AUB ونقابة الممرّضات والممرّضين في لبنان تدرسان أسباب هجرة التمريضيين وكيفية إعادتهم

08 : 30

قام فريق من الجامعة الأميركية في بيروت(AUB) بقيادة الدكتور محمد علم الدين، الأستاذ المشارك في إدارة الصحة وسياساتها في كلية العلوم الصحية في الجامعة، بالشراكة مع نقابة الممرضات والممرضين في لبنان، بإجراء دراسة استقصت لأول مرة 153 ممرضة وممرض لبنانيين يعيشون في الخارج، وجميعهم موظفون ويعملون بدوام كامل. بحثت الدراسة في أسباب هجرة التمريضيين اللبنانيين والمحفزّات التي قد تغريهم بالعودة إلى وطنهم. وقد استقصت الدراسة تمريضيين يعملون في منطقة الخليج (57٪) وأقران لهم يعملون في مناطق أخرى في العالم، وأظهرت نتائج الدراسة أن الأسباب الثلاثة الرئيسية لمغادرة لبنان كانت الرواتب والحوافز الوظيفية غير الُمرضية (72.8٪)، وتوفر فرص عمل أفضل خارج لبنان (60.3 ٪)، والافتقار إلى التطوير المهني والتقدم الوظيفي (55.9 ٪). والذين أجابوا على الاستبيان هم من الحاصلين على التعليم العالي ولديهم خبرة تزيد بالمعدل على 14 عاماً. والأهم من ذلك، أن الدراسة وجدت أن أكثر من نصف الذين شملتهم (58.8 ٪) أشاروا إلى أنه من المحتمل أن يعودوا إلى لبنان لممارسة التمريض.

وعلق الدكتور علم الدين قائلاً: "تمهّد نتائج الدراسة الطريق لوضع السياسات والتدخلات القائمة على الأدلة، وأن نتائجها موجهة لمساعدة صنّاع السياسات على استبقاء التمريضيين اللبنانيين الأكفّاء في وطنهم واجتذاب من يعيشون منهم في الخارج للعودة"، موضحاً أنّ "لدينا فرصة لعكس اتجاه هجرة الأدمغة التمريضية. غالبية التمريضيين اللبنانيين من أصحاب الخبرة ترغب في العودة إلى ممارسة العمل التمريضي في لبنان. وتقع المسؤولية على عاتق صناع القرار والسياسات لبناء الجسر الذهبي الذي يلبي الحد الأدنى من متطلباتهم ويجذبهم إلى لبنان".

بدورها، رأت رئيسة نقابة الممرضات والممرضين في لبنان الدكتورة ميرنا ضومط أنّ "هذه الدراسة مساهم رئيسي في رفع مستوى الوعي العام حول هذه القضية المهمة، خاصة أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنه بحلول عام 2030 سيكون العالم في حاجة إلى 9 ملايين اضافية من التمريضيين والقابلات. كما أن منظمة الصحة العالمية أعلنت العام 2020 "السنة الدولية للممرضة والقابلة". وتأتي نتائج الدراسة في الوقت المناسب وهي هامة وستوجه الجهود المبذولة لجذب التمريضيين اللبنانيين من الخارج والاحتفاظ بالموجودين لدينا. وسيؤدي ذلك إلى تحسين جودة الرعاية الصحية للمرضى وزيادة رضاهم".

وقالت الدكتورة نهاد ضومط، المؤلفة المشاركة لهذه الدراسة، والأستاذة المشاركة في التمريض في الجامعة الأميركية في بيروت والرئيسة السابقة لنقابة الممرضات والممرضين في لبنان: "تعطي الدراسة أملاً في استعادة ممرضينا المتمرسين إذا اتخذت السلطات الصحية الإجراءات الصحيحة لتشجيعهم على العودة".ونُشرت الدراسة في المجلة الدولية لدراسات التمريض، وشاركت في تأليف الدراسة السيدة ناتالي ريشا (نقابة الممرضات والممرضين في لبنان)، بالإضافة إلى الدكتور سامر الخروبي (كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت)، والدكتورة نهاد ضومط (كلية رفيق الحريري للتمريض في الجامعة) وساره قصّاص (دائرة ادارة الصحة وسياساتها في كلية العلوم الصحية في الجامعة) ومروى دياب الحركة (قسم علوم التغذية والطعام في كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة).


MISS 3