أولادك والبدانة... تفاصيل كثيرة

12 : 40

تكون خدود الأطفال الممتلئة ظريفة جداً، لكن بدأ وباء البدانة ينتشر بين الأولاد حول العالم، لذا أصبح التنبه إلى تلك الكيلوغرامات الزائدة أهم من أي وقت مضى!تُعتبر الفترة التي تتراوح بين السنة الأولى والثالثة مثالية كي تُحسّن العائلة خياراتها وأسلوب حياتها لتجنب مشكلة البدانة خلال الطفولة وامتدادها حتى سن الرشد. يكون الأولاد أكثر عرضة للبدانة بخمسة أضعاف عندما يكبرون إذا كانوا من أصحاب الوزن الزائد في طفولتهم، ما يُعرّضهم لأمراض القلب والجلطات الدماغية.

تبقى الأسباب الطبية للبدانة نادرة جداً، ويزيد وزن معظم الأولاد لأنهم يأكلون كمية تفوق حاجتهم. ينحف الأطفال أحياناً حين تزيد حركتهم في مراحل لاحقة من نموهم، لكن يولد آخرون بحجم كبير بكل بساطة.

لتقييم الوضع، تقضي أفضل طريقة بمراقبة منحنى نمو الطفل. إذا زاد وزنه فجأةً مقارنةً بالمنحنى الاعتيادي، يعني ذلك أن الوقت حان لمعالجة المشكلة.

قد لا يحتاج معظم الأولاد إلى فقدان الوزن. إذا بقي وزنهم على حاله تزامناً مع زيادة طولهم، سيقتربون تدريجاً من الوزن الصحي نسبةً إلى قامتهم. لكن إذا كنت تشعرين بالقلق بسبب وزن طفلك، اتخذي الخطوات التالية:


تكلمي مع الطبيب

يستطيع طبيب الأطفال أن يراجع منحنى النمو للتأكد من أن الطفل يكسب الوزن بوتيرة ثابتة. إنها فرصة ممتازة أيضاً للتكلم عن حمية الطفل ونشاطه وإحداث التعديلات عند الحاجة.


أرضعي طفلك

الرضاعة تحمي من البدانة. في المقابل، يسهل أن يأكل الأطفال كميات مفرطة إذا كانوا يشربون الحليب الجاهز. حين يشبع الطفل الرضيع، سينذرك بأنه اكتفى عبر وقف الرضاعة وتغيير وجهة رأسه.


عرّفيه على الأغذية الصلبة في الوقت المناسب

توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء الأغذية الصلبة للأطفال في الشهر السادس تقريباً. لكن في جنوب أفريقيا، يستهلك الأطفال الأغذية التكميلية في مرحلة أبكر. يرتفع خطر البدانة قليلاً لدى الطفل الرضيع الذي يبدأ بتناول هذه المأكولات قبل الشهر الرابع.

تذكر دراسة واحدة على الأقل أن الطفل الذي يشرب الحليب الجاهز ويبدأ بتناول الأغذية الصلبة في مرحلة مبكرة يكون أكثر عرضة بكثير للبدانة بحلول عمر الثالثة.


رسّخي سلوكيات صحية

في ما يخص حمية الطفل، لا داعي لاحتساب السعرات الحرارية. بل كوني قدوة صالحة له وركزي على تطبيق المبادئ الغذائية الصحية التي ترافقه طوال حياته.

قومي بتعديلات صغيرة وتدريجية في أسلوب حياة عائلتك. حدّدي التغيرات القابلة للتنفيذ واختاري أسهل ثلاثة تعديلات في البداية ثم انتقلي إلى الأهداف الأخرى على اللائحة بعد إتمام التعديلات الأولى بنجاح.

أبلغي أفراد عائلتك بتلك التعديلات كي يلتزموا بها حين يقابلون طفلك. وأشيدي بالطفل حين يطبّق تلك التوجيهات لأنه سيصبح أكثر ميلاً إلى التمسك بها لاحقاً.

