا ليت الشاشة تنصف محبوبتي الراقية الموهوبة برناديت حديب التي تملك إمكانات لم أشهدها من قبل.


مع بيار جماجيان

كل الحب كل الغرام مع هيام أبو شديد





ما رسالتك اليوم لكل فنان وممثل صاعد؟

تحلّوا بالإيمان وحافظوا على القيم، أحبوا الناس وابتعدوا عن التكبّر، ونحن لا شيء من دون محبة الجمهور. أتركوا بصمتكم الخفيفة فالتاريخ سهل الاكتظاظ بالتفاهة والسطحية والعنجهيات.


MISS 3