شربل داغر

ما يحدث لإيتيل عدنان وجورج البهجوري وبيار سولاج...

3 شباط 2020

01 : 45

يحتفي متحف اللوفر في باريس بمعرض استعادي كبير لبيار سولاج (من مواليد العام 1919)، التشكيلي الفرنسي الذي بلغ المئة من عمره، من دون أن يفارق السواد لوناً ينبثق منه نور اللوحة...

إيتيل عدنان، التشكيلية والشاعرة اللبنانية (من مواليد العام 1925)، تقيم معرضاً في بيروت، وتتألق معرضاً تلو معرض، بعد معرضها الاستعادي، قبل سنوات، في متحف الفن العربي الحديث في الدوحة...

جورج البهجوري، الفنان المصري (من مواليد العام 1932)، يستعد، هو الآخر، لإعداد متحفه الشامل في القاهرة...

هؤلاء الفنانون الثلاثة عرفتُهم في باريس، وتابعتُ أعمالهم الفنية عن قرب، فكانت لهم حظوظ متباينة مع النجاح: كان سولاج معروفاً، وتَعرض له إحدى أفضل صالات العرض الباريسية، من دون أن يبلغ نجاحاته الحالية.

إيتيل عدنان كانت تُعرف بشعرها وروايتها، أكثر من رسمها.

جورج البهجوري كان يُعرف برسمه الكاريكاتوري، من "روز اليوسف" إلى "الوطن العربي" في باريس، أكثر منه فناناً مصوراً.

لعل طول العمر زاد من إمكان التحقق من مكانة هؤلاء الفنانين الفنية. ولعل خيارات المتاحف والمقتنين تبدلت، هي الأخرى، عما كانت ما ساعد في اقتناء أعمالهم.هذا يفرحني، أي أن يحظوا بالمكانة التي يستحقون، وأن يتأكدوا منها في حياتهم... أي أن ينصفهم تاريخ الفن، وسوق الفن، في حياتهم، لا بعد وفاتهم.

كيف لا، وفنسنت فان كوخ يتصدر، اليوم، مبيعات الفن في العالم، بينما لم ينجح في بيع لوحة واحدة من نتاجه في حياته.يبقى الفن، مهما قيل في تاريخه، في تطور أساليبه، خاضعاً لتقلبات، قد يتحكم بها "أصحاب قرار" في السوق والمتحف والعرض. لكن الفن يخضع كذلك لمعايير متبدلة في السوق والقيمة، ما يعني تغيرات في الإقبال والإقتناء وأساليب العيش والاستثمار والمكانة.

يبقى الفن أبعد من عملية حسابية، استثمارية، وثقافية، ما دام الميل والرغبة وغموض الإقبال عليه تتحكم به.


MISS 3