كتابات تستحق النشر لمحمود عثمان

جنازة السيَّاب

02 : 00

وحين شيَّعوا جثمانَك الهزيلَ في جيكورْ

ثلاثةٌ وكنتَ فيهم رابعاً

والنعشُ مثل قاربٍ مكسورْ

بُوَيبُ جفَّ ماؤهُ

والبدرُ في الترابْ

ما أبخلَ السحابَ بالدموعِ والسماءَ بالطيورْ

ما أبخلَ السحابْ

ثلاثةٌ لا غيرَ في الوداعْ

لا وردةٌ تجيء من غريبةٍ

لا موكبُ الجياعْ

ثلاثةٌ والحزنُ في الهواءْ

كأنما العراقُ كان نائماً كالحبِّ في العراءْ

ثلاثةْ

وفات أن يراهمُ الرقيبْ

والشمسُ كانت وحدَها

ترتِّلُ الصلاةَ في المغيبْ

يا حفرةً تمتدُّ متراً واحداً في باطن النسيانْ

يشعُّ منها النورْ

ويسطع السوادْ

لم يدرك الصباحُ شهرزادْ

ثلاثةٌ وكنتَ فيهم رابعاً

لم يبصروا النخيلَ وهو ينحني

والعشبَ والنسيمَ يسجدانْ

لم يسمعوا الرعودَ في الغيومْ

وأنة النجومْ

تخبأ الربيعُ كاليتيمِ في الزقاقْ

والحزنُ في عينيكَ يا عراقْ

وكان كل عاشقٍ يحس وخزاً موجعاً في قلبهِ لا يعرف الأسبابْ

اليوم يومُ مَجدهِ

من كل صوبٍ خشَّعَ الأبصارْ

يأتونَ

مثل الدمعِ والأمطارْ

ويرفعون نحوَهُ

تحيَّةَ اعتذارْ


MISS 3