مايز عبيد

عن لحظات الخوف والذعر في طرابلس وعكّار

7 شباط 2023

02 : 00

من أضرار الهزّة

«يا ربّ نفسي يا ربّ نفسي... كانت 42 ثانية أشبه بيوم القيامة». بهذه العبارة شبّه مواطن عكّاري ما جرى فجر الأمس نتيجة الهزّة الأرضية.

ففيما لا تزال مناطق الشمال تحت تأثير العاصفة المناخية، ضربت المنطقة هزّة أرضية شعر بها السكّان بكلّ وضوح قرابة الثالثة والنصف من فجر الأمس، وكانت أقوى من سابقاتها، ما تسبّب في أضرار مادية في بعض المناطق، وفي بثّ الرعب في نفوس الأهالي والسكّان الذين استفاقوا على قوّة الهزّة ووجدوا المنازل تتراقص بهم كالأرجوحة بحسب ما أشار البعض منهم لـ»نداء الوطن».

في طرابلس وعكّار هرع الناس إلى الطرقات خوفاً من سقوط أسقف منازلهم فوق رؤوسهم، وتجمّع كُثر من أهالي المدينة في باحة معرض رشيد كرامي هرباً من منازلهم. وسارع أصحاب البيوت المهدّدة بالسقوط إلى إخلائها فور شعورهم بالهزّة الأرضية، وروى بعضهم لـ»نداء الوطن» عن ليلة الرعب التي عاشوها للمرّة الأولى في حياتهم، بينما شبّه البعض الآخر ما جرى بأيام الحروب والإجتياح.

الهزّة فتحت مجدّداً ملفّ الأبنية المتصدّعة في طرابلس بعد الأضرار التي لحقت بمبانٍ مختلفة، وقال عضو مجلس البلدية السابق المحامي خالد صبح لـ»نداء الوطن»: «من الواجب على بلدية طرابلس التحرّك السريع بعد هذه الهزّة شعوراً بالمسؤولية والخطر لأنّ المدينة تقع على عدة فوالق موجودة في لبنان وما يحصل على بعد 350 كيلومتراً منّا في تركيا تأثّرنا به، وإذا حصلت هزّة أخرى في مكان ما أقرب من تركيا لا سمح الله فستكون النتائج كارثية علينا».

أضاف: «طرابلس بجزء كبير منها مدينة تراثية أثرية مملوكية وفيها الكثير من الأبنية الآيلة للسقوط بسبب عدم الصيانة والترميم، كما أنّ هناك أبنية قديمة في المناطق الشعبية لا سيّما على محاور القتال السابقة في التبانة والقبّة وضهر المغر والزاهرية وغيرها، وهناك خوف عليها وعلى قاطنيها. من هنا كانت دعوتنا إلى رئيس البلدية للتحرّك الفوري والتنسيق مع نقيب المهندسين وتشكيل فرق فنية للكشف سريعاً على هذه الأبنية لا سيّما في المناطق القديمة».

وقد أدّت الهزّة الأرضية في محافظة عكّار إلى خسائر مادية جسيمة في المنازل والمحال التجارية تضاف إلى الخسائر اليومية التي يتكبّدها المزارعون جرّاء تأثر المنطقة بالعاصفة منذ السبت الماضي. ففي بلدة بزال العكّارية تضرّر منزل مصطفى عثمان الذي تعرّض لانهيارات عدة كما تضرّر منزل محمود فريوان في قرية بلانة الحيصة - السمونية، ومنزل عبد الرحمن الرفاعي في بلدة القرقف. وفي بلدة برج العرب تعرّض محل تجاري لبيع الزجاج عائد لخضر المحمد إلى أضرار عدة.

وفي حي البحر بسهل عكار وتحديداً حارة آل الشتيوي، تسبّبت الهزّة الأرضية في سقوط أجزاء من منازل وتصدّع منازل أخرى. وتحدّثت سيّدة من آل الشتيوي لـ»نداء الوطن» عن حالة الذعر والخوف التي عاشوها وقالت: «منازلنا في الأصل متصدّعة وقديمة وقوّة الهزّة أدّت إلى تصدّعات وسقوط أجزاء من المنازل والأسقف والخيم ولا ندري ماذا سيحلّ بنا، فنحن خائفون بشدّة»، وطالبت الهيئة العليا للإغاثة «وكلّ من يعنيه الأمر بالتحرّك الفوري لنجدتنا قبل أن تسقط كل المنازل فوق رؤوسنا».

الجدير بالذكر أنّ مناطق الشمال تأثَّرت بأكثر من هزّة ارتدادية خفيفة جعلت الخوف يسيطر على الناس، فضلاً عن تأثّر المنطقة بعاصفة قوية منذ السبت حوّلت الطرقات بحيرات من المياه وأحدثت أضراراً كبيرة في الأملاك والمزروعات.


MISS 3