طوني فرنسيس

ردّ نصرالله على الاغتيال فردّ بري على صفقة القرن!

1 شباط 2020

02 : 00

رد الامين العام لحزب الله على اغتيال قاسم سليماني متوعداً بالقضاء على الوجود العسكري الاميركي في الشرق الأوسط، ولم يصدر عنه حتى اللحظة اتجاه الرد المحتمل على "صفقة القرن" التي هي بمثابة اغتيال نهائي للقضية الفلسطينية ارضاً وشعباً وتاريخاً.

غير ان الجناح الثاني في الثنائي الشيعي ممثلاً برئيس "حركة امل" رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اختار كما يبدو مناسبة اعلان"الصفقة" ليوجه رسالة الى أعضاء الحركة واللبنانيين مليئة بالرموز والإشارات، وتحتمل تفسيرات شتى بدءاً من التوقيت وصولاً الى الأهداف.

يحذر بري من فتنة، ومن مستقبل موحش ومخاطر وينصح بترك الشارع والتحرك كرجال حوار في الداخل ومقاومة ضد اسرائيل على الحدود... الخ. وهذه نصائح وتوجيهات تصلح في كل زمان ومكان وليست مرتبطة حكماً بظروف صفقة القرن ولا باحتمالات فتنة داخلية لا يفكر أي طرف لبناني بالانجرار او السعي اليها.

الا ان توجيهات بري كانت ضرورية على مقياس آخر اكثر تواضعاً من ربطه بالقرن وصفقاته، فنصيحته بعدم النزول الى الشارع هي موجهة خصيصاً الى أنصاره الذين لقنوا المحتجين من المواطنين امام مجلس الجنوب درساً في اللياقة لن ينسوه، وموجهة الى حراس عين التينة الذين لاحقوا المواطنين في سياراتهم بحثاً عن شائعة مرت في الحي، وربما الى هؤلاء الذين اتهمتهم وزيرة الداخلية برشق المتظاهرين حول مجلس النواب بحجارة السطوح.

اساءت كل تلك الممارسات الى بري ولم تسعفه في دور المرجع الشعبي والدستوري الذي يحاول ان يلعبه ويراه كثيرون من وجهاء البلد متجسداً فيه. وترافق ذلك مع تحليلات وربما تهويمات من هنا وهناك عن إعادة بحث بالأدوار وتحديد للأحجام، وقد يكون في ذلك بعض الصحة والكثير من الأوهام والتمنيات، الا أن الثابت ان دور الثنائي الشيعي هو الأبرز في هذه المرحلة، ودور بري تحديداً سيزداد أهمية لضرورته والحاجة اليه في ظروف اللون السائد في السلطة اللبنانية، ولا بأس في السياق أن يستمع الأنصار الى نصائح مفيدة عن هدوء الأعصاب ولو أدت تلك النصائح الى تحويل المقرات والفروع الى مراكز حوار وثقافة، كما جرت العادة مع الميليشيات في تاريخها المديد.


MISS 3