جمعية عمومية عادية لنقابة المقاولين

الحلو: ماذا بعد تراجع إهتمام الخارج فيما الداخل عاجز ومشتت؟

15 : 15

وصف نقيب مقاولي الأشغال العامة والبناء اللبنانية المهندس مارون الحلو "المشهد العام للوضع اللبناني بالإنهيار الكامل" في مستهل الكلمة التي ألقاها في إفتتاح الجمعية العمومية لنقابة المقاولين للعام 2022.


وسأل هل وصلنا الى الطريق المسدود وفقدان الأمل؟ هل يمكن أن يحصل إستنهاض للوضع الساسي، وإمكانية ملء الفراغ الذي يطغى على الادارات والمؤسسات العامة؟.. وهل التعافي ومشاريع البنك الدولي لا تزال قائمة بعد تراجع الإهتمام الخارجي بوضعنا والداخل مشتت وعاجز؟


عقدت نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء اللبنانية جمعية عمومية للعام 2022، حيث إستهل الجلسة نقيب المقاولين المهندس مارون الحلو بكلمة تناول فيها الوضع الراهن والظروف القاسية التي يمر فيها لبنان منذ أكثر من أربع سنوات، نتيجة الأزمة السياسية التي بدأت في أواخر العام 2018 وألقت بثقلها على كل مفاصل الدولة، ما جعل الوضع العام مسستمر في الإنحدار.


وقال المهندس الحلو:" لقد توقع الجميع حصول تغيير ما بعد إنتهاء العهد، وأقله بناء أمل مع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لكن الواقع جاء مغايراً لذلك، حيث أصبح الوضع أكثر صعوبة وإنسحب على هيكلية الدولة ولامس كل القطاعات في لبنان،إنما بنسب متفاوتة إن لجهة القطاع التجاري،الصناعي، السياحي وشركات التكنولوجيا،لكن الإرتدادات الكبيرة والقاسية للأزمة طاولت قطاع المقاولين، المهندسين والمطورين العقاريين والعاملين في هذه القطاعات.


أضاف الحلو: إن كل المشاريع في القطاعين العام والخاص متوقفة اليوم لعدم وجود موازنة تمويلية وتشغيلية لصيانة محطات الصرف الصحي والطرقات والجسور والبنى التحتية المترهلة، وهذا الوضع ينسحب على المشاريع السكنية، كما أن القروض غائبة بالمطلق وإدارات الدولة معطلة والوزارات مشلولة والدوائر العقارية مكبلة لدى القضاء، بالإضافة الى أن المؤسسات العامة والإدارات في إضراب متواصل، ما جعل حركة الدولة وانتظامها معطل، فيما العملة الوطنية في انهيار سريع بالتزامن مع الإرتفاع الصاروخي للدولار في ظل عدم وجود أية إمكانية لردعه مع تراجع الاحتياطي الأجنبي لدى مصرف لبنان للتدخل والحدّ من إرتفاعه في السوق السوداء ما جعل الأمل بتثبيه يضمحل.


الى ذلك، فقدت المصارف رساميلها وأوقفت التسهيلات والاعتمادات والكفالات ما أفقدها دورها في النظام المالي والاقتصادي، كما يعاني المودعون من حجز مدخراتهم، كلذلك جعل المقاولون الذين يعملون يتحملون أكثرمن قدرتهم بموازاة المقاولين العاطلين عن العمل، لأن التعاطي مع أصحاب العمل والعاملين فيهذا القطاع أصبح صعباً جداً، لأن الجميع يعيش في ظروف إجتماعية قاسية.


وختم النقيب الحلو: لا بد في هذا العرض من الإشارة الى هجرة شركات المقاولات والهندسة المتزايدة، وبات طموح المهندسين الشباب إيجاد فرصة عمل في الخارج بعدما فقدوا الأمل بتحسن الأوضاع وتأمين العناصر الأساسية لعائلاتهم.


هذا المشهد العام للوضع اللبناني يمكنني وصفه بالإنهيار الكامل، ما جعل الجميع يسأل هل وصلنا الى الطريق المسدود وفقدان الأمل للمدى المنظور؟ هل يمكن أن يحصل إستنهاض للوضع السياسي الذي يلقي بثقله على الجميع؟ هل هناك إمكانية لملء الفراغ الذي يطغى على الادارات والمؤسسات العامة؟ نلاحظ ان الخارج غير مهتم بشكل جدي بوضعنا كما أن الداخل مشتت وعاجز؟ هل التعافي ومشاريع البنك الدولي لا تزال قائمة؟ أسئلة تحتاج الى أجوبة رغم الإحباط الذي يشعربه اللبنانيون والذي بات سيد الموقف!


بعد ذلك جرت تلاوة التقرير السنوي للعام 2022 ومناقشته وإقرار التقرير المالي. 

MISS 3