ساهموا بحملة التلقيح ضدّ الشلل الرياضي

هيدا رأيي - د. روبير أبي عبدالله

13 : 46

روبير أبو عبدالله

ساهموا بحملة التلقيح ضدّ الشلل الرياضي


حين كنتُ أتابعُ الدراسات العليا في الإدارة والتسويق الرياضي خارج لبنان، وفي اليوم الأخير من المرحلة الأولى، لفتني حضور جميع الأساتذة المشرفين، وذلك للإستماع الى الواقع الرياضي في لبنان. يومها شرحتُ واقعنا كالتالي: إتحادٌ يقوم من بين الأنقاض بعد الحرب، والسلة اللبنانية في المقابل تتألق، تقتحم وتفوز ببطولات العرب وآسيا وتصل الى العالمية.

فالمنطق والواقع العلمي يقولان إنّ الاتحادات الرياضية تدرس الواقع أولاً، ثم تبحث عن السبل وتضع الدراسات القصيرة والمتوسطة والبعيدة الأمد للوصول الى مرحلة إحراز الألقاب والصعود الى أعلى منصّات التتويج. أما في لبنان فحصل العكس تماماً، وما زال التخبط حتى الساعة سيّد الموقف. انّ نظرة سريعة على ما آلت إليه لعبة كرة السلة عندنا مثلاً تُظهر انّ مواكبة المسؤولين عن هذه اللعبة أو عن غيرها من الرياضات لم تكن على مستوى التطوّر السريع والمُذهل الذي حققته من نجاحات عظيمة داخل لبنان وخارجه. وبعبارة أوضح، كانت كرة السلة تتقدّم بسرعة، فيما بدا واضحاً انّ الإدارة الرياضية للعبة تسير لاهثة وراء هذا التقدّم أو جنبه.

انّ الرياضة تعني تضامناً وإخاءً وأبوّة، والقانون وحده هو من يفصل في أيّ خلاف يطرأ، وان لم يُطبّق بصورة حاسمة وعادلة أضحى سيفاً أعور قد يصيب صاحبه في لحظات تسرّع وانفعال.

ولكن إذا كان الواقع الرياضي غير مقبول، فهذا لا يعني أننا أمام حائط مسدود، كما انّ هذا لا يعني انّ سبل الإنقاذ غير متوفرة، ومن الأفكار التصحيحية التي يمكن تبنّيها:

آن الأوان لإزاحة السياسة والمحاصصة عن الإدارة الرياضية.

آن الأوان لاختيار الشخص المناسب والكفوء بكلّ ما للكلمة من معنى، وكذلك اختيار المجموعة المسؤولة من دون التركيز والإعتماد على "الزقّيفة" والجهلة الذين يدمّرون اللعبة.

آن الأوان لإقامة طاولة حوار تضمّ الجميع من دون استثناء، يكون على جدول أعمالها مستقبل اللعبة وتطلّعاتها، على أن يتمّ تنفيذ الأفكار التي يتمّ التوافق عليها فوراً ومن دون أيّ حججٍ أو تمييع. كما انه آن الأوان لأن نضع حدّاً للملاعب المسيّسة والاتحادات المجيّرة.

من أين يبدأ التصحيح؟ من كلّ مكان. تعالوا نبدأ كما الآن عبر صاحبة الجلالة، تعالوا نلتقي جميعاً حول الأفكار المثمرة والبنّاءة.

تعالوا نساهم جميعاً في حملة التلقيح هذه ... ضدّ الشلل الرياضي.

د. روبير أبو عبدالله - (الرئيس الأسبق للإتحاد اللبناني لكرة السلة)


MISS 3