بعد العمليّة الإسرائيليّة الدمويّة داخل مخيّم جنين في الضفة الغربية الثلثاء، حضّت الأمم المتحدة إسرائيل والفلسطينيين أمس على وضع حدّ فوري للعنف. وقال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند في بيان: «نحن في خضمّ دوامة عنف يجب وقفها على الفور»، مشيراً إلى بيان مجلس الأمن الذي دان في 20 شباط الماضي «كافة أعمال العنف ضدّ المدنيين» ودعا «جميع الأطراف إلى الامتناع عن التحريض على العنف».
ووصف وينسلاند قتل المستوطنين بأنّه «اعتداء إرهابي»، ودان «الهجمات الفلسطينيّة ضدّ إسرائيليين»، كما دان «العنف الذي يُمارسه المستوطنون ضدّ الفلسطينيين». واعتبر أنه «يجب على إسرائيل كقوّة احتلال أن تضمن حماية السكان المدنيين وأن تُحاسب الجناة»، مطالباً بتنفيذ الإلتزامات التي قطعها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في الأردن الشهر الماضي بـ»خفض التصعيد».
وفي نابلس، حيث شيّعت جنازة منفّذ «عمليّة حوارة» عبد الفتاح حسين خروشة الذي قتل خلال العمليّة الإسرائيليّة الأخيرة في جنين والمنتمي إلى حركة «حماس»، وقعت مشادة مع الشرطة الفلسطينيّة عندما أطلق مشيّعون في الجنازة هتافات ضدّ السلطة الفلسطينيّة وأفراد الشرطة المتواجدين ونعتوهم بـ»الجواسيس» وبألفاظ نابية. وردّت الشرطة بإطلاق الغاز المسيّل للدموع وقنابل الصوت، بحسب وكالة «فرانس برس».
وعمّ الإضراب الشامل والحداد كافة أرجاء الضفة الغربيّة، وشارك آلاف الفلسطينيين في تشييع جثامين القتلى الذين سقطوا في مخيّم جنين وسط هتافات بالثأر. ولُفّت جثامينهم برايات «حماس» و»الجهاد الإسلامي» وكتائب «شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح»، ولُفّ اثنان منها بعلمَين فلسطينيَّين، في وقت دانت فيه السعوديّة اقتحام القوات الإسرائيليّة مخيّم جنين، مؤكدةً «رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطرة».
وفي قطاع غزة، قصفت الدبّابات الإسرائيليّة فجر الأربعاء موقعاً عسكريّاً لـ»حماس» قرب خان يونس. وأفاد الجيش بأنّ عبوة ناسفة انفجرت بالقرب من جنود «ينشطون في منطقة الحاجز الأمني» الذي أقامته إسرائيل حول القطاع، من دون أن يُصاب أي منهم، لافتاً إلى أن دبّاباته قصفت «موقعاً لحماس»، فيما أكدت مصادر طبّية فلسطينيّة لوكالة «فرانس برس» إصابة شخصَين بجروح هما عضوان في «حماس».
