فادي سمعان

هيدا رأيي

العقلية الإحترافية المفقودة

21 كانون الثاني 2023

02 : 01

فادي سمعان

على رغم أنّ الاتحادات الرياضية المحلية ما زالت بعيدة كل البُعد عن عالم الاحتراف، إلا أنّ الأندية بمعظمها في لعبتي كرة القدم وكرة السلة باتت تمارس الاحتراف الجدّي غير المعلن من خلال ميزانياتها السنوية الضخمة التي تتجاوز المليون دولار أحياناً، ومع ذلك فإنّ عقليات بعض القيّمين على إدارات الأندية ما زالت لا تحترم إطلاقاً الأصول الأخلاقية في التعاطي مع اللاعبين أو المدرّبين بحسب الأنظمة المتّبعة، وما حدث هذا الموسم مع عددٍ من المدرّبين أكبر مثال على ما نشير إليه:

فمؤخراً، إستبعد مدرّب نادي العهد باسم مرمر عن فريقه عقب إنتهاء مباراته مع النجمة، في وقت كان ينتظر المدرّب السوري رأفت محمد الضوء الأخضر ليحلّ مكانه.

وهذا الأمر إنسحب أيضاً على عدد من المدرّبين البارزين في لعبة كرة السلة، كمدرّب النادي الرياضي جورج جعجع الذي شعر بمحاولات عدّة مع بداية الموسم الحالي للإستغناء عنه واستقدام مدرّب الجهراء أحمد فرّان بدلاً منه، إلى أن نجح بعض اللاعبين بإبعاده إثر الضغوطات التي مارسوها على أرض الملعب أو في مكاتب إدارة النادي.

وأيضاً في أخبار "الكرة البرتقالية"، دفع المدرّب إسحق غاسبار ثمن مساهمته بشكل كبير في صعود فريقه ليدرز من الدرجة الثالثة، مروراً بالثانية وصولاً إلى الدرجة الأولى، إذ إرتأت إدارة ناديه إستبداله من دون علمه والتعاقد مع المدرّب جورج داغر، في وقت كان المدرّب الوطنيّ القدير رزق الله زلعوم يعلن إستقالته من الجهاز الفني لهومنتمن بعدما تعاقدت إدارة النادي الأرمني مع أحد اللاعبين الأجانب من دون علمه أيضاً، فكان المدرب البوسني ماركو فيليبوفيتش حاضراً وجاهزاً ليُكمل مهمّته مع الفريق.

في ضوء ما حصل، ونتوقّع المزيد منه في المستقبل، يجب علينا رفع البطاقة الصفراء بوجه القيّمين على الشقّ الفني في الأندية، حيث لا مراعاة للأخلاق والأصول ولا احترام للمنطق والعقول، وهذا النهج الارتجاليّ سيُبقينا في مستنقعات الهواية، ومن المُعيب الإنقلاب على مدرّبين معروفين أقله لم يفشلوا في مهامهم...

*صحافي رياضي