عريقات ينفي سحب مشروع القرار

التصويت حول "صفقة القرن" في مجلس الأمن معلّق

09 : 24

تظاهرة نسائيّة ضدّ "صفقة القرن" في غزة أمس (أ ف ب)

عدل الفلسطينيّون عن طلب التصويت في مجلس الأمن الدولي اليوم على قرار يرفض خطّة السلام الأميركيّة، بسبب عدم تلقيهم دعماً دوليّاً كافياً وسط ضغوط أميركيّة شديدة على داعمي الرئيس محمود عباس، فيما أفاد ديبلوماسيّون عن تأجيل طرح القضيّة أمام مجلس الأمن إلى وقت لاحق، بينما أكد أمين سرّ اللجنة التنفيذيّة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينيّة" صائب عريقات أن المشروع "ما زال قيد التداول في الأمم المتحدة".

وأورد ديبلوماسي أن مشروع القرار الذي طرحته اندونيسيا وتونس، قد لا يحظى بتأييد تسعة أعضاء في مجلس الأمن من أصل خمسة عشر، وهو الحدّ الأدنى المطلوب لتبنّيه بمعزل عن لجوء دولة دائمة العضويّة إلى حقّ النقض (الفيتو). وتحدّث مصدر ديبلوماسي آخر عن "ضغط شديد جدّاً" تُمارسه واشنطن مع تهديد "باجراءات عقابيّة" ماليّة.

ويأتي هذا القرار المفاجئ، بعدما قدّمت الولايات المتحدة التي تتمتّع بحق النقض، سلسلة تعديلات على النصّ الذي يتمّ التفاوض في شأنه منذ الأسبوع الفائت، وكان مرتقباً التصويت عليه خلال اجتماع لمجلس الأمن يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وشملت الاقتراحات الأميركيّة، التي اطّلعت عليها وكالة "فرانس برس"، شطب فقرات كاملة من المشروع، خصوصاً تلك التي تُشير صراحة إلى قرارات الأمم المتحدة منذ 1967. كذلك، تمّ شطب كلّ الإشارات إلى القدس الشرقيّة.

وكشف ديبلوماسي مخضرم أن "المشاورات حول المشروع مستمرّة"، في حين شكّك ديبلوماسيّون آخرون في إمكان التصويت عليه انطلاقاً من التباين الحاد في شأنه.

وفي هذا السياق، أوردت مصادر ديبلوماسيّة عدّة أن الرئيس الفلسطيني لم يعدل حتّى الآن عن حضور جلسة مجلس الأمن صباح اليوم، في وقت أكد عريقات أن ما يروّج حول سحب مشروع القرار المقدّم من المجموعة العربيّة وحركة عدم الانحياز لمجلس الأمن عار عن الصحة ولا أساس له، لافتاً إلى أن "مشروع القرار موزّع ولا يزال قيد التداول، وعندما تنتهي المشاورات ونضمن الصيغة التي قدّمناها من دون انتقاص أو تغيير لثوابتنا، سيتمّ عرضه للتصويت، علماً أن مشروع القرار لم يُطرح بالورقة الزرقاء للتصويت حتّى يُقال إنّه جرى سحبه".

وسبق للرئيس الفلسطيني الرافض خطّة السلام الأميركيّة أن حظي بدعم "الجامعة العربيّة" و"منظّمة التعاون الإسلامي" و"الاتحاد الأفريقي"، لكن دولاً رئيسيّة عدّة أعضاء في هذه المنظّمات لم تظهر موقفها الحاسم في هذا الإطار حيال الولايات المتحدة. ومن الدلائل على ذلك إقالة السفير التونسي لدى الأمم المتحدة الأسبوع الفائت تزامناً مع المفاوضات حول مشروع القرار الفلسطيني.

واستبعد ديبلوماسيّون أن يحصد التصويت على قرار أممي ينتقد الخطّة الأميركيّة تأييد 14 صوتاً سبق أن ندّدت في كانون الأوّل 2017، خلال تصويت في مجلس الأمن، بالقرار الأميركي الأحادي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إذ مذّاك، بدا أن التأييد الدولي للفلسطينيين يهتزّ. وإضافةً إلى المملكة المتحدة، فإنّ دولاً مثل ألمانيا واستونيا قد تمتنع عن التصويت من دون الإشارة إلى الفيتو المتوقع للولايات المتحدة، وفق ما لاحظ مصدر ديبلوماسي أخيراً.


MISS 3