المسلسل الإسباني Sky High: The Series (إلى عنان السماء) مقتبس من فيلم صدر في العام 2020، ويقوم فيه عدد من اللصوص بسرقة مقطورة جرّار ويقودونها إلى مستودع تُخزَّن فيه كمية كبيرة من لحوم الخنازير المكلفة. هم يُحمّلون اللحوم في شاحنة أخرى ويغادرون المكان. وعندما يبدأ رجال الشرطة بمطاردتهم على الطريق السريع، يرمي أحد اللصوص قطع اللحم باتجاههم لإبطاء مسارهم. لكن لا تنجح هذه الخطة بالشكل المطلوب.
"سول" (آسيا أورتيغا ليفا) هي أرملة زعيم العصابة القديم "أنخيل" (ميغيل هيران) وابنة "روخيليو" (لويس توسار)، تاجر قطع مسروقة كان يستعين بتلك العصابة لسرقة لحوم مكلفة. هي تقرر إخراج الفريق كله من السجن. منذ موت "أنخيل"، تبدأ بالاتكال على والدها لكنها لا تريد أن يستمر هذا الوضع. يذهب "روخيليو" إلى حد إرسال البضاعة المسروقة إلى متجرها الرياضي لبيعها، لكنها ترفض طلبه.
تبدأ الفواتير بالتراكم في المرحلة اللاحقة، فتحتاج "سول" إلى إعالة نفسها وابنها، وتوشك على خسارة الأموال التي تركها لها "أنخيل"، وهو مبلغ أقل مما يظن "روخيليو". لكنها تملك خطة مختلفة لتدبّر أمورها، فتستعين في البداية بـ"مرسيدس" (باتريسيا فيكو)، وهي المحامية التي كان "روخيليو" يتعامل معها في بداياته، لمساعدتها على مضاعفة الأموال التي لا تزال تملكها. يحذرها "روخيليو" من التعامل مع "مرسيدس"، لكن تبدو "سول" مُصمّمة على قرارها.
تقضي الخطوة اللاحقة باستلام عصابة السرقة التي كان "أنخيل" جزءاً منها. هي تعرف أنهم يجيدون تنفيذ مهامهم، مع أنهم يتشتتون بسهولة ويخفقون أحياناً. لكنها تشعر بأنها قادرة على تنظيم صفوفهم.
تذهب "روزا" (ألانا لاهيجا ديل جيكي) التي تسلّم الطعام إلى منزل "سول" لتسليم كمية من البيرة. لكن سرعان ما يتبيّن أنها لا تكتفي بتسليم المأكولات والمشروبات، بل تملك مجموعة من السيارات المحروقة في جزء من البلدة. هي على صلة بـ"سول" أيضاً، فتتصل بها من هاتف خليوي ويظهر على شاشة هاتفها اسم "إستريلا"، وهي صديقة قديمة قُتِلت منذ بضعة أشهر.
بعد تلقي ذلك الاتصال، تقصد "سول" و"مرسيدس" الشرطة وتتواصلان مع التحري "ديوك" (فيرناندو كايو) الذي يلاحق "روخيليو" منذ أشهر. هي تظن أن المكالمات الهاتفية مصدرها الشرطة لأنها الجهة الأخيرة التي كانت تملك رقم هاتف "إستريلا". يشعر "ديوك" بالتفاؤل حول قدرته على جمع الأدلة المرتبطة بعملية "روخيليو" عبر مصدر داخلي. هو يخبر "سول" أيضاً بأنه لم يعد يملك رقم "إستريلا" وأنها من أجرت الاتصال الأخير بها أثناء تواجدها في مركز الشرطة، عند اعتقالها بتهمة مرتبطة برجال عصابات صينيين وأموال نقدية مفقودة.
يفتقر المسلسل إلى العمق بشكل عام. تكثر المشاهد التي تشارك فيها العصابة في سرقات عشوائية: ما من خطط مدروسة في عملياتها، ولا تشمل أي عملية سطو توجيهات دقيقة أو أي معايير لوجستية معقدة. بعبارة أخرى، لا يُعتبر الفريق الذي تقوده "سول" لامعاً لكنه يجيد التحطيم والسرقة. يبدو العضو الجديد في الفريق، "فيرنان" (ألفارو ريكو)، شخصاً غامضاً بدرجة معينة، لكنه الفرد الأكثر فاعلية في العصابة، كما أنه جاسوس لصالح "ديوك". هذا الجانب من القصة يزيد الأحداث الحماسية، لا سيما حين تتآمر "سول" و"مرسيدس" للقيام بعمليات أكثر تعقيداً. لكن لا يقوم صانعو العمل بتطوير الشخصيات بالشكل المطلوب.
الوضع مشابه لسلسلة Fast and Furious (السريع والغاضب). لا يصبّ التركيز على الشخصيات بل على المطاردات بين السيارات. قد يستمتع محبو هذه الأعمال بهذا الجانب، إذ تكثر مشاهد الحركة وتخلو القصة من العمق.
لا يمكن توقع مسار الصداقة بين "روزا" و"سول"، لكن لا مفر من أن تجتمعا في مرحلة معينة. قد تتطور القصة بعد هذه المرحلة نظراً إلى الرابط الذي يجمعهما، مع أن "سول" لا تعرف شيئاً عنه. على صعيد آخر، تتأثر القصة طبعاً بعلاقة "سول" مع والدها "روخيليو" وجميع التطورات المحيطة بها. لكن إلى أي حد سيُركّز المسلسل على هذا الجانب في ظل مشاهد التحطيم والسرقة المتلاحقة؟
بعد عملية ناجحة نسبياً لسرقة متجر مجوهرات، تدفع "سول" المال لرجلٍ يسمح لفريقها بالوصول إلى موقع بناء. هم يحتاجون إلى ذلك المكان للسيطرة على مركبة التحميل الأمامية لتنفيذ عمليتهم. تستمر المغامرات على هذا المنوال...
