مرة جديدة تبرهن "بيروت ترنم" بأن الموسيقى أنجع الوسائل لإعادة احياء الأمل وبث الروح في مدينة تعاني الأمرّين وتأبى الاحتضار والموت. وهكذا توافد حشد من محبّي الموسيقى الكلاسيكية الى كنيسة "مار يوسف" في مونو للتمتع بالأمسية التي أحيتها الاوركسترا الاوروبية للموسيقيين اليافعين، بالتعاون مع جوقة الجامعة الانطونية. وحملت الأمسية عنوان Requiem للمؤلف الموسيقي النمسوي "موزارت" وكانت قيادة الاوركسترا للايطالي "باولو أولمي"؛ وشدو كل من السوبرانو ميرا عقيقي والميتزو سوبرانو غرايس مدوّر والتينور شارل عيد والباس باريتون سيزار ناعسي.
وألقت رئيسة مهرجان "بيروت ترنّم" ميشلين أبي سمرا كلمة وجهت فيها تحية الى شهداء زلزالي تركيا وسوريا وانفجار الرابع من آب في بيروت؛ التي اهديت الامسية لارواحهم؛ مؤكدة ان إرادة الحياة أقوى من الموت؛ وبأن "بيروت ترنّم" مصرة على رسالتها الانقاذية بتبديد الحزن بالموسيقى ونشر الأمل بغد أفضل. وأكدت ابي سمرا ان الأمسية الكلاسيكية دليل ساطع على صمود مدينة بيروت إزاء الشدائد والظلامية؛ واصرارها على الاحتفاء بالحياة بالرغم من كل المعوقات والمصائب. وأثنت أبي سمرا على الجهود التي تصب في هذا الاتجاه مشيرة الى مشروع ElSistema الذي اطلقت فعالياته "بيروت ترنّم" الاسبوع الماضي بتمويل من السفارة الأميركية وجمع اكثر من مائة طفل من مختلف مناطق لبنان ومن الاوساط الأكثر عوزاً للحصول على دروس في الموسيقى مع اختصاصيين محترفين؛ منوهة بأهمية هذا المشروع في الظروف الحالية؛ خصوصاً ان معظم الاسر باتت غير قادرة على دفع تكاليف هذه الدروس مع الازمة الاقتصادية الخانقة.
ولا يسعنا هنا إلا أن نهنئ "بيروت ترنّم" لما تبذله من جهود لابقاء شعلة الموسيقى متّقدة في عاصمتنا بيروت ولمكافحة موجة الاحباط والكآبة على طريقتها.
