عماد موسى

كهرباء 24 على 24

11 تموز 2019

16 : 10

في سبعينات القرن الماضي رمَزَ الشَعرُ الكثيف إلى رجولة فائضة، سواء كسا أجسام الشبيبة كفروة شمبانزي أصيل أو طلع من القمصان الضيقة المفتوحة أزرارها في عرض تشويقي. رشدي أباظة مثل ومثال. في هذا الزمن تغيرت معايير الرجولة إذ بات الشباب يحلقون شعر أجسامهم، ويشتغلون على Six Pack ليلاً ونهاراً فقط، لاجتذاب نظر الجنس اللطيف.


وفي ستينات وسبعينات الهيبيز غزت موضة الشعر الطويل مجتمعنا. حتى أن راقص الدبكة إبن الضيعة والعين والتراث والمنجيرة كان يخبط قدميه بالأرض فتهتز جدائله. أما الرجل الأقرع فلطالما خجل بقرعته وغطاها بـ"باروكة" كما يفعل معظم ممثلي مصر، أو يستعير خصلة طويلة من فوق الأذن ويمررها من ميل لميل ويثبتها بـ Gel أقرب ما يكون إلى السمن البلدي لإخفاء الصلع. تضحكني هذه التسريحة كما يضحكني منظر الشعر المزروع أثلاماً، كل ثلم منفصل عن الآخر بمنطقة ربع الرأس الخالي.


تغيرت حديثاً النظرة إلى الأصلع، فهو الأكثر فحولة، والأكثر ذكاء والأكثر جاذبية لدى النساء وكم أسعدني كمنتمٍ غصباً عني إلى هذه الثلاثية ما قرأته عن مشروع أطلقته شركة إسبانية ناشئة، بالتعاون مع جامعة فالنسيا التقنية يقوم على استخدام سطح الرأس كملتقط لأشعة الشمس وتحويلها إلى طاقة يتم تخزينها ببطاريات صغيرة، ليتمكن من استخدامها لاحقاً. ووفقاً لموقع "There is news" تمّ اختبار الفكرة على 42 رجلاً وحققت نتائج فاقت التوقعات.
ويتطلب هذا النوع من الطاقة زراعة شريحة صغيرة في الرأس، من خلال إجراء عملية جراحية بسيطة، ليتمكن من تحويل أشعة الشمس الساقطة على الرأس إلى طاقة.


وحسب مجلة "innovators"، فإنه يمكن للرؤوس الصلعاء أن تعمل بشكل أكثر كفاءة من ألواح الطاقة الشمسية المستخدمة في شبكات توليد الطاقة، حيث تقوم بعكس أشعة الشمس بقوة. وأعلنت الشركة الإسبانية أن نظام التشغيل سيكون متاحاً لعرضه للبيع في صيف 2019. باختصار رجل مثلي صار مكتفياً بقرعته وقادراً على تأمين كهرباء 24 على 24 !


MISS 3