محمد دهشة

"المستشفى التركي" لن يُخصَّص لـ"كورونا"... ومخاوف طالبية من ضياع العام الدراسي

2 آذار 2020

07 : 30

مسيرة الوفاء للمناضل معروف سعد

أعاد الهلع من تفشي فيروس "الكورونا" تسليط الاضواء على المستشفى التركي التخصصي للجروح والحروق في صيدا المقفل منذ سنوات، بعد الشائعات التي انتشرت عن امكانية افتتاحه وتخصصيه للحجر الصحي ومعالجة المرضى في حال تمدد "الفيروس" بشكل كبير.

غير ان رئيس بلدية صيدا بالانابة ابراهيم البساط أكد لـ "نداء الوطن"، أن "كل ما يقال عن تشغيله وتحويله الى مستشفى للحجر الطبي غير صحيح"، قائلاً: "حتى الآن لم تتصل وزارة الصحة أو أي مسؤول ببلدية صيدا للبحث معها في هذا الامر"، مستبعداً "تشغيله مجدداً في الوقت الراهن لانه يحتاج الى اعادة تجهيز ومعدات طبية جديدة ولا يوجد فيه طاقم بشري، لا على مستوى الطاقم الطبي او التمريضي، كما انه يحتاج الى اموال ومصاريف"، مؤكداً أن "كل ما يروج هو شائعات فقط حتى الآن".

في المقابل، نفى عضو "اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية" والاختصاصي في الأمراض الجرثومية رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري لـ "نداء الوطن"، أن يكون "المستشفى التركي" مدرجاً في الخطة المطروحة لوزارة الصحة لمواجهة فيروس "الكورونا"، مؤكداً أنه "ليس خياراً لاستقبال مرضى "الكورونا" وكل من يتحدث عن هذا الموضوع فهو جاهل بالتجهيزات الطبية الضرورية"، كاشفاً أن "المركز الرئيسي اليوم لمعالجة هؤلاء هو مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، وفي حال تم الاضطرار لانشاء مراكز للعلاج، فانها ستكون المستشفيات الحكومية العاملة، مدعومة بالتعاون والتنسيق مع المستشفيات الجامعية"، خاتماً "لا داعي للقلق من أن المستشفى التركي سيكون مركزاً لاستقبال مرضى "الكورونا" لأن التجهيز غير متوفر والتسريبات غير صحيحة إنما هي شائعات".

وأكّدت الجماعة الاسلامية في صيدا "رفضها القاطع تحويل المستشفى الى موقع للحجر الصحي"، محذرة "جميع المعنيين من اتخاذ أي خطوة بهذا الاتجاه وتجاهل الرفض الشعبي الصيداوي".


شائعات وآراء


هذه الشائعات أثارت الرأي العام الصيداوي عبر "مواقع التواصل الاجتماعي"، بين مؤيد ومعارض، فالبعض اعتبر انها فرصة للإهتمام بهذا المستشفى "المهمل" منذ سنوات" و"المقفل" بسبب الخلافات السياسية، وبالتالي فان اعادة تشغيله مجدداً يخدم أبناء المدينة والجنوب وكل لبنان، على اعتباره المستشفى الاكثر تخصصاً بالجروح والحروق وحوادث الطوارئ، والبعض الآخر رأى انه لا يصلح لهذه المهمة، اذ لا يذكرون صيدا الا في "الملمات" ويكفي استقبالها للنفايات، والبعض الثالث اعتبر أن مكانه غير مناسب عند مدخل صيدا الشمالي، إذ يجاور "مجمع الاوزاعي" وهو أكبر تجمع للنازحين السوريين في الجنوب ولا يمكن المخاطرة بهذا الامر، كما انه على مسافة قريبة من ثانويـة رفيق الحريري حيــث يتلقى آلاف الطلاب دروسهم اليومية.



المستشفى التركي مُهمل



وينظر أبناء صيدا الى المستشفى على انه متطور ومختلف في مهامه عن باقي مستشفيات لبنان، إذ لا يوجد له مثيل على كامل الأراضي اللبنانية، ويؤكد دور المدينة كعاصمة إستشفائية صحية بامتياز، ويُكمّل دور المستشفيات العامة والخاصة الموجودة في صيدا ومنطقتها، وقد أنجزت أعمال بنائه في العام 2010، شيّد على أرض قدمتها بلدية صيدا وتبلغ مساحتها نحو 14 دونماً، ودشنه آنذاك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إضافة الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.


إلتزام ومخاوف

تربوياً، أرخى قرار وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب، بإقفال الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة والمعاهد في صيدا ومنطقتها ارتياحاً لدى ابناء المدينة، التزمت جميعها بالاقفال كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس "الكورونا"، وشهدت المدينة حركة هادئة في نهاية الاسبوع بعدما فضل الكثير من أبنائها التزام المنازل واتخاذ الاجراءات الوقائية الطوعية.

وأكدت مصادر تربوية لـ "نداء الوطن"، أن العام الدارسي يعتبر استثنائياً هذه السنة، ولكنه ليس مهدداً بالضياع كما يخشى الطلاب وذووهم، والامر مرهون بمتابعة مدى انتشار "الفيروس" خلال الاسبوع المقبل او الاسبوعين المقبلين اذا تقرر تمديد العطلة، ليبنى على الشيء مقتضاه، علماً ان العام الدراسي نفسه كان قد تعرض لاقفال قسري بعد اندلاع "الحراك الاحتجاجي" في 17 تشرين الاول الماضي، واليوم بسبب المخاوف من فيروس "الكورونا".

كما التزمت مدارس وكالة "الاونروا" بالاقفال في المدينة وداخل المخيمات الفلسطينية، فيما دعا الكاتب الفلسطيني علي هويدي، الكادر التعليمي في الوكالة بمحاولة التواصل الإلكتروني مع الطلاب وحسب الفئات العمرية ومتابعة الدروس (تسديد ومقاربة وهو ليس بمطلق)... طالما أن هدف التعطيل هو بقاء الطالب والكادر التعليمي في البيت، وتجنب الاحتكاك بالآخرين.


مسيرة ولقاء

ميدانياً، رفعت مسيرة الوفاء للمناضل معروف سعد في الذكرى 54 لاستشهاده شعار "رمز الحركة الشعبية"، في مقاربة بين نضال الشهيد سعد الذي استشهد وهو يدافع عن حقوق الصيادين في وجه شركة الاحتكار "بروتين" في العام 1975، وموقف "التنظيم الشعبي الناصري" الذي انخرط في "الحراك الاحتجاجي"، منذ اندلاعه في 17 تشرين الاول تأكيداً لسيره على نهجه في الدفاع عن الطبقات الفقيرة، وهو ما أكد عليه الامين العام النائب اسامة سعد في كلمته "الاستمرار بالسير على دروب نضاله مع شباب لبنان الثائر المنتفض في الساحات، ومع كل المقاومين، ومع شعب فلسطين، ومع كل المناضلين والمنتفضين على امتداد الأرض العربية"، مؤكدا أن "قرارنا وطنيٌّ شعبيّ بلا ارتهان وبلا تبعية، ولا نخشى لومة لائم ولا تشكيكَ مشكّك ولا مزايدة مُزايد"، محذراً من الأوضاع الكارثية التي وصل اليها لبنان، معتبراً ان حكّام لبنان جعلوا حياة اللبنانيين جحيماً... أزمة سياسية مستحكمة وانهيارات كبرى في المال والاقتصاد والاوضاعِ الاجتماعية وإدارات الدولة والمؤسسات، مشدداً ان لعبة أطراف السُّلطة لتغسل أياديها من قَذارة ما ارتكبَتْ بحقّ اللبنانيين لن تنجح كما لن ينجح تخبّط الاختصاصيين ولن ينقذ لبنان.


MISS 3