ليس الببغاء الرمادي الإفريقي ذكياً فحسب، بل إنه متعاون أيضاً! إنه أول نوع من الطيور التي تتجاوز اختباراً يتطلب منها أن تفهم متى يحتاج إليها حيوان آخر وتقدّم له المساعدة.
تقول ديزيريه براكس من جامعة "لودفيغ ماكسيميليان" في ميونخ- ألمانيا، إن قرود البونوبو والأورانغوتان هي الأجناس الوحيدة التي نجحت في الاختبار، إلى جانب البشر. لاختبار الببغاوات، درّبتها براكس وزميلها أوغست فون بايرن أولاً. أعطاها العالِمان حلقاتٍ معدنية كغرض مرجعي وعلّماها أن استبدالها يعني الحصول على الطعام عبر تمريرها إلى شخص آخر من ثقبٍ يقع على شاشة واضحة.
بعد مرور شهر، فصلت شاشات واضحة بين طائرَين وباحث واحد. حصل أحدهما على كومة من الحلقات المعدنية، لكن أُغلِق الثقب بينه وبين الباحث. أما الثقب الذي يفصل الطائر الآخر عن الباحث، فبقي مفتوحاً لكن لم يحصل الحيوان على أي حلقات معدنية. استُعمِل ثقب ثالث في الشاشة الفاصلة بين الطائرين، ما يسمح بتمرير الأغراض عبره. مررت سبعة ببغاوات رمادية إفريقية من أصل ثمانية الحلقات المعدنية عبر الثقب الثالث إلى الطيور التي لا تملك أي حلقات مماثلة، كي تتمكن تلك المجموعة من مقايضتها بالطعام. ومررت لها حلقات إضافية حين كان الطائر الآخر مقرّباً منها ويمضي وقتاً طويلاً معها. يتطلب النجاح في هذا الاختبار درجة من الذكاء والتعاون معاً.
لم يتّضح بعد سبب ميل الببغاء الرمادي الإفريقي إلى مساعدة الآخرين، ونادراً ما قدّم الطائر الذي تلقى الطعام كمية منه إلى الببغاء الذي أعطاه الحلقات المعدنية.
