تعزيزات عسكريّة إسرائيليّة...و"حشد" ديبلوماسي فلسطيني

11 : 42

مواجهات بين القوّات الإسرائيليّة والفلسطينيين في بيت لحم أمس (أ ف ب)

عزّز الجيش الإسرائيلي مساء أمس قوّاته المنتشرة في الضفة الغربيّة وعلى الحدود مع قطاع غزة، غداة إعلان خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، التي رحّب بها الإسرائيليّون ورفضها الفلسطينيّون بشكل قاطع.وبعد إعلانه نشر تعزيزاته، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن صاروخاً أُطلق من قطاع غزة في اتجاه الدولة العبريّة، هو الأوّل منذ أن كشف ترامب عن خطّته وبجواره رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في واشنطن الثلثاء.وأوضح الجيش في بيان أنّه "بعد تقييم الوضع، تقرّر تعزيز جبهتَيْ يهودا والسامرة (الضفة الغربيّة) وقطاع غزة بقوّات قتاليّة إضافيّة". وكان قد أعلن الثلثاء تعزيز قوّاته من المشاة في غور الأردن.

وفي الأثناء، شهدت مدن الضفة الغربيّة وقطاع غزة مواجهات متفرّقة بالأمس بين شبّان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي أسفرت عن تسجيل إصابات. ولفتت جمعيّة "الهلال الأحمر الفلسطيني" إلى أنّ طواقمها تعاملت "مع 41 إصابة خلال مواجهات متفرّقة في الأغوار الشماليّة ومخيّم العروب وطولكرم والبيرة"، مضيفةً أن "الإصابات التي سجّلت هي من جرّاء الغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاطي والحي، وتمّ نقل 3 اصابات بعيارات إلى المستشفى". ووصفت وزارة الصحة الفلسطينيّة إصابة أحدهم بـ"الخطرة".

وفي القدس الشرقيّة، أفاد مصوّر وكالة "فرانس برس" بأنّ الجنود الإسرائيليين قمعوا تظاهرة شارك فيها عشرات الفلسطينيين محاولين الوصول إلى باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، مشيراً إلى أن المتظاهرين، الذين اعتُقل عدد منهم، هتفوا مردّدين "القدس عربيّة".

وبعدما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطّة الأميركيّة رفضاً قاطعاً، لفت السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة إلى أن عباس سيزور الأمم المتحدة في غضون 15 يوماً وسيتحدّث أمام مجلس الأمن للدعوة إلى رفض الخطّة. وقبل الأمم المتحدة سيُشارك عباس في اجتماع وزاري عربي السبت وقمّة إفريقيّة مقرّرة في بداية شباط.

وفي هذا السياق، كشف مسؤولون فلسطينيّون إقرار القيادة الفلسطينيّة خطّة شاملة للردّ تتضمّن تحرّكاً سياسيّاً وديبلوماسيّاً على المستويات كافة، بينما قال وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أثناء توجّهه إلى العاصمة البريطانيّة لندن للصحافيين المسافرين معه إنّ الزعماء الفلسطينيين "أحرار في تقديم عرض مضاد إذا كانوا يعتقدون أنّه مناسب أكثر"، مضيفاً: "أعرف أن الإسرائيليين مستعدّون للجلوس والتفاوض على أساس الرؤية التي وضعها الرئيس (ترامب)".

وعنونت الصحف الفلسطينية بالأمس بـ"اللون الأحمر" أقوال عباس عن خطّة ترامب، على غرار "لن تمرّ وستذهب إلى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة".

إلى ذلك، اعتبر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأراضي المقدّسة في بيان حول خطّة السلام الأميركيّة، أن "الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لا يزال منذ عقود هو محور العديد من مبادرات السلام والحلول. وقد قلنا، مرّات عدّة في الماضي، إنّه لا يُمكن التوصّل إلى أي اقتراح أو حل جدِّي من دون توافق الشعبَيْن، الإسرائيلي والفلسطيني، على أساس المساواة في الحقوق والكرامة". ورأى مجلس الكنائس أن الخطّة التي قُدّمت هي "مبادرة أحاديّة الجانب".


MISS 3