مايا الخوري

بيتر سمعان: لا أشترط البطولة إنّما الدور المحوريّ المؤثّر

25 آذار 2023

02 : 04

أنجز الممثل بيتر سمعان تصوير بطولة مسلسله الجديد "سرّ وقدر" وهو من إنتاج Phoenix Pictures International، كتابة فيفيان أنطونيوس، إخراج كارولين ميلان. يتحدّث سمعان إلى "نداء الوطن" عن دوره الجديد وعن أسباب إرجاء تنفيذ أول مسلسل من كتابته "ورود حمراء" فضلاً عن أسباب غيابه عن الدراما المشتركة ورأيه في أعمال المنصّات.




ما تفاصيل شخصية "طارق" في مسلسل "سرّ وقدر"؟

هو إنسان طيّب وقريب من القلب. يبدأ بمسار معيّن، سرعان ما يختلف بسبب حدثٍ يغيّر طريقة تفكيره تجاه قضايا عدّة. يكون صديق نائبٍ يُقتل، فنكتشف في سياق الأحداث من خطّط للجريمة. رغم الضغوطات الممارسة عليه من قبل شقيقته التي تؤثر فيه، يبقى شخصاً واعياً يتخذّ قراراته بنفسه، ويوحي بأنه يتلاعب بالآخرين، لكن ذلك في سبيل هدف إيجابي.

كيف تصف الثنائية مع ملكة جمال لبنان السابقة رهف عبد الله؟

هي اسم على مسمّى، مرهفة الإحساس. صحيح أن تجربتها الدرامية محدودة ولا تزال خاماً في ما يتعلّق بالتمثيل، إنما مرنة في التعاون، ومحترمة جداً في موقع التصوير وفي تعاملها مع الآخرين وهذا مهمّ جداً. ملتزمة في العمل تتميّز بقدرتها على الإصغاء إلى رأي الآخر، وتبادل الأفكار بهدف تقديم الأفضل. لننتظر عرض المسلسل بعد انتهاء التوليف لنرى النتيجة الفعلية على الشاشة.


تتعاون مجدداً مع المخرجة كارولين ميلان، بم يتميّز أسلوبها؟

نتعاون للمرة الثالثة. جميعنا في مجال الدراما ننضج مع الوقت في قراءتنا النص، ويبدو هذا النضج واضحاً في رؤيتها الإخراجية وفي كيفية إدارة الممثلين، فضلاً عن تقطيع الكاميرا. ولكن على رغم ذلك، لا يمكن غضّ النظر عن انعكاس الميزانية على أي عمل، فلو توافرت بشكل أكبر، لاستطعنا تحقيق الأكثر، لكننا ملزمون بميزانية محددة وبتوقيت محدّد للتنفيذ. برأيي كارولين اليوم مختلفة مهنياً جداً عن السابق، فهي متميّزة بنضوج مهني كبير وبرقيّ في التعاون.






ما مصير مسلسل "وردة حمراء"، الذي أرجأت تنفيذه سابقاً؟


إنه مشروع كبير جداً يحتاج إلى مزيد من الوقت حتّى ينضج. كما يحتاج نصّه إلى قدرة إنتاجية كبيرة. طالما الركود مستمرّ في لبنان، أفضّل عدم تعريضه لتنفيذ عشوائي، خصوصاً أنني عملت على تفاصيل كثيرة في النصّ، لذا أريد أن ينفّذ على يد من يحبّ متابعة التفاصيل وإبرازها بدقّة، ليبتكر عملاً مشابهاً لرؤيتي الخاصة. سأنتظر التوقيت المناسب خصوصاً أنني مؤمن بأن الله يمنحنا التوقيت الجيّد لكل شيء في الحياة.

يُبذل مجهود فردي كبير في سبيل إستمرارية الدراما اللبنانية، أي مصير تتوقّع لمسارها المستقبلي؟

يصارع منتجون كثيرون بهدف بقاء الدراما اللبنانية على الساحة، وثمة شركتان متمكّنتان مادياً لا تتأثران بالأزمة المالية في الساحة اللبنانية، في مقابل شركات أخرى تنتج أعمالاً محلية صرفة من دون أي خليط في الجنسيات، وأراها في حرب فعليّة من أجل بقاء الدراما اللبنانية.

أوجّه تحية كبيرة للمنتج إيلي معلوف الذي يضع جهوداً كبيرة في سبيل إستمرارية الدراما المحلية، مخاطراً في ظروف صعبة نعرفها جميعنا لكنه مؤمن بما يفعله، كما هو مؤمن بنص فيفيان أنطونيوس التي قدّمت حبكة جميلة جداً وبالمخرجة كارولين ميلان وببيتر سمعان ورهف عبد الله وجميع الممثلين في هذا المسلسل.

