جاد حداد

Unlocked... ضعف السيناريو ينسف مزاياه

5 نيسان 2023

02 : 00

لو كان فيلم Unlocked (فتح القفل) عملاً مشابهاً لأفلام الحركة العادية، كان يمكن تقبّل جزء كبير من إخفاقاته. لكن يشمل هذا الفيلم مفهوماً واعداً، ومخرجاً موهوباً، وطاقماً تمثيلياً فيه وجوه مألوفة بما يكفي لتقديم عمل مقبول على الأقل بقيادة الممثلة نومي رابيس التي تتمتع بكاريزما طبيعية هائلة. لكن رغم هذه المزايا وتعدد مشاهد المطاردات وإطلاق النار، يبقى الفيلم باهتاً ويسهل نسيانه.

تقدّم رابيس دور "أليس راسين"، عميلة لامعة في وكالة الاستخبارات المركزية لم تعمل في هذا المجال منذ أن عجزت عن منع هجوم إرهابي في باريس، في العام 2012. هي أصبحت الآن عميلة متخفية في لندن وتدّعي أنها عاملة اجتماعية. ترفض "أليس" توسلات مرشدها السابق (مايكل دوغلاس) لاستئناف عملها الأصلي، لكنها تضطر للعودة بعد فترة قصيرة حين تطلب الوكالة مساعدتها لحل قضية مهمة تشمل هجوماً محتملاً على لندن من جانب خلية تابعة لتنظيم "داعش". يتم القبض على ساعٍ لديه معلومات أساسية وهو في طريقه لنقل رسالة مهمة، ويُطلَب من "أليس" انتزاع تلك المعلومة منه. يكون اكتشاف هذه المعلومة سهلاً بما يكفي، لكن تشعر أليس سريعاً بأن الوضع مختلف عما يوحي به، ثم تتأكد من صحة حدسها وتنجح في الهرب في الوقت المناسب مع المعلومة المطلوبة.

تهرب "أليس" ولا تعود تثق بأحد من حولها، وتُصادف خلال هذه الفترة أشخاصاً يثيرون الشبهة. بالإضافة إلى مرشدها، يؤكد رئيس المكتب المحلي لوكالة الاستخبارات المركزية (جون مالكوفيتش) على أنه يصدّق قصتها لكنه يعتبر سلوكها مشبوهاً لأقصى حد. هي تتواصل أيضاً مع امرأة تعرفها في جهاز الأمن البريطاني (توني كوليت)، وربما تعرف هذه العميلة أكثر مما توحي به أو لا تعرف شيئاً. الأغرب من ذلك هو لقاؤها مع لص تقابله أثناء سرقته لمنزل آمن كانت تنوي الاختباء فيه (أورلاندو بلوم)، وسرعان ما يتبيّن أنه يتمتع بمهارات هائلة لا يتحلى بها سارقو أجهزة التلفزيون البسيطة. قد يكون "أمجد" (توسين كول) الشخص الوحيد الذي تستطيع الوثوق به: إنه واحد من سكان البلدة، وهو يقدم لها معلومات عن الجيران المشبوهين، ويبدو أنه يتمتع بالمهارات اللازمة كي يصبح عميلاً استخبارياً بدوره.

لكنّ العناصر التي كانت لتجعل العمل ممتعاً هي التي تُحوّله إلى تجربة مملة على نحو مفاجئ. يتعلق السبب بسيناريو بيتر أوبراين الذي يفتقر إلى أي جوانب مثيرة للاهتمام أو تحولات مفاجئة في الأحداث. كان المخرج مايكل أبتيد قد أثبت مهارته في الماضي عبر أفلام تتراوح بين أعمال ترفيهية مثل Coal Miner’s Daughter (ابنة عامل منجم الفحم) وGorky Park (حديقة غوركي)، والمسلسل الوثائقي البارز Up (نحو الأعلى)، لكنه يفشل هذه المرة في إضفاء أي طابع مميز على الفيلم لرفع مستوى السيناريو الركيك. لا يبدو محتوى الفيلم حيوياً إلا في المشهد المبهر الذي يتعلق بهرب بطلة القصة من استجواب مشبوه: إنه مشهد متقن لدرجة أن يكشف عيوب جميع مشاهد الحركة الأخرى.

على صعيد آخر، تُعتبر نومي رابيس أفضل عنصر في الفيلم كله، فهي تضفي حيوية فائقة وكاريزما عالية على الشخصية التي تقدّمها، فتتفوق بذلك على جميع الشخصيات الأخرى. في المقابل، يحاول شركاؤها في البطولة تقديم أدوارهم بالشكل المطلوب، لكن تبقى نتائجهم متفاوتة. يقدم مالكوفيتش أداءً قوياً وينجح في تأجيج الأجواء قليلاً خلال إطلالاته القصيرة. أما مايكل دوغلاس، فهو يقدّم دوره من دون أي إضافات لأنه يدرك على الأرجح أن معظم المشاهدين سيكتفون بمشاهدته منذ لحظة التعريف عن شخصيته من دون التركيز على تفاصيل أخرى. في غضون ذلك، يُهدِر صانعو العمل موهبة توني كوليت على مر الفيلم، مع أنها تحصل على فرصة لإثبات نفسها حين تنقل سلاحاً رشاشاً إلى بعض الخصوم بأسلوب مميز. أما أورلاندو بلوم، فهو عالق في شخصية يستحيل تجسيدها بطريقة مقنعة، وهذا ما يجعله يفشل في تقديم أي مشاهد صادقة أو مميزة.

في النهاية، لا يمكن اعتبار الفيلم جيداً بما يكفي لجعله عالقاً في ذاكرة المشاهدين، ولا سيئاً بما يكفي نظراً إلى المواهب التي تشارك فيه. يصعب وصف الفيلم بعبارة واحدة إذاً، وقد يكون من النوع الذي نُشَغّله في الفندق أثناء ترتيب أمتعة السفر ولا نحتاج إلى التركيز على تفاصيله. من الواضح أن جميع المشاركين فيه كانوا يتمنون إطلاق سلسلة جديدة وناجحة من أفلام الحركة، لكنّ تعثّر هذا المشروع سيمنعنا من مشاهدة أي مغامرات أخرى لشخصية "أليس راسين" في أي وقت قريب. من الناحية الإيجابية، تستطيع رابيس أن تتفرغ لأعمال مختلفة تُقدّر موهبتها.


MISS 3