كذلك، رسّخي نمطاً منتظماً لوجبات الطعام، كي تتمكن العائلة كلها من الجلوس معاً بدل السماح للطفل بتناول وجبات عشوائية طوال اليوم. لا تتكلي على طلبات الطعام من الخارج أو الوجبات الجاهزة، بل ركزي على الوجبات المطبوخة في المنزل لأنها تكون أفضل من الناحية الصحية. أطبخي الطعام نفسه للجميع، حتى لو لم يستطع أفراد العائلة أن يأكلوا في الوقت نفسه.

في هذه المرحلة، سيتعلم طفلك كيفية الأكل رداً على مشاعر الجوع والشبع. إنها فترة مهمة كي يجيد التعرف على الجوع (ما يعني ألا يأكل إلا إذا شعر بالجوع وأن يوقف الأكل حين يشبع بما يكفي).

لا تتوقعي منه أن ينهي أطباقه كلها، لأنه سيتجاوز بذلك الكميات التي تكفيه لمجرد أن يترك طبقه فارغاً. لكن في الوقت نفسه، لا تأخذي منه الطبق إذا كان لا يزال جائعاً، لأن هذه الخطوة قد تُشجّعه على أخذ الطعام خلسةً، ما يؤدي إلى إصابته بالبدانة.

على صعيد آخر، يسهل أن يفرط الطفل في الأكل حين يلتهي بالتلفزيون. لذا لا تقدمي له الطعام كطريقة لتخفيف ضجره ولا تستعملي المأكولات، لا سيما السكر، كمكافأة أو تحلية أو مصدر راحة، أو لتغيير مزاجه. تتراجع هذه الإغراءات كلها حين يخلو المنزل من المنتجات الغنية بالدهون والسكر. لكن اسمحي له بتناول أغذية دسمة يحبها (باعتدال طبعاً) في يوم واحد من الأسبوع. يمكنه أن يأكل المثلجات في الحديقة أو قطعة حلوى في حفل عيد ميلاد.


وجبات صحية قبل الخامسة

إذا شعر طفلك بالجوع بين وجبات الطعام الرئيسة، قدّمي له حصصاً صحية، مثل الفاكهة الطازجة أو أصابع الخضار أو كوب حليب. في المقابل، تجنبي المنتجات السكرية مثل البسكويت والشوكولا وقوالب الحلوى.

يُعتبر الكالسيوم بالغ الأهمية للأولاد، لذا احرصي على أن يستهلك طفلك ثلاث حصص من الأغذية الغنية بالكالسيوم يومياً (كوب من الحليب قليل الدسم، قطعة جبنة بحجم علبة الثقاب، لبن).يمكنك أن تعطيه حليباً قليل الدسم بدءاً من عمر السنتين، أو خالياً من الدسم بعد عمر الخامسة.


النشاط الجسدي أساسي

النشاط الجسدي ضروري للطفل كي يطور عظاماً وعضلات قوية وصحية ويحرق السعرات الموجودة في الطعام الذي يأكله.

يجب أن يكون الطفل الذي يجيد المشي وحده كثير الحركة، طوال ثلاث ساعات يومياً على الأقل. يمكن أن تتوزع النشاطات على مر اليوم، في الداخل أو الخارج.

يستمتع الأطفال بين عمر السنة والخمس سنوات بالألعاب الحيوية (ركض، تسلق، قفز، ألعاب بالكرة)، فتصبح هذه النشاطات جزءاً من روتينهم اليومي. يكون النشاط الجسدي في الطفولة أساسياً لمتابعة التحرك في مراحل لاحقة من الحياة.

باستثناء وقت النوم، يجب أن يتجنب الطفل قبل عمر الخامسة قلة الحركة لفترات طويلة. لن تكون مشاهدة التلفزيون لساعات أو الجلوس في العربة أو الاستلقاء على الظهر لوقتٍ طويل مفيدة لصحته ونموه. أغلقي التلفزيون إذاً واصطحبيه في نزهة أو إلى حصة من التمارين البدنية أو حوض السباحة.


MISS 3