يتمتّع المنتج معلوف بطيبة قلب جميلة جداً، فضلاً عن إحترافية ودقّة وجديّة في العمل، ما يجعل فريق العمل متجانساً وهذا أمر ينعكس إيجاباً على نتيجة المسلسل.

تعتاش نسبة كبيرة من الممثلين اللبنانيين من الأعمال المحلية فحسب، كيف يستمرّون برأيك في هذه الظروف الصعبة؟

نعيش كل يوم بيومه، ولا ندري كيف نستمرّ في ظروف مماثلة على أمل أن يتحقّق تحسّن معيّن أو إيجابية في هذا البلد، يعيدان المحطات المحلية إلى سكة الإنتاج الكبيرة بدلاً من أن تعاني أيضاً من الوضع المادي.

ولكن نلاحظ أن ثمّة ممثلين يكتفون بالأعمال العربية المشتركة، كيف تفسّر ذلك؟

إنهم يستأهلون ما يحقّقون، لأنهم ممثلون رائعون، جديرون بالتواجد في هذه الأعمال المشتركة، شرط أن يكون الخليط منطقياً بخيوط درامية واضحة.

تحدثت سابقاً عن تفاوت في مستوى الأدوار التي تقدّم للبنانيين مقارنة مع السوريين والمصريين في الأعمال المشتركة، ألا ترى أن الوضع قد تغيّر راهناً؟

لا أرى الوضع مغايراً فعلاً على صعيد مفاضلة أن يكون الدور الأول لممثل سوري. أتحدّث دائماً مع أصدقائي الممثلين السوريين عن وجوب إعطاء فرصٍ للممثل اللبناني أيضاً، فمن شأن ذلك أن يمهّد إلى دخوله السوق العربية. لكنّ المنتجين يبرّرون الأمر بالتسويق ناسبين القرار إلى إدارة المحطات التي تطلب منهم ذلك. برأيي يمكن للمنتجين الأقوياء تعزيز الوجود اللبناني أكثر فأكثر في الأعمال ليتمّ تقديره ومنحه فرصاً أكبر.

ما رأيك بالأعمال الدرامية التي تُعرض عبر المنصّات؟ وهل ستؤدي برأيك دوراً في تغيير النمط الدرامي في العالم العربي؟

إن الأعمال القصيرة المنفّذة بإنتاج كبير رائجة حالياً، حيث تفضّل المنصات على غرار "نتفلكس" ومنصة "شاهد" الأعمال السوداء أكثر، أي تلك التي تحوي القصص البوليسية أو تتحدث عن الجريمة. ومن شأن هذا الأمر أن يضع الإنتاج العربي على سكة الإنتاج العالمي، ويمكن إرفاق الأعمال بترجمة إنكليزية أو فرنسية لتتحقق المنافسة. إنها تجربة رائعة لكنها لا تزال خجولة، أتوقّع أن يسير المستقبل باتجاه المنصّات بمستوى إنتاجي جيّد وبإخراج وقصصٍ غير تقليدية.

ألا تسعى للإنضمام إلى دراما المنصّات خصوصاً أن غيابك عن الشاشة مرهون بالوضع الدرامي المحلي؟

نُقل عن منتجين قولهم إن "بيتر يؤدي أدوار بطولة فحسب، فأي دور سنعرض عليه وهل يقبل؟". وتمّ طرح فكرة "أن بيتر سمعان لا يهمّه الدور الأول بل أن يكون الدور محورياً" مثل دوري في "باب إدريس" حيث كان يُفترض موت الضابط الفرنسي تييري في الحلقة 16 إنما ردود الفعل على أدائي، غيّرت مسار المسلسل والتفاصيل. أنا لا أشترط الدور الأول للمشاركة في دراما المنصّات أو الدراما المشتركة إنما أن يكون الدور محورياً ذات مساحة محددة الهوية ومؤثرة في الأحداث فلا يمرّ مرور الكرام. أو ألا يكون دوري مسانداً للبطل، بل ذا عالم خاص له تأثيره في الأحداث.

كلمة أخيرة

أوجه تحيّة للمنتج والمخرج إيلي معلوف الذي ينتج هذا العمل بظروف صعبة جداً وأقدّر عمل المخرجة كارولين ميلان في ظلّ الضغوطات التي نتعرض لها في موقع التصوير. وأقدّر نصّ فيفيان أنطونيوس التي كتبته بكل شغف وأحيي كل الممثلين الزملاء الذين يضحّون، كلّ على طريقته. نتمنى أن نستمرّ في تقديم الإنتاجات الجيدة.


MISS 3