مايز عبيد

نوافير طرابلس "ساكنة" لا تنبض بالحياة

24 شباط 2020

03 : 15

حال نوافير طرابلس هذه الأيام من حال مدينتها. لا تنبض بالحياة، تماماً كأحوال المدينة الغارقة بأزماتها، الاقتصادية، الاجتماعية والحياتية.

في المنطقة الوسطية الفاصلة بين "منشية التل" ومبنى بلدية طرابلس، تقع نافورة التل أو "بركة التل". للقادمين من عزمي باتجاه التل صعوداً أو المتوجّهين نزولًا من ساحة التل باتجاه عزمي، النافورة في استقبالهم، لتشكّل إلى جانب ساعة التل الأثرية، وما تحويه هذه النقطة الجميلة في وسط الفيحاء من مناظر أثرية، مشهداً خلاباً قد يكون من أجمل المناظر وأروعها في مدينة طرابلس، يدل على تاريخها وعراقتها.

في النقطة الأكثر حركة وازدحاماً في طرابلس، ليس هناك أجمل من مشهد هذه النافورة وهي تغدق بالمياه صوتاً وصورة. هذا عندما تكون قيد العمل... اليوم النافورة يملؤها السكون. بلا حركة. كذلك هي حال نافورة دوار المئتين، ونوافير أخرى في المدينة... بالمقابل وأكثر من مرة عمدت بلدية طرابلس الى إصلاح هذه النوافير لكنها لا تلبث أن تتعطل فتصبح جسداً بلا روح.

الجولة الأخيرة من محاولات البلدية لاعادة نافورتي التل والمئتين إلى الحياة، كانت في عهد الرئيس السابق أحمد قمر الدين الذي دشّن مع رئيسة جمعية "طرابلس حياة" سليمة أديب عقيلة اللواء أشرف ريفي إعادة العمل بنافورتي التل والمئتين، فصمدتا أشهراً ثم عادتا إلى السكون من جديد.

أما نافورة التل أو نافورة البلدية كما تسمى لأنها بجوار مبنى بلدية طرابلس، فلها حكاية أخرى. إنها جارة البلدية، ومن أي زاوية التقطت لها صورة فلا بد أن يظهر مبنى البلدية فيها. ومن داخل مبنى البلدية تستطيع التقاط أجمل الصور لهذه النافورة وهي تتوسط ساحة التل، لكنها معطّلة مثلها مثل النافورة الموجودة في "المنشية" - التل. زوار طرابلس وسكانها في تساؤل مستمر هذه الأيام: لماذا لا تقوم البلدية بصيانة هذه النوافير؟ ولماذا تتركها كل هذه المدة من دون إصلاح؟.

كان المارون بالتل يتوقفون أمام النافورة ورصيفها الجميل، لالتقاط الصور في باحتها والمياه تعلو وتنخفض بشكل مدهش.. أمتار قليلة تفصلك مشياً على الأقدام من رصيف النافورة لتدخل مبنى بلدية طرابلس، حيث المسافة الفاصلة هي طريق بعرض 4 أمتار فالنافورة تلك، لتصبح هي الحد الفاصل بين مبنى البلدية والمنشية في تل طرابلس.

وفي عهد رئيس البلدية الجديد الدكتور رياض يمق لا تزال هذه النوافير معطلة. وبالحديث عن الرئيس الجديد والإنطلاقة الجديدة للبلدية بعد كل التعثّر الذي ساد في الثلاث سنوات الأولى من عمر المجلس البلدي، فإنّ طرابلس لم تشهد تحسّناً بالأداء البلدي والإنكباب على المشاريع التنموية والتطويرية التي تحتاجها المدينة، ولا يزال أداء المجلس البلدي يصنف في خانة العمل الإداري الروتيني اليومي.

سألنا رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق عن نافورة البلدية ونوافير طرابلس الأخرى المعطّلة، فأشار إلى أن البلدية عمدت أكثر من مرة الى اصلاح هذه النوافير لكنها عادت وتعطلت بسبب المياه الكلسية. ويقول: "المطلوب اليوم أن يعاد إصلاح نافورة البلدية وباقي النوافير بطريقة علمية مدروسة مع تركيب محطات تكرير حديثة للمياه، لتنقية المياه من الكلس وإلا فكلما أصلحناها ستعود وتتعطل"، ووعد يمق بأن "هذه النوافير هي في صلب خطة عمل البلدية للمرحلة المقبلة من ضمن مشروع لإعادة الحياة إليها بشكل تقني مدروس لتعود إلى العمل من دون توقف".

بالمحصلة، فإن مدينة طرابلس لا تزال تنتظر تحرك المجلس البلدي ورئيسه الجديد رياض يمق بمشاريع تعيد الإنتعاش المفقود إلى المدينة في جميع الإتجاهات، خصوصاً وأن أبناء طرابلس وأعضاء المجلس البلدي قد وضعوا ثقتهم بالرئيس يمق واستبشروا خيراً بوصوله إلى سدّة رئاسة المجلس البلدي للفيحاء.


MISS 3