"الوفاق" تُقاطع "محادثات جنيف"

حفتر يرسم "خطاً أحمر" لأنقرة

02 : 20

لقطة من فيديو تُظهر الدخان المتصاعد من السفينة المستهدفة

في تطوّر عسكري نوعي وهام، أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالأمس تدمير سفينة تركيّة تحمل أسلحة وذخائر في ميناء العاصمة طرابلس، ليرسم بذلك "خطاً أحمر" عريضاً في وجه أنقرة التي تُمعن في التدخّل العسكري في الحرب الليبيّة.

وأكد المركز الإعلامي لغرفة عمليّات الكرامة التابعة للجيش الوطني، استهداف السفينة، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول عسكري في الجيش الوطني أن قوّات الجيش هاجمت سفينة تركيّة كانت تُفرغ حمولتها من الأسلحة في ميناء طرابلس. ورأى مراسل للوكالة دخاناً كثيفاً يتصاعد من منطقة الميناء.

كما أفاد مصدر في الميناء بأنّ مستودعاً ضُرِب في الهجوم، بينما كشف مسؤولان محلّيان أن سفناً راسية في الميناء، ومن بينها ناقلات وقود، جرى إخلاؤها بعد الهجوم.

ديبلوماسيّاً، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة الدول كافة إلى مساعدة المنظّمة الدوليّة في مراقبة احترام حظر الأسلحة على ليبيا، فيما يلتقي طرفا النزاع في جنيف لإجراء مباحثات عسكريّة.

وقال سلامة خلال افتتاح الجولة الثانية من مباحثات اللجنة العسكريّة بين طرفَيْ النزاع الليبي: "كلّ من يستطيع المساعدة في مراقبة حظر الأسلحة، مرحّب به"، مضيفاً: "سواء قام بذلك أوروبّيون أو غيرهم... هذا ليس مهمّاً"، إذ توصّل الاتحاد الأوروبي الإثنين إلى اتفاق لإطلاق مهمّة بحريّة جديدة عبر نشر سفن في شرق ليبيا، لمنع وصول شحنات السلاح إلى هذا البلد الغارق في صراع دموي.

وفي هذا الصدد، اعتبر وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أن "مهمّة" الاتحاد الأوروبي الجديدة يجب أن تقوم بعملها "بالاتفاق مع مجلس الأمن الدولي". وأكد لافروف إثر لقاء "روسيا - إيطاليا" أنّه حصل من روما على "تفسير مفصّل عن المهمّة التي صادق عليها الاتحاد الأوروبي".

وبالعودة إلى سلامة، فقد رأى أن "الوضع الميداني في ليبيا يبدو هشّاً جدّاً، وهناك هجمات يوميّة على العاصمة"، مشيراً إلى أنّه تمّ احصاء "150 خرقاً للهدنة منذ بدايتها، ومنها القصف اليوم (أمس) على ميناء طرابلس البحري". ودعا إلى "احترام الهدنة حتّى تنجح مسارات الحلّ".

في غضون ذلك، أجرى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج محادثات في طرابلس مع وزير الخارجيّة الجزائري صبري بوقادوم، الذي أكد أنّه لا يوجد حلّ عسكري في ليبيا، لافتاً إلى أن بلاده ستبذل كلّ جهودها لإنهاء الأزمة في هذا البلد. وجدّد الوزير الجزائري خلال الاجتماع "دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني، ورفضها القاطع للهجوم على طرابلس"، في حين شكر السراج الجزائر "على ما تبذله من جهد سياسي وديبلوماسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا"، وأكد على عمق العلاقات بين البلدَيْن.

وقُبيل منتصف ليل أمس، أعلنت حكومة الوفاق الوطني تعليق مشاركتها في المحادثات العسكريّة في جنيف، "حتّى يتّخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً" ممّا وصفته بـ"انتهاكات من الطرف الآخر". وشدّد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في بيان له، على أنّه "ما من معنى لأي مفاوضات من دون وقف دائم لإطلاق النار، يشمل عودة النازحين وضمان أمن العاصمة والمدن الأخرى من أي تهديد".

كما دعا المجتمع الدولي إلى "الالتزام بتنفيذ قراراته واتخاذ إجراءات دوليّة حازمة وملموسة تجاه المتمرّد المعتدي والدول الداعمة له"، مؤكداً أنّه "لا سلام تحت القصف".


MISS 3