انطلق منذ أسبوعين برنامج "الأحد منحكي" الذي تقدّمه جيسيكا عازار على شاشة الـMTV، حيث تستضيف في كل حلقة سيدة رائدة في مجالها، كي تروي قصة نجاحها وتحدّياتها كإمرأة التي أوصلتها كي تحدث فرقاً في مجتمعها. وفي حين افتقد ديكور البرنامج لعامل الإبهار الذي اعتدنا عليه في كلّ برنامج تقدّمه الـ MTV لمشاهديها، إذ أتى متواضعاً نسبة لهذه القناة، لكن ذلك لم يمنع أنّه على بساطته أعطى إحساساً بالراحة والحميميّة للمُشاهد، لا سيّما الألوان التي طغى عليها الأبيض والأزرق المريح للنظر، إضافة الى الإضاءة المحترفة التي اعتدنا رؤيتها على هذه الشاشة. توازياً، أتت الموسيقى هادئة ومتجانسة مع طبيعة البرنامج. ورغم أنّ إخراج البرنامج لا يتطلّب أصلاً الكثير من التفنّن والإبداع، لكن لا ضرر من الإنتباه أكثر الى عمليّة المونتاج.
من جهة أخرى، "الأحد منحكي" هو اسم قريب الى السمع. فنحن في لبنان غالباً ما نستخدم هذه العبارة بين الأصدقاء. أمّا لناحية التركيز على المرأة بحيث أن ضيوف البرنامج نساء شهيرات حصراً، فهو أمر جيّد بلا شكّ، علماً أنّ موجة حصر الضيوف في البرامج من حيث الجنس لم تعد مبتكرة. ولا بدّ من الإشارة هُنا الى أنّ جيسيكا أحسنت اختيار ضيفتيها في أول حلقتين (الفنانة كارول سماحة في الحلقة الأولى، والنائبة بولا يعقوبيان في الحلقة الثانية) كنموذج مميّز من النساء اللامعات والثائرات والمثقفّات. لكن لا بدّ من السؤال إن كانت عازار ستستضيف النساء على قاعدة تأمين نسبة مشاهدة عالية حصراً، أم أنّها ستتخطّى مسألة الرايتينغ لتعطي مساحة واسعة أيضاً في برنامجها لنساء أخريات لا يحصدن بالضرورة نسبة مشاهدة عالية، لكنّهنّ يستحققن الظهور والتقدير الإعلامي؟
على صعيد آخر، الفقرات المتعددة في البرنامج كسرت روتين الحوار، مثل فقرتي woman of the week وفقرة تسليط الضوء على سيدة أبدعت في عمل غير تقليدي. لكن بالمقابل، فقرة "بين الناس" التي تضمّنت في الحلقة الأولى تقريراً عن مصوّري الأخبار في القناة، وفي الحلقة الثانية تقريراً عن التكلفة المالية التي تتكبّدها كل عائلة لتربية طفلها، إضافة الى فقرة "ببساطة" التي تتناول الشأن الاقتصادي مع إحدى الخبيرات، فهما فقرتان مفيدتان بلا شك، لكنهما بدتا غير متجانستين مع تركيبة البرنامج.
من ناحية أخرى، لا يخفي وجه جيسيكا فرحتها بالعودة للظهور على الشاشة اللبنانية بعد غياب. وجيسيكا شابة جميلة ومليئة بالطاقة والايجابية، لكنها بالغت في الـ "أنا" التي كان من الممكن تجنّبها. في الحلقة الأولى مثلاً قالت:"سنستمع الى مجموعة من أغنيات كارول سماحة التي أحبّها". وهُنا كان من الأفضل أن تقول "الأغنيات التي يحبّها الجمهور". إضافة الى ذلك، وخلال الحوار في الحلقتين، كانت تبادر الى القول:"وأنا أيضاً حصل ذلك معي... وأنا أيضاً تعرّضتُ لذلك". وبالرغم من أنّ عازار قلّما استطردت في طرح الأسئلة، واكتفت بما تمّ التحضير له قبل الحلقة، لكنّ الحوار لم يكن مزعجاً، بل كانت لطيفة جداً وابتعدت عن المعاكسة وعن إحراج ضيفتيها. كما أنّها لم تسقط في فخّ الملل، بل نجحت في إيصال رسالة البرنامج الأساسية حول المرأة بطريقة راقية جداً، من دون أن تنزلق نحو الابتذال أو حتى إبراز النقمة والحقد على الرجل.
