نداء أمميّ لجمع مليار دولار... وحملة تبرّعات تجمع 6 مليارات

الناتو يؤكد إلتزامه دعم تركيا في مواجهة كارثة الزلزال

02 : 00

أردوغان مصافحاً ستولتنبرغ خلال استقباله في أنقرة أمس (الرئاسة التركيّة)

في جرعة دعم من «حلف شمال الأطلسي» إلى تركيا، العضو البارز فيه، زار الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ تركيا أمس، حيث أكد إلتزام دول الناتو تقديم المساعدة لأنقرة بكافة الأشكال في إطار التضامن بينها، فيما لم تستفق بعد العائلات المفجوعة من فقدان أحبّائها من هول الصدمة التي أحدثها الزلزال التاريخي المدمّر على حياتها التي انقلبت رأساً على عقب.

وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو في أنقرة: «جئت للتضامن مع تركيا في مواجهة الزلزال، وأُشيد بالشجعان الذين وصلوا إلى مناطق الزلزال للبحث والإنقاذ»، معتبراً أن «الزلزال يُشكّل الضربة الأكثر تأثيراً على تركيا، ونحن نؤكد دعمها في هذه الأوقات»، و»تركيزنا ينصبّ على إغاثة المنكوبين من الزلزال ونقل معدّات الإيواء إلى تركيا».

ونوّه الأمين العام للأطلسي بأنّ مواطني دول الحلف يُنظّمون الحملات لجمع ملايين اليورو لإرسالها إلى تركيا، وهذا من رموز تضامننا، في وقت كشفت فيه إدارة الطوارئ والكوارث التركية «آفاد» أن حملة مشتركة تحت عنوان «تركيا قلب واحد» لجمع التبرّعات للمتضرّرين من الزلزال، جمعت أكثر من 6 مليارات دولار في غضون 7 ساعات.

وفي سياق متّصل، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء مساعدة دوليّاً لجمع مليار دولار لتركيا. وقال غوتيريش في بيان إنّ «التمويل الذي يُغطّي فترة 3 أشهر، سيُقدّم مساعدة إلى 5.2 ملايين شخص ويُتيح لمنظمات المساعدة تعزيز دعمها الحيوي للجهود التي تبذلها حكومة تركيا التي ضربها زلزال يُعدّ الأعنف منذ قرن»، لافتاً إلى أن «الحاجات ضخمة والمعاناة كبيرة ولا مجال لهدر الوقت».

توازياً، زاد الصليب الأحمر بأكثر من 3 أضعاف التمويل الطارئ المنشود لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا ليصل إلى 702 مليون دولار. وقال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباجين، الذي يزور حاليّاً المتضرّرين جرّاء الزلزال في البلدَين، إنّ «التداعيات الكاملة لهذا الزلزال ما زالت تتكشّف»، مشيراً إلى أنه «بالنسبة إلى الناجين، فإنّ هذه اللحظات هي الأصعب في حياتهم وسيكون الطريق نحو التعافي طويلاً».

ميدانيّاً، أُنقذت شابة تبلغ 17 عاماً من تحت الأنقاض في تركيا، بعد 11 يوماً على الزلزال. وباتت ألينا أولمز، التي يعني اسمها بالتركية «الشخص الذي لا يموت»، واحدة من ناجين قلائل ما زال يُعثر عليهم تحت الأنقاض، على الرغم من البرد وعنف الزلزال.

ودُفنت الفتاة تحت أنقاض المبنى الذي كانت تسكن فيه في كهرمان مرعش جنوب تركيا، طوال 248 ساعة، قبل إنقاذها. وقال أحد عمّال الإغاثة لوكالة «فرانس برس» إنّها كانت واعية أثناء إنقاذها وتمكّنت من إغلاق عينيها وفتحهما، بناءً على تعليمات الفرق الطبّية.

وفي الأثناء، قرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائهما في باريس، «توحيد جهودهما» لـ»تبديد صعوبات الوصول» إلى ضحايا الزلزال في شمال سوريا في أسرع وقت، بحسب قصر الإليزيه. وأشاد ماكرون وتميم بـ»تعميق الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا وقطر»، وبـ»تشاورهما» حول «كلّ الموضوعات الإقليمية والدولية»، بحسب بيان باريس، واعدين بـ»تكثيف العمل من أجل تعميق العلاقة الثنائية»، خصوصاً «على الصعيد الاقتصادي وفي الاستثمارات، وكذلك في مجالَي الدفاع والأمن».


MISS 3