ريتا ابراهيم فريد

"جعفر العمدة": محمد رمضان يرفض الخروج من صورته النمطية

31 آذار 2023

02 : 01

كثيرون ينتظرون إطلالته السنوية في عمل درامي خلال الشهر الفضيل. يتابعون أدقّ التفاصيل التي ينشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، وينقسمون بحدّة حول بعض المواقف التي يطلقها. فهو من أكثر الفنانين إثارة للجدل. النجم محمد رمضان الذي تحوّل الى ظاهرة جماهيرية، تصدّر الترند هذا العام أيضاً بعدما دخل السباق الرمضاني في مسلسل "جعفر العمدة"، وهو من تأليف وإخراج محمد سامي، ومشاركة مهاب طارق في السيناريو والحوار وإنتاج شركة ميديا هب سعدى- جوهر. والى جانب رمضان، العمل من بطولة زينة، إيمان العاصي، هالة صدقي، مي كساب، أحمد داش، منة فضالى، هيدي كريم، فريدة سيف النصر، تامر عبد المنعم، طارق الدسوقي وعدد من الممثلين المصريين.

قصّة المسلسل تدور حول جعفر (محمد رمضان)، وهو صاحب عدة شركات للمقاولات، يبحث عن ابنه الذي اختطف قبل مرور 19 سنة حين كان لا يزال رضيعاً. ورغم أنّ هوية ابنه تُكشف أمام المشاهدين بعد عدة حلقات، لكن يبقى عنصر التشويق في تكهّن من الذي يقف خلف الخطف. وجعفر هو عمدة حيّ السيدة زينب حيث تدور الأحداث، يظهر في بداية المسلسل وهو متزوّج من ثلاث نساء، ثم تنضمّ إليهنّ الرابعة التي يعرّفها على زوجاته بشكلٍ مفاجئ كي تسكن معهنّ في الشقة نفسها، في حين أنّه يسكن في شقّة منفردة من المبنى نفسه، وتوافيه يومياً إحدى الزوجات تبعاً لجدول معلّق على الحائط لتنظيم المواعيد.

اللافت أنّه التقى بزوجته الرابعة بعدما طلبت مقابلته كي تستلف منه الأموال لإنقاذ والدها من السجن. فاستغلّ الأمر وعرض عليها الزواج فوراً، علماً أنّه كان رآها قبل بضع دقائق لا أكثر. فقبلت بهذه الصفقة في اليوم التالي، فتزوّجها وأحضرها معه الى المنزل. ورغم الفارق الثقافي بينهما ونمط الحياة الذي يختلف بشكلٍ كبير عن نمط حياتها، إلا أننا نراها تأقلمت بسهولة، رغم أنّها أحياناً توجّه انتقادات للمواقف الغريبة التي تحدث أمامها، خصوصاً في تعاطيها مع "صفصف"، أي والدة جعفر التي تؤدّي دورها الممثلة القديرة هالة صدقي، التي أبدعت بتجسيد هذه الشخصية، حيث تنقّلت بخفّة ما بين أحداث الدراما والمواقف الكوميدية التي بدت فيها بقمّة العفوية، فكان حضورها إضافة كبيرة للعمل.

عودة الى زمن الجواري والحريم





محمد رمضان في شخصية جعفر العمدة

جعفر مع زوجاته الأربع



هذا وبدا طرح مسألة تعدّد الزوجات من هذه الزاوية يتشابه الى حدّ كبير مع مسلسل "عائلة الحاج متولي" من بطولة نور الشريف الذي عُرض في العام 2001 ونال شهرة واسعة، رغم اختلاف القصة. كما أنّ جعفر الذي ينصاع له الجميع ويحترمونه كونه عمدة البلدة، ويتعاملون معه كزعيم كلمته مسموعة. لذلك يهابه الكلّ ويطلبون تحكيمه في مشاكلهم وخلافاتهم كي يحكم بالعدل بعدما يقسم على القرآن الكريم. حتى أنّ إحدى زوجاته تقول له في أحد المشاهد إنه شخص لا يخطئ. والمفارقة هُنا أنّ هذه الشخصية التي يُفترض أن تكون قدوة أو مثالاً، تتعارض مع هذه الصورة بالطريقة المهينة والخفّة التي يتعامل بها مع النساء، علماً أنّ أحداث المسلسل معاصرة، وهو ما اعتبره عدد كبير من روّاد مواقع التواصل الإجتماعي ترويجاً لاحتقار المرأة، وعودة الى زمن الجواري والحريم. مشاهد الضرب مكرّرة وأشبه بالكوميديا

من جهة أخرى، يبدو أنّ محمد رمضان يرفض أن يخرج من إطار الصورة النمطية التي اعتاد تجسيدها في أعماله. صورة البطل الذي يتمتّع بالقوة البدنية ويجمع بينها وبين الحكمة والذكاء، والرجل المرغوب من نساء يشعرن تجاهه بحبّ أعمى.

وفي حين أنّه نجح في الاندماج بشخصية جعفر بحركات جسده وتقلّباته النفسية وأسلوب تعاطيه مع مختلف المواقف، لكن بدا واضحاً أنه يحاول تضخيم صوته، فباتت جمله وعباراته بمعظمها غير مفهومة. كما تعرّض للسخرية من الشعر المستعار الذي أطلّ به، حيث أنّه يؤدّي دوراً يكبره بحوالى عشرين عاماً. هذا ولا يكاد يخلو عمل لمحمد رمضان من شجار و"خناقات" في الحارات الشعبية، وقد ظهر ذلك أيضاً في "جعفر العمدة" حين ضرب شقيق زوجته في الشارع، وحين ضرب شخصاً حاول الاحتيال عليه، وقد بدت مشاهد الضرب والعراك متصنّعة الى حدّ كبير وأشبه بالكوميديا. مع الإشارة الى أنّ محمد رمضان كان سبق وقدّم مشاهد مماثلة تماماً في مسلسلات سابقة له، من بينها مسلسل "الأسطورة" و"البرنس" و"نسر الصعيد".

* يُعرض على قناة Dmc وMbc 1 ومنصة "شاهد" وWatch it


MISS 3