مشاكل جسدية تُهدّد قدرتك على القيادة

15 : 00

يترافق التقدم في السن مع عدد كبير من التغيرات الجسدية، منها تصلب المفاصل ومشاكل النظر أو السمع. قد لا تُسبب هذه الاضطرابات أي إعاقات واضحة، لكنها تؤثر أحياناً على أدائك في القيادة، ولو بدرجة بسيطة. لذا من الأفضل أن تستبق المشكلة حين تلاحظ أي تغيرات جسدية وتُحدد المخاطر التي تطرحها على مهارتك في القيادة وسلامتك الشخصية وسلامة الآخرين على الطرقات.

إضطرابات شائعة

تتعدد التغيرات الجسدية التي تؤثر على طريقة قيادتك، أبرزها ما يلي:

التهاب المفاصل: قد يؤدي استنزاف الغضروف حول عظام العنق والكتفين واليدين والوركين والركبتين إلى الألم والتصلب وزيادة مصاعب القيادة. يقول روبرت شميرلينغ، رئيس قسم أمراض الروماتيزم في مركز "بيث ديكونيس" التابع لجامعة "هارفارد": "قد تزيد صعوبة الضغط على المقود بسبب الألم في اليد. أو قد تدخل إلى السيارة وتخرج منها بصعوبة بسبب الألم في الورك والركبة، لا سيما إذا كانت السيارة منخفضة أو مرتفعة أكثر من اللزوم. أما ألم الركبة، فيجعل الضغط على دواسة البنزين مؤلماً. وقد يُضعِف ألم العنق قدرتك على تحريك رأسك حين تغيّر اتجاهك أو طريقك".

ضعف السمع: "قد يؤدي فقدان السمع إلى تصعيب رصد المخاطر، على غرار سيارة إسعاف تقترب من مفترق طرق. يوضح ديفيد جونغ، اختصاصي سمع في مركز "ماساتشوستس" للعين والأذن التابع لجامعة "هارفارد": "يظن معظم الناس أن ضعف السمع يصيب الأذنَين معاً، لكنّ فقدان السمع في أذن واحدة فقط يطرح مشكلة أيضاً، كونه يُصعّب عليك تحديد مصدر الأصوات في المكان الذي تتواجد فيه. قد تسمع صوت سيارة إسعاف قريبة مثلاً، لكن سيمرّ بعض الوقت قبل أن تستدير من حولك وتكتشف مصدر الصوت، وقد يصبح هذا الوضع خطيراً".

داء الساد (Cataracts): يشير هذا المرض إلى تشوش عدسة العين التي تكون واضحة في الحالات العادية. يقول روبيرتو بينيدا، جراح متخصص بداء الساد في مركز "ماساتشوستس" للعين والأذن: "يعيق داء الساد قدرتك على تحديد الأهداف والمسافات وأوقات الدوس على الفرامل. يؤثر هذا المرض أيضاً على درجة التباين التي تشاهدها، لا سيما خلال الليل، ما يعني ألا تشاهد الأجسام الداكنة على الطريق".

الاعتلال العصبي (Neuropathy): يشير الاعتلال العصبي إلى خدر أو وخز أو حرقة في الأطراف، لا سيما القدم وربلة الساق. تقول آن هوليس، خبيرة في العلاج الوظيفي تُقيّم مهارات القيادة عيادياً في مركز "بيث ديكونيس" الطبي التابع لجامعة "هارفارد": "قد تصبح القيادة محفوفة بالمخاطر بسبب الاعتلال العصبي في القدم إذا كنت لا تشعر بالدواسات تحت قدمك".


هل اضطربت قدرتك على القيادة؟

إذا كانت مشكلة معينة تؤثر بقدرتك على القيادة، لا يعني ذلك بالضرورة أنك لم تعد سائقاً بارعاً. لكن يجب أن تعرف إذا تجاوزتَ العتبة المسموح بها. يوضح جونغ: "في معظم الحالات، ينشأ ضعف السمع ببطء مع مرور الوقت. لذا يصعب تحديد المرحلة التي يصبح فيها ضعف السمع عائقاً أمام القيادة. لكن إذا لاحظتَ أنك تواجه صعوبة متزايدة في السمع خلال المواقف اليومية، من المنطقي أن تستشير اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة أو خبيراً في السمعيات لتقييم سمعك".

وإذا بدأت أي تغيرات جسدية تؤثر على حياتك اليومية، قد تطرح مخاطر على طريقتك في القيادة. تبرز مجموعة من المؤشرات التحذيرية في هذا المجال: قد تلاحظ مثلاً أنك تجد صعوبة متزايدة في الإمساك بالأغراض، أو المشي بطريقة سليمة، أو النهوض عن الكرسي، أو رفع ذراعيك فوق مستوى كتفيك".


القيادة والقدرات المعرفية

مع التقدم في السن، تتراجع الدقة العقلية التي كنت تتمتع بها في شبابك، ما يعني تباطؤ ردود أفعالك أثناء القيادة، وحاجتك إلى البقاء على مسافة أبعد من السيارات أمامك، وتجنب القيادة في أوقات الزