متّهمة بارتكاب مجزرة بحقّ الثوّار

الصدر يحلّ "القبّعات الزرق"

11 : 32

ثائرة عراقيّة خلال تظاهرة طلابيّة في البصرة أمس (أ ف ب)

حلّ الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالأمس مجموعة "القبعات الزرق" التابعة لتيّاره والمتّهمة بقتل ثوّار، في ما بدا محاولة لتهدئة المحتجّين الذين اتهموه بالإنقلاب عليهم بعد تأييده تكليف الوزير السابق محمد علاوي تشكيل حكومة جديدة. كما جاء القرار بعد أيّام من تنديد المرجعيّة الشيعيّة العليا، بأعمال العنف بين مؤيّدي الصدر والمتظاهرين في النجف والحلّة، والتي قُتِلَ فيها أكثر من ثمانية ثوّار الأسبوع الماضي، ودعوتها القوّات الأمنيّة إلى عدم "التنصّل" من مسؤوليّتها في حماية التظاهرات وساحات الثورة.

وكتب الصدر في تغريدة نشرها عبر حسابه على "تويتر": "أُعلن حلّ القبعات الزرق ولا أرضى بتواجد التيّار بعنوانه في التظاهرات، إلّا إذا اندمج وصار منهم وبهم من دون التصريح بانتمائهم"، إذ لأشهر طويلة تظاهر مناصرو الصدر المعروفون باسم "القبعات الزرق" ضدّ الطبقة السياسيّة، لكنّهم انتقلوا أخيراً إلى المعسكر الآخر بعدما أعلن الزعيم الشيعي تأييده تكليف علاوي تشكيل حكومة جديدة، وهو ما يرفضه المتظاهرون باعتبار أنّه قريب من النخبة الحاكمة التي يُطالبون برحيلها برمّتها عن المشهد السياسي.

وقال الصدر في تغريدته أيضاً: "وصلني أنّ الصورة بدأت بالعودة إلى مسارها الأوّل على الرغم من وجود خروقات من بعض المخرّبين ودعاة العنف، وأملي بالثوّار أنّهم سيعملون على إقصاء هؤلاء بصورة تدريجيّة وسلميّة". وتابع: "أدعو القوّات الأمنيّة إلى فرض الأمن من جهة وإبعاد المخرّبين وحماية الثوّار السلميين من أي جهة تعتدي عليهم، ولو كانوا ممّن ينتمون إليّ ظلماً وزوراً"، مشيراً إلى وجود تحقيق في الهجوم الدموي على المتظاهرين في النجف.

وفي تغريدته ألمح الصدر، المتواجد في إيران منذ أشهر، إلى وجود "ضغوطات حزبيّة وطائفيّة لتشكيل الحكومة الموَقتة"، معتبراً أن هذا الأمر يعني "ازدياد عدم قناعتنا بها بل قد يؤدّي إلى إعلان التبرّؤ منها... بعد أن اضطُررنا للسكوت عنها".

وقد طلب الصدر من مؤيّديه المساعدة على إعادة فتح المدارس والطرق والمؤسّسات الرسميّة التي أُغلقت بفعل الثورة الشعبيّة، ما أثار انتقادات واسعة له من قبل المتظاهرين. والأسبوع الماضي، قُتِلَ أكثر من سبعة متظاهرين في الهجوم الذي شنّته مجموعة "القبعات الزرق" ضدّ موقع اعتصام في النجف، بينما قُتِلَ متظاهر في هجوم مماثل في مدينة الحلّة، جنوب بغداد.

في غضون ذلك، تعهّد مسؤولون عراقيّون موالون لإيران "الدفاع عن سيادة" البلاد خلال إحياء ذكرى مرور أربعين يوماً على مقتل نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس في غارة أميركيّة أودت كذلك بقائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الفريق قاسم سليماني.

وشارك مسؤولون عراقيّون رفيعو المستوى في حفل تأبيني في "المنطقة الخضراء"، حيث قال رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض خلال كلمة أمام رئيس أركان الجيش ووزير الداخليّة في الحكومة المستقيلة ومسؤولين آخرين وديبلوماسيين: "الجريمة الكبرى التي ارتُكبت قرب مطار بغداد بحق قادة النصر هي جريمة بحق الإنسانيّة، جريمة بحق العراق، جريمة بحق سيادتنا والدفاع عن أبنائنا وكلّ ما نعتزّ به".

وأضاف الفياض الذي يتولّى أيضاً منصب مستشار الأمن القومي: "دماء هؤلاء الشهداء في رأيي الشخصي هي إعادة تأسيس لهذا الحشد... سنكون شوكة في عين من يُريد أن يسلب العراق سيادته". وفي حفل تأبيني آخر، شدّد الفياض على أن "مكانة الحشد لا يُمكن أن تُدنّس بجيش إلكتروني أو بحملة إعلاميّة مضلّلة أو باستهداف شخصيّات".

ولم يُوجّه المتحدّثون في الحفلَيْن التأبينيَّيْن تهديدات للقوّات الأميركيّة، علماً أنّ أمين عام "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، أحد أبرز قياديي "الحشد الشعبي"، أفاد في تغريدة الأحد بأنّ الردّ العسكري على الضربة الأميركيّة "مؤجّل"، فيما نصبت كتائب "حزب الله" العراقي، الفصيل الأكثر تشدّداً في "الحشد الشعبي"، في مناطق متفرّقة في بغداد، مشانق خشبيّة لمجسّمات كرتونيّة للرئيس الأميركي ولجنود أميركيين عشيّة الحفل التأبيني، بينما دعت السفارة الأميركيّة رعاياها في العاصمة إلى عدم الإقتراب من مبناها يومَيْ الثلثاء والخميس.


MISS 3