طوني فرنسيس

روحانيات بيت عنيا وبرنامج محمد رعد

4 نيسان 2023

02 : 00

يمكن للخلوة الروحية التي يستعد لها النواب بدعوة من بكركي أن تقتصر على «إفراغ الذهن» واتباع نصائح بولس الرسول، ويمكنها أن تستعيد في صفاء الذهن وقائع موت معلن لوطن يتأرجح وشعبه على حافة الانهيار التام، وتأخذ بالتوجيهات الخاصة بإنقاذه من السيد محمد رعد، فتكون في هذه الحالة أكثر إنتاجية وقرباً من الواقع.

وقت الخلوة في مفهومها الروحاني هو وقت للتغيير من خلال تجديد أذهاننا (رومية 12:2) وليس من خلال افراغها، باتباع نصيحة بولس الرسول (فيلبي 4:8) «أخيراً أيها الأخوة كل ما هو حقٌ، كل ما هو جليلٌ، كل ما هوعادلٌ، كل ما هو طاهرٌ، كل ما هو مسرٌ، كل ما صيتهُ حسنٌ... ففي هذه إفتكروا. فإذا ملأ الإنسان فكره بهذه الأفكار الجميلة لا بد أنها تجلب له السلام ورضى الله».

الخلوة هي «اقتراب من الله»، وفي الظروف التي استوجبت عقدها هي اقتراب وجداني من المشكلة التي يعانيها البلد عبر إعادة ترتيب الأولويات. جاءت الدعوة إليها بعد تعذّر السياق المدني لتحرك بكركي في البحث عن مخارج للشغور الرئاسي. لم تستسلم البطريركية المارونية فكانت مبادرتها الروحية إلى الصلاة وفحص الضمائر.

يمكن للنواب المشاركين في بيت عنيا أن يكتفوا بالمعنى الحرفي لمهمتهم الايمانية، لكن لا شك سيخطر في بالهم إضافة النقطة العملية التي لا حاجة لأن يُتعبوا أنفسهم في سبر أغوارها.

قبل صعودهم إلى الجبل زوّدهم زميلهم محمد رعد، وليته يشاركهم خلوتهم، بمادة جديرة بالتأمل. قال لهم في بند الخلوة غير المعلن: إنتخبوا رئيساً «من دون انتظار الأوامر الخارجية»... ولا تنتخبوا «مرشح صندوق النقد الدولي»، و»تعالوا نتشارك في الدفاع عن بلدنا كل من موقعه وحيث يقدر»، ليسأل أخيراً «أين هو المرشح الآخر؟ حتى الآن الطرف الآخر لم يرشح ولم يقدم ولم يدعم مرشحاً له...».

بين الصلاة ونقاط رعد يكتمل برنامج الخلوة، فاذا لم يظهر في الأفق طيف المرشح الآخر، الذي لا يرى رعد وجوداً له، يمكن للمختَلين أن يتعمقوا في دعوته للتشارك «في الدفاع عن البلد كل من موقعه» ويخرجوا بـ» ميليشيا بيت عنيا» لتحرير الديار المقدسة، أليس هذا معنى كلامه عن «التشارك» في الدفاع عن الوطن؟


MISS 3