السيد محمد الأمين

كونوا حرفاً يمحي فكرة الحرب

نحن جيل المتاريس ولكل أمة دويلة ودين، نحن الذين فرقتنا الحرب ورمتنا خلف تلال الرمال والتراب والجدران المسلحة بكل أنواع الكراهية , وكل العصبيات التي أسقطها علينا تجار الحرب والوطنية والدين فقسمتنا في بلدنا ومدارسنا وأعمالنا وحتى أسماءنا وكل أنماط حياتنا.

‏نحن جيل الحرب الهاربين من القناص الذي يختار الضحايا على أساس المنطقة فيطلق كم الكراهية رصاصاً يقتل كل ذاهب إلى مدرسة أو عائدٍ منها، أو بائع متجول.. حتى كل طير خارج حدود متراسه..

‏‎نحن جيل الحرب.. الذين لا نعرف الآخر الذي خلف متاريس المتصارعين ولا نعرف ما يريدون ولأجل ماذا يتقاتلون ولكننا كنا نقول أن الحق مع هنا و هناك.

‏‎وبين هنا وهناك يسمع كل منا نداء الزعيم في الإذاعة وهو يدعونا للصمود والهجوم... وأننا سننتصر ولا نعرف من ينتصر على من! وهذا الخوف ينتشر مع كل ضحية تسقط على مذبح الوطن ولأجله كما يقولون.

‏‎نحن جيل الحرب.. الذي هجر من منطقة إلى منطقة ومن مدرسة إلى مسجد إلى كنيسة.

‏‎نحن جيل الشعارات والمقاومات والإغتيالات والإحتلالات وخطابات الثورة.. نحن جيل الحرب الذي جعرنا بكل جهلٍ حتى بح صوتنا لكل الأسماء التي اتفقت فيما بعد وما أخبرونا على ماذا اختلفوا.

‏نحن هذا الجيل الذي سقط في خنادق القتال وبعد أن اتفق اسياد الحرب طمرنا فيها كل الآمال والثقة والتفاؤل... نحن الذين خسرنا أعمارنا وطموحنا أمام بقاء الرئيس و القائد ومولانا

نحن جيل الحرب.. لأجل الوطن! أي وطن!

فيا جيل الحرف لا تكونوا مثلنا ولا تسقطوا في في خنادق الزعامات التي ستترككم مختلفين فيما بينكم كارهين لبعضكم..لا تكونوا وقوداً تحترقون لأجل مشاريع فتنة وطموع طامح للإمساك بسلطة وزعامة ومنطقة... لا تدعوا احداً يسلب منكم العقل بشعارات العصبية والمذهبية ليبني بينكم جدران البغضاء ويدمر جسور التواصل... كونوا الحرف والكلمة والعلم كونوا ثقافة بوجه جهل يحاولون أخذكم إليه، كونوا جيل التعلم والإنفتاح، أطلقوا لعقولكم حرية تحرركم من كل فكرة تسجنكم وصندوق يحبسكم... كونوا حرفاً يمحي فكرة الحرب.. لا تترددوا في التواصل والتعارف مع الآخر المختلف في الانتماء السياسي والديني ومعرفة ما هو عليه لأن كلاً منكم يحتاجه الآخر لتنمو بينكم روح المواطنة التي تزيل رواسب الحرب وتقوموا بسلوك روح السلام في مجتمعاتنا، عودوا الى الماضي لتأخذوا دروساً منه كي لا تسقطوا في الحاضر والمستقبل وأنتم تحاولون بناء وطن.