جورج بوعبدو

أمهات فنّانات... هكذا يوفّقن بين العمل والعائلة

21 آذار 2023

02 : 01

برهنت الأم اللبنانية عن قدرتها في الإمساك بزمام الأمور منذ القدم، كذلك برعت في شتّى الحقول والمجالات. فهي الحنونة المحبة والعاملة الذكية والطموحة وسيّدة الأعمال والفنانة. إنها نصف المجتمع لا بل كلّه، فعدا عن تربيتها لأولادها لديها مهام حياتية وعملية لا تنتهي. فالأمهات في بلدنا مقاومات مجتهدات يَعِلنَ أزواجهنّ ويضحّين بكل ما يملكنه لتكوين عائلة فريدة وجيل واعد.

غالباً ما نتكلّم عن الأم العاملة، وأصبح الأمر روتينياً فعيد الأم ثابت بمكانه الزمني في الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام، فهو يتزامن مع بداية فصل الربيع، وإصراراً منّا على الدور الرياديّ الذي تؤديه المرأة الفنانة في مجتمعنا، أردنا في هذا العيد الإضاءة على الأم العاملة في المجال الفني للوقوف على رأيها في كيفية التوفيق بين الفن والعائلة.

"نداء الوطن" تواصلت مع عدد من الممثلات والفنانات الأمهات ليخبرن عن دورهنّ الحقيقي في بناء المجتمع.






الممثلة إلسي فرنيني

تعايد فرنيني كلّ الأمهات في هذا العيد الذي يحاكي فصل الربيع المليء بالعطاء والحب والتجد، قائلةً:

"الأم التي تهزّ السرير لإبنها بيدها اليمنى قادرة ان تهزّ العالم بيدها اليسرى"، مضيفةً: "هذا نموذج عن الأم الحقيقية التي تتحمل مسؤوليات كبرى، فالبرغم من المشاكل والمشقات الحياتية كافة تستطيع الأم إعطاء الحنان والحب لعائلتها وأن تكون قدوة لهم وللمجتمع في الوقت عينه تاركة أثراً وإرثاً قيمين للأجيال المقبلة. ويقول المثل "شوف الأم ولمّ"، فحيث تتواجد الأم الصالحة يعمّ السلام والحب والعطاء فيلتئم شمل العائلة والوطن".






الممثلة رندة كعدي

تترك غالبية الأدوار التمثيلية التي نؤديها بصمة وأثراً في النفوس والمجتمع فكيف بالحري إذا كنت من يؤدّي دور الأم. تعددت الأدوار واختبرت شخصيات الأمهات كافة. وتعرفت من خلالها على الأم المثالية وبدا هذا واضحاً في مسلسل «الثمن» يوم برهنت انني لست أماً مثالية فحسب بل حماة مثالية أيضاً. وكما في التمثيل كذلك كنت في الحقيقة. الزوجة والمربية والمعلّمة والممرضة والحنونة والصبورة وحلاّلة المشاكل والقاضية العادلة بين ابنتَي بترا وتمارا.

حاولت ان اكون أماً مثالية قدر الإمكان كما في ادواري التمثيلية ولكن الحياة مختلفة بعض الشيء فثمة أشياء لا يمكننا تحقيقها لأولادنا وخاصة في بلدنا الحبيب لبنان الذي لم نستطع ان نحافظ عليه كما يجب وأرجو من الله أن يعمّ الاستقرار مجدّداً كي لا تتشتت عائلاتنا.






الفنانة باسكال صقر

لم أجد صعوبة بين تكوين العائلة وعملي في عالم الفن نظراً الى شدّة تنظيمي للأمور ولكن المعاناة الحقيقية تكمن في سبل تأمين كل الإحتياجات التي تعودت عليها العائلة ما قبل الأزمة، أما اليوم فنحاول الإستمرار شأننا شأن العائلات كافة.

كذلك وجّهت صقر تحية للأمهات كافة، وخاصة الأم التي تضحّي في سبيل عائلتها في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة.






الممثلة كارلا بطرس

خسرتُ زوجي حين كان أولادي أطفالاً فاضطررت لمواجهة المشقات بمفردي، فكان عملي في التمثيل يأخذ وقتي كاملاً مسبباً غياباً لفترات طويلة عن المنزل ومعاناة حقيقية. كذلك كان علي الإهتمام بمظهري الخارجي ومتابعتي للنصوص والأدوار ما أثقل كاهلي فعلاً

على الأم أن تكون عالمة بكافة تفاصيل أولادها من مأكل ومشرب ودرس ومتابعة، والحمدلله بوجود عائلتي الكبيرة والوعي نشأ أولادي في ظروف جيّدة. واليوم إبنتي الأولى تنهي دراستها الجامعية والثانية تهم الى دخول الجامعة.





المخرجة زينة دكّاش

منذ ولادة ابنتي حتى بلوغها عامها الثالث لم يكن لدي الوقت الكافي للتفكير أو حتى للرجوع الى الإخراج والتصوير وكنت أرفض الأعمال كافة لعدم استطاعتي السفر وتلبية متطلبات الإنتاج، وبالتالي لم أرد ترك طفلتي مع والدتي أو أحد من أفراد العائلة.

أذكر يوم كانت في عامها الأوّل حين كنت أعمل على مونتاج فيلمي الثالث «السجناء الزرق» اطررت الى إنهاء أعمال المونتاج في المنزل مع المونتير ميريم جعجع مشكورة، وكنت أهتم بطفلتي في الوقت عينه، وهذا أتلفني للحقيقة. أما اليوم فاعتدت على تنظيم وقتي ومتابعة أعمالي بكل نشاط وفعلاً وصلت الى مرحلة التوفيق بين الأمومة وعملي الفني، والجدير بالذكر ان ابنتي باتت ترافقني في رحلاتي الى الخارج، فهي أحبت مهرجانات الأفلام وتعوّدت عليها الى درجة كبيرة بحيث بات شغلها الشاغل الدخول الى هاتفي الذكي وإطلاعي على الحفلات والمستجدّات... كما أنها تلفت نظري الى الاحتفالات التي لم نشارك بها، وتنبهني لأخصص وقتاً كافياً لها وتذكرني بأن أوفّق بينها وبين العمل.






الممثلة جوزيان بولس

أنا والدة كريستوف (33 عاماً) وفاليري (31 عاماً). تطلّقتُ منذ عشرين سنة، واضطررتُ للتوفيق بين مهنتي وتحصيلي العلمي. كنت محظوظة لأن عملي هو جزء من الثقافة وأحداث العالم، ما سمح لي باصطحابهما معي في معظم الأوقات، فتمكّنا بذلك من تطوير حبّهما للفن والثقافة. سعيت الى تعليمهما في صغرهما لكنهما بدآ يُعلّمانني الدروس حين كبرا.

يمنحني ابني دوماً فرصة مواكبة مستجدات العالم، ما يسمح لي بالتكيّف مع التغيرات السريعة التي يشهدها مجتمعنا. في المقابل، علّمتني حالة ابنتي فاليري المصابة بالتوحد أن أتحلى بالصبر، وأتقبّل الحياة بجميع أحداثها، وأن ابسّط الأمور.





الفنانة جوزيان الزير

انا من اللواتي يستطعن التوفيق بين الفن وتربية الأولاد فعملي في الليل لا يتنافى مع تربيتي لأولادي فأنا أملك الوقت الكافي لرعايتهم والإهتمام بهم، وغالباً ما اضطر الى مغادرة المنزل خلال فترة بعد الظهر اذا كنت ملتزمة بتسجيل في الستوديو أو التحضير لعمل ما.

وأظنّ أن الأم الفنانة من السهل عليها تربية أولادها ولديها وقت أكثر من الأم العاملة في قطاعات أخرى، ولكن الصعوبة تكمن في عملنا في مجال الفن الذي يحتّم علينا الإهتمام دائماً بمظهرنا الخارجي من تسريحات ومواكبة الموضة وممارسة التمارين الريّاضية وهذا أمر لا يفهمه الأولاد ولا يعيرونه أهميّة وثمّة أشياء أخرى تكون خارجة عن السيطرة كحدوث حالات مرض في وقت حسّاس أكون فيه على المسرح فهذا يوقعني في حيرة كوني لن أستطيع الذهاب والإطمئنان الى حالتهم، وفي هذه الحالة أواجه ضغطاً وتناقضاً كبيرين.

واليوم بت أشارك أولادي حفلاتي إما من خلال فيديوات مصوّرة أو عبر ذهابهم لمشاهدتي على المسرح. وهذا أمر ممتع أن أرى أولادي الى جانبي دائماً.


MISS 3