مايا الخوري

كارولين ميلان: التفاصيل تصنع الواقعية

29 آذار 2023

02 : 01

باشرت المخرجة كارولين ميلان تصوير مسلسل "سرّ وقدر"، كتابة فيفيان أنطونيوس وإنتاج Phoenix Pictures International، من بطولة بيتر سمعان ورهف عبد الله وعدد كبير من نجوم الشاشة الدرامية. وأعربت المخرجة عن إرتياحها للتعاون المتجدد مع المنتج إيلي معلوف وإعجابها بنصّ أنطونيوس مشيرة إلى الثنائية الناجحة ما بين بطلي المسلسل. عن تفاصيل مشروعها الجديد ومشاريعها المقبلة تحدثت كارولين ميلان إلى "نداء الوطن".

طال غيابك عن الدراما المحلية، ما السبب؟

قبيل إنتشار فيروس "كورونا"، كنت منتجة منفذّة لمسلسل لبناني وفي الوقت نفسه أحضّر مشروعاً لتصويره في أميركا، لكن المشاريع تأجّلت بسبب الإقفال العام. تخوّفي من إنتشار الفيروس فرض غيابي الصعب عن الدراما المحلية.

تصوّرين مسلسل "سرّ وقدر" كتابة الممثلة فيفيان أنطونيوس، ما الذي جذبك إلى نصّها وكيف تقيّمين تجاربها؟

أحبّ حبكات قصصها الدرامية، لأنها تُحسن تداخلها، وتربط في ما بينها بشكل جميل. يحوي نصّها خطوطاً متشعبّة لكن مترابطة بشكل ذكي ومنطقي. لذا يتميّز أسلوبها بالصعوبة والعمق والأبعاد، وفي الوقت نفسه، يبقى سهل التلقي لدى المشاهد. يجذبني هذا النوع من الحبكات الدرامية.

هل تشاركين في حبك سياق الأحداث وفي إبداء الرأي أم تلتزمين بالنصّ كما هو؟

لا أتدّخل في الحبكة والكتابة إنما أقوم بدوري كمخرجة. طلبت من فيفيان تعديل بعض الأمور من أجل توسيع شقّ التشويق، أي أنني تدخّلت في الأمور التي يحقّ لي التدخّل فيها. برأيي إن لم يُبدِ المخرج رأيه، واكتفى بتقديم صورة يعتبرها ناقصة وليس مقتنعاً بها، فسيظهر ذلك لدى المشاهد. لذا أفضّل التعاون مع كتّاب يفسحون في المجال أمامي لإبداء الرأي وتحليل السيناريو معاً، لتغتني الأفكار.

لم تُبذل جهود كافية في لبنان من أجل تنظيم ورش عمل للكتابة، أسوة بأميركا حيث يتدخّل المخرج في إيقاع المسلسل، ويحصل نوع من طرح الأسئلة بين مختلف العناصر المشاركة في الورشة لإغناء العمل.

تدققين بتفاصيل المسلسل من أجل إبرازها، ما أهمية أن يكون الكاتب ممّن يبرز التفاصيل في نصّه أيضاً؟

من المهم أن تنطلق التفاصيل من نصّ الكاتب ليضيء عليها المخرج في الصورة أيضاً.

تبرز فيفيان التفاصيل في نصّها وكذلك أفعل أنا، من شأن ذلك أن يصنع الواقعية والحقيقة، فما الإخراج في النهاية سوى مجموعة من التفاصيل.

عندما تتعاونين مع المنتج والمخرج إيلي معلوف، هل يتدخّل في تفاصيل التصوير؟

يتدخل إيلي معلوف في الكاستينغ الأساس كأي منتج، لكنه يحرص على ألا يتدخّل في تفاصيل الإخراج، لئلا يزعج المخرج المسؤول عن العمل، علماً أنني لا أنزعج أبداً من إبدائه الرأي بل على العكس. هو يثني دائماً على عملي ويعبّر عن ثقته، ويترك لي الحرية الكاملة، لذا أنا مرتاحة جداً للتعاون معه، خصوصاً أنه يؤمّن كل ما يلزم لنجاح العمل، حتى لو فاق قدراته الإنتاجية أحياناً.

تتحكّم الميزانية بمستوى أي عمل درامي، كيف توفّقين ما بين النوعية والإمكانات المتوافرة؟

صحيح أن الإنتاج يُبهر، إنما بالنسبة إليّ تبقى التفاصيل والدقة والقصة الجميلة أساس نجاح العمل، والأمثلة كثيرة في هذا الإطار. حققنا نجاحات كبيرة جداً في مستهلّ عام 2000 ووضعنا الدراما اللبنانية على الخريطة بإنتاجات متواضعة. من الطبيعي أن تزيد الميزانية نسبة النجاح، إنما عدم توافرها بشكل فائض لا يلغي النجاح.

كيف تقيّمين أداء رهف عبد الله وثنائيتها مع بيتر سمعان؟

عندما يشعر المخرج بأن بطلي المسلسل قد أصبحا ثنائية، يكون قد أسس الخطوة الأولى نحو النجاح. وهذا ما حصل بين رهف وبيتر، في ثنائية "هلا وطارق". لبيتر الفضل في تأسيس هذه الثنائية لأنه ممثل مخضرم يتميّز بخبرة واسعة، حيث يدرس شخصيته جيّداً وشخصية الممثلة معه، فيعرف كيفية التعامل معها، لذلك يملك لمسةً معيّنة في ابتكار ثنائيته. أحبّ كثيراً التعاون معه، لأنه ممثل محترف يجيد الإصغاء إلى الآخرين ومناقشة شخصيته، ما يجعله متمكنّاً من دوره في موقع التصوير، وهذا مريح جداً للمخرج. أما رهف، فأظنّ أنها حققت من خلال هذا المسلسل تطوراً يجعل اسمها مطروحاً لدى كل شركة إنتاج في المرحلة المقبلة.

كيف يتعززّ حضور الإنتاجات المحلية برأيك، مقارنة مع الإنتاجات المشتركة؟

لا شكّ في إنعكاس الأزمة وخصوصاً الإقتصادية على قطاعنا، فمعلوم أن الفنّ أوّل قطاع يتوقف عند حدوث الأزمات وآخر قطاع ينطلق مجدداً. أحيي شركات الإنتاج المحلية مثل "فينيكس برودكشان" و"مروى غروب"، المستمرّتين في ظلّ هذه الأزمة الصعبة التي تؤثر على سوق الإنتاج والبيع والشراء.

هل الإنفتاح العربي والسوق العربية يفرضان التوجه نحو الخليط العربي وإهمال الدراما المحلية؟

كلّما كانت الميزانية أكبر، زادت نسبة الأرباح لدى الشركات. ومن استطاع بيع إنتاجاته للوطن العربي أي للشركات المنتشرة عربياً حقق أرباحاً أكثر. لذلك من الطبيعي إتجاه المنتجين إلى العالم العربي لأنهم يحققون أرباحاً أكثر في الفترة الزمنية نفسها. لا يلام هؤلاء على ذلك لأنهم ينطلقون من منطق رجال الأعمال وهذا من حقّهم. إنما ذلك لا يمنع تقديم إنتاجات محلية وعربية على حدٍ سواء ملائمة للسوق المحلية.

كيف تغذين رؤيتك الإخراجية خصوصاً أنك تسعين دائماً إلى تطوير نفسك والتجديد؟

تابعت في خلال إنتشار فيروس "كورونا" والإقفال العام الأعمال الكورية عبر منصّات رقمية معروفة، بعدها تعمّقت في دراسة الإخراج الكوري فاكتشفت أوجه الشبه بين مجتمعاتنا من ناحية القيم، والتقاليد والإحترام. لذا أنتظر بشغف تطبيق هذه المدرسة على الأعمال العربية في لبنان.

من أين ينطلق طموحك ونحو أي هدف؟

يتخطّى طموحي الكبير أبعد الحدود، أتمنى تحقيق جزء من أهدافي الكثيرة. أتمنّى حالياً تقديم مسلسل يجول بمضمونه الشرق والغرب، ويُعرض في بلدان عدّة، وفي هذا الإطار ثمة مشروع مطروح مع شركة إنتاج أجنبية.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

أقرأ "سيت كوم" ومسلسلاً جديداَ، سنبّت بمصيرهما فور انتهاء تصوير "سر وقدر".


MISS 3