شيخ العقل التقى السّفير الفلسطينيّ واستغرب الدّعوات لدمج الدّيانات السماويّة

20 : 50

إلتقى شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في دار الطائفة - فردان اليوم الثلثاء، السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبّور، وجرى البحث في القضايا والمواضيع المتصلة بالواقع الفلسطيني العام في فلسطين ولبنان.


وأكّد السّفير دبّور بعد اللقاء على أنّ "الزيارة إلى هذه الدّار الكريمة فهي إلى بيتنا، واستفدنا من فرصة اللقاء مع سماحة شيخ العقل للاستماع إلى آرائه وحكمته وتقييمه للواقع العام، وقد وضعنا سماحته في صورة التطورات الفلسطينيّة وما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، من انتهاكات واعتداءات متكررة من المستوطنين على القرى وحرق المنازل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ومنع الصلاة في المسجد الأقصى واقتحامات للمسجد كما حصل اليوم صباحاً. وقد شكرنا لسماحة شيخ العقل مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية".


شيخ العقل

من جهة ثانية، أدلى سماحة شيخ العقل اليوم بتصريح، حول ما سُمِّيَ حديثاً بـ "الديانة الإبراهيمية"، ورأى فيه، "أنَّه وإن كنّا نحرص على الانفتاح والحوار بين المؤمنين والتلاقي على المشتركات الإيمانية والأخلاقية وعلى حريّة الاختيار والتعاون في مواجهة التحديات ومعالجة القضايا الإنسانية والعالمية المشترَكة، إلَّا أنّنا نوكِّد استغرابنا لأي دعوة لدمج الديانات السماوية، انطلاقاً من اعتقادنا بأن اختلاف الناس في معتقداتهم وتوجهاتهم سُنّة كونية وفطرة طبيعية فطر الله الناس عليها.


اضاف: "إنَّنا نرى أن حريّة اختيار المعتقد لا تمنع التواصل الإنساني والتعاون على البِرِّ والتقوى والتعامل على أساس العدل والاحترام المتبادل، وأنه لا بدَّ من التمييز بين احترام عقائد الآخرين وبين الإيمان بها، فمن غير الجائز القول بوحدة الأديان أو ما يُسمَّى (الديانة الإبراهيمية)، ومن غير المفهوم والمقبول إقامة دور عبادة مشترَكة أو في محيطٍ مشترَك، لأنّ ذلك يناقض خصوصية كل ديانة ولا يتّفق مع طبيعة الخلق وفطرتهم التي تقوم على الاختلاف".


وختم: "لقد دعا الله المؤمنين إلى كلمةٍ سواء ولم يدعُ إلى شرعةٍ دينيّةٍ واحدة، فالأحرى بالمهتَّمين بمجالات الحوار والتسامح وبناء السلام، بدلاً من بناء دور العبادة المتلاحمة أن يُوجّهوا اهتمامهم لبناء مراكز ثقافيَّة واجتماعيَّة، تحتضنُ تلك المهامّ وتساهم في تلاحم العائلات الروحية وتضافر جهود أرباب الحوار لتعزيز تلك الثقافات ونشرها عبر برامج دينية وتربوية وتثقيفية واجتماعية وإعلامية راقية تكون المدخل الصحيح للقضاء على أسباب النزاعات والصراعات في العالم ولتحقيق التلاقي الإنساني الإيجابي، وتلك هي الغاية المرجوَّة".


الأمهات

ووجّه شيخ العقل بمناسبة عيد الام، تحية تقدير الى أمهات لبنان والعالم في عيدهنّ، مجددا تأكيده على "ايمانه بدورهنّ التكاملي والحضاري في تطوير المجتمعات وبناء الأوطان على الأسس والمبادئ والقيم الأخلاقية والتربوية والاجتماعية، ومساهمتهنّ الفعّالة في صنع الأجيال والتنشئة الصالحة وتعزيز التعايش الإنساني".

MISS 3