وفاة الكاتبة الأميركية ماري هيغنز كلارك "ملكة التشويق" عن 92 عاماً

11 : 30

توفّيت الكاتبة الأميركية ماري هيغنز كلارك الملقبة "ملكة التشويق" عن 92 عاماً بعدما سجلت الكثير من كتبها أفضل المبيعات رغم بدايات صعبة.

وكتبت دار النشر "سايمن أند شوستر" في تغريدة أن هيغنز كلارك توفيت "بهدوء محاطة بالعائلة والأصدقاء".

وقد أصدرت هيغنز كلارك حوالى 50 كتاباً بيعت مئة مليون نسخة منها تقريباً من بينها 80 مليونا في الولايات المتحدة، منذ أول نجاح كبير لها العام 1975 بعنوان "وير آر ذي تشيلدرن؟"

وكانت الكاتبة لا تزال في سن الثانية والتسعين تصدر كتاباً كل سنة مع معجبين كثر لها عبر العالم فيما كانت أعمالها من بين أفضل مبيعات الكتب.

وقال ناشر كتبها منذ فترة طويلة مايكل كوردا في بيان "كانت مميزة. ما من كاتب تواصل مع القراء كما كانت تفعل. كانت تفهمهم كما لو أنهم أفراد من عائلتها. وكانت تدرك جيداً ما الذي يريدون قراءته لكنها كانت تفاجئهم مع كل كتاب جديد. كانت ملكة التشويق".

ولدت هيغنز كلارك في برونكس في 24 كانون الأول1927 في عائلة متواضعة إيرلندية الأصل. وهي كانت تؤكد أن شغف الكتابة تملّكها في سن السابعة إذ ان الإيرلنديين غالباً ما يكونون "حكواتيين بالفطرة".

لكنها لم تحقق النجاح إلا بعد بلوغها الأربعين على أثر سلسلة من المآسي شكلت لديها قناعة أن الأسوأ قد يحصل، وهي تصف في كتبها تلك اللحظة التي تؤدي إلى تغيير المعادلة جذرياً.

فقد توفي والدها وهي في الحادية عشرة بأزمة قلبية فوجدت والدتها نفسها مسؤولة عن ثلاثة اطفال واضطرت إلى تشارك منزلها مع مستأجرين. وبدأت ماري العمل في سن الخامسة عشرة كموظفة استقبال في فندق ومن ثم سكرتيرة قبل أن تتزوج في سن العشرين وتتحول إلى مضيفة طيران في شركة "بان ام".

وتوقفت عن العمل في الطيران لتربية أطفالها واستمرت بالكتابة في مطبخ المنزل العائلي بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً قبل ان تهتم بالأولاد قبل ذهابهم إلى المدرسة.

وكانت ماري في الخامسة والثلاثين عندما توفي زوجها عن 44 عاماً بأزمة قلبية فترملت وباتت مسؤولة بمفردها عن خمسة أطفال. وقبل زواجها فقدت شقيقها الذي توفي من مرض التهاب السحايا ومن ثم ابن شقيقتها البالغ 15 شهراً على أثر سقوطه من نافذة.




وعادت لتعمل سكرتيرة لكن حلم امتهان الكتابة كان لا يزال يراودها. فبعد انجازها اقصوصات ومسلسلات تلفزيونية وسيرة جورج واشنطن لم تلق نجاحاً، انطلقت في الرواية البوليسية.

وقد حقق "وير آر ذي تشيلدرن؟" أفضل المبيعات عند صدوره العام 1975 وكذلك فعل "أيه سترينجر إز واتشينغ" (1977) الذي جعل منها مليونيرة.

وباتت ماري بعدها روائية تحظى بشعبية كبيرة لكن لتعويض الوقت الفائت دخلت جامعة فوردام في نيويورك حيث حصلت على شهادة في الفلسفة وهي أول شهادة جامعية لها، في سن الخمسين.

وترأست العام 1987 جمعية "ميستيري رايترز أوف أميركا" وفي السنة التالية "إنترناشونال كرايم كونغرس" في نيويورك.

في العام 2000 فاجأت ماري القراء بنشرها كتاباً بوليسياً مع ابنتها كارول وقد أصدرتا أربع روايات مشتركة أخرى لاحقا.

وقد حول الكثير من رواياتها البوليسية التي ترجمت إلى 35 لغة، إلى أعمال تلفزيونية وسينمائية مثل "إيه سترينجر إز واتشينغ" (1982) و"وير آر ذي تشيلدرن؟" (1986) و"آل اراوند ذي تاون" (2002).

وفي مذكراتها الصادرة في العام 2003 كتبت أنها ستستمر بتأليف الكتب حتى وفاتها "فالفوز باليانصيب يسعد لسنة، أما ان نحب ما نقوم به يجعلنا سعداء طوال العمر". 

MISS 3