جنى جبّور

القبلة والعناق يعزّزان الجهاز النفسيّ

د. كارول سعادة: عيد العشّاق لا يوقظ مشاعر الحبّ النائمة

14 شباط 2023

02 : 01

لا يحتاج الحبّ ليوم في السنة لينبض قلب العشّاق بالمشاعر، ولا تحتاج العواطف لليرة أو الفريش لإظهارها. لا نقول ذلك، للتخفيف عن غير القادرين على البذخ في هذا اليوم، بل للتركيز على الجوهر... فنحن بحاجة للحبّ لا لعيده."نداء الوطن" التقت الدكتورة كارول سعادة، اختصاصية في علم النفس العيادي لتخبرنا أكثر عن نظرة علم النفس لعيد اليوم.

كيف يرى علم النفس عيد الحب؟

يفسّر علم النفس الحبّ على أنه مجموعة من العواطف والمشاعر، تبدأ بالشغف والإنجذاب وتنتهي بالإلتزام. أي مناسبة يسيطر عليها الفرح والحبّ والعاطفة مهمة في حياة الإنسان وتريحه قليلاً من الضغوطات النفسية التي نعيشها يومياً. إلّا أنّ هذا السلوك لا يقتصر على يوم عيد الحبّ فحسب، فمن المهم جدّاً أن يخلق الثنائي لنفسه مناسبات سعيدة يعبّر فيها عن أهمية الحياة المشتركة بالنسبة له.

صحيح أنّ الوضع الصعب في لبنان، يمنع الكثيرين من تأمين أولوياتهم المعيشية، وبالتالي قد لا يفكّرون حتّى بالإحتفال بهذه المناسبة، ولكن يبقى العيد برمزيّته ولن يستطيع أيّ ثنائي الصمود إذا لم يحافظ على صحّته العاطفية والنفسية.

لماذا نشعر أنّ المرأة أكثر اهتماماً بهذا العيد؟

بطبيعتها، تميل المرأة الى التعبير العاطفي أكثر من الرجل، وهذا لا ينتج عن تكوينها فحسب بل عن تربيتها واللاوعي الذي اكتسبته من خلال كيانها النسائي عبر الزمن، لذلك نراها تنتظر أن يبادلها شريكها الكثير من الاهتمام والمشاعر في عيد الحب وسائر الأيام على حدّ سواء.

هل يمكن ليوم واحد أن ينعش العلاقة؟

لا يمكن لـ14 شباط أن يرمّم علاقة مدمّرة أو أن يصلح أخرى فيها الكثير من المشاكل، بل هناك أمور أخرى يمكن أن تساعد في هذا الموضوع وهي مرتبطة بشخصية الشريكين ونوع المشاكل الموجودة بينهما. في المقابل، يمكن أن يكون هذا اليوم مناسبة لإنعاش العلاقة الغارقة بالروتين والهموم اليومية، شرط أن يستمرّ هذا المجهود كل أيام السنة.

هل للهدايا تأثير في تمتين العلاقة؟

بالطبع لا، لأنّ العلاقة العاطفية غير مبنية على المادّة بل على التفاهم والاحترام والصداقة والاهتمام والحوار... كلّ هذه الأسس تساهم في إنجاحها وليس الهدايا. مع الإشارة، الى أنّ الوردة أو كتابة رسالة أو تشارك تحضير الطعام تعزّز الأوقات السعيدة، وينتج عنها ردّات فعل ايجابية من ناحية المجهود الذي بذله الشريك تجاه الآخر.







ما هي وسائل الاحتفال بعيد الحب بعيداً عن المادة؟

التركيز الكامل على الشريك ومشاركة الأوقات الجميلة في هذا اليوم والابتعاد عن الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وهموم العمل والأطفال.

هل للعناق والقبلات تأثير على الصحة النفسيّة؟

العناق أو أي تعبير عاطفي يعزّزان إفراز السيروتونين والأوكسيتوسين والأندورفين التي تقوّي الجهاز النفسّي وتعزّز الايجابية والراحة النفسية عند الشخص.

يسبّب عيد الحب ضغطاً نفسياً للبعض، لماذا برأيك؟

عندما يقارن الشريك نفسه مع الآخرين ويتعلّق بالشكليّات والمظاهر الاجتماعية والتجارية، يخلق لنفسه ضغطاً نفسياً ولا سيّما عندما تكون توقّعاته مرتفعة. من هنا أهمية أن يبحث الإنسان عن سعادته الخاصة من دون مقارنة، وتؤدي الثقة بالنفس وبالشريك دوراً مهماً في هذا الموضوع.

هل العيد يقتصر على العشاق؟

هو أبعد من ذلك بكثير، ويمكن الاحتفال به ضمن العائلة والأصدقاء والأطفال. أمّا بالنسبة للـ"Singles"، فأدعوهم في هذا اليوم أن يتصالحوا مع أنفسهم وأن يتخلّصوا من تجاربهم السامة ليستطيعوا تكوين علاقة صحية جديدة.


MISS 3