مستشار ماكرون يلتقي روحاني

باريس تُحاول إنقاذ الاتفاق النووي

10 : 49

روحاني مستقبلاً بون في طهران أمس (أ ف ب)

التقى المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل بون، أمس، الرئيس الإيراني حسن روحاني في ختام يوم من المحادثات في طهران، في إطار المساعي الفرنسيّة لإنقاذ الاتفاق النووي وتخفيف التوتّر بين الجمهوريّة الإسلاميّة والولايات المتّحدة.


وسلّم بون رسالة مكتوبة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره الإيراني، بحسب ما أفاد مكتب روحاني. وأثناء اللقاء، أكّد روحاني أن إيران "تركت دائماً الباب مفتوحاً للدبلوماسيّة والحوار"، لافتاً إلى أن "الهدف لا يزال التطبيق الكامل للاتفاق". وتابع أن "طهران تنتظر من الأطراف الأخرى الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل".


وقبل لقائه روحاني، عقد بون اجتماعات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الأميرال علي شمخاني، ووزير الخارجيّة محمد جواد ظريف ونائبه عباس عراقجي. وقال ظريف قبل اجتماعه مع بون: "لا يُمكن إجراء أيّ مفاوضات تحت الضغط"، داعياً الأوروبّيين إلى "حلّ المشكلة التي نجمت عن خروج الولايات المتّحدة من الاتفاق".


وكان وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أوضح أمس الأوّل أن مهمّة المستشار الفرنسي تقضي بـ"محاولة فتح مساحة النقاش لتجنّب أيّ تصعيد لا يُمكن السيطرة عليه، أو حتّى وقوع حادث"، في حين يُهدّد التوتر بين طهران وواشنطن بجر الشرق الأوسط إلى مواجهة عسكريّة مفتوحة.


بدورها، قالت سكرتيرة الدولة الفرنسيّة للشؤون الأوروبّية اميلي دو مونشالان: "نُحاول العمل لجعل المثلث - أوروبا، الولايات المتّحدة، إيران - مثلّثاً للحوار".


وفي فيينا، سخرت روسيا وإيران أمام الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة من مطالبة الولايات المتّحدة، طهران، بالالتزام بالاتفاق النووي، وذلك خلال اجتماع طارئ عقده حكّام الوكالة بناءً على طلب واشنطن لمناقشة خرق الجمهوريّة الاسلاميّة للاتفاق النووي.


وقال السفير الايراني لدى الوكالة كاظم غريب أبادي: "من سخريات القدر أن يُعقد هذا الاجتماع بناءً على طلب الولايات المتّحدة، مع العلم بأنّها هي التي تتحمّل مسؤوليّة الوضع الحالي".


وفي السياق نفسه، وصف السفير الروسي ميخائيل أوليانوف الموقف الأميركي بـ"الفظيع"، ساخراً من "الوعي الأميركي لأهمّية الاتفاق". ودعا جميع أعضاء مجلس الحكّام إلى "إدانة السياسة الأميركيّة الهدّامة بشكل حازم"، معتبراً أن "على الولايات المتّحدة قبل كلّ شيء التخلّي عن محاولاتها لفرض حظر نفطي على طهران".


وصدر بيان عن سفراء المملكة المتّحدة وفرنسا والمانيا لدى الوكالة، دعا إيران إلى "التقيّد الكامل بالتزاماتها"، في حين اتّهمت السفيرة الأميركيّة جاكي وولكوت، طهران، بالقيام بـ"ابتزاز نووي". وانتهى اجتماع الوكالة في فيينا من دون صدور أيّ بيان، بحسب ما أفاد دبلوماسيّون.


وكشف دبلوماسيّون أيضاً أن الوكالة أبلغت الدول الأعضاء بأنّ إيران تُخصّب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة، أيّ بما يفوق مستوى 3.67 في المئة الذي يسمح به الاتفاق النووي.


وكانت الوكالة أكّدت في الأوّل من تموز أن مخزون الجمهوريّة الاسلاميّة من اليورانيوم المخصّب تجاوز سقف الـ300 كلغ المسموح به بموجب الاتفاق، ثمّ عادت وأعلنت في الثامن من تموز أن طهران تجاوزت كذلك نسبة التخصيب المسموح بها.


وفي قضيّة الناقلة الايرانيّة المحتجزة في جبل طارق، حذّر روحاني بريطانيا من "عواقب" قرارها احتجاز الناقلة "غريس 1". وقال خلال جلسة لمجلس الوزراء: "أُذكّر البريطانيين بأنّهم هم الذين بادروا الى الإخلال بالأمن في البحار، وسوف يُواجهون العواقب لاحقاً". واعتبر أن "احتجاز ناقلة النفط الإيرانيّة كان تصرّفاً جنونيّاً"، مؤكّداً أنّه "علينا أن نفعل ما بوسعنا لضمان أمن الطرقات البحريّة على المستوى العالمي".


وفي هذا الإطار، تسعى الولايات المتّحدة إلى تشكيل تحالف لضمان حرّية الملاحة في مياه الخليج. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركيّة المشتركة الجنرال جوزف دانفورد أمس الأوّل: "نتواصل حاليّاً مع عدد من الدول للنظر في إمكان تشكيل تحالف من شأنه أن يضمن حرّية الملاحة في مضيقَيْ هرمز وباب المندب". وتابع: "أعتقد أنّه من المُمكن في الأسبوعَيْن المقبلين معرفة الدول التي تمتلك الإرادة السياسيّة لدعم تلك المبادرة، ومن ثمّ العمل مباشرةً مع الجيوش لتحديد الإمكانات القادرة على دعم ذلك". وستقوم الولايات المتّحدة بتوفير الرصد والمراقبة البحرّية، وبالإمكان مرافقة السفن من جانب الدول التي ترفع علمها، وفق الجنرال.


وكان وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أعلن الشهر الماضي أنّه يأمل في أن تعمل أكثر من 20 دولة، بينها الإمارات والسعوديّة، على ضمان أمن المنطقة البحريّة.


MISS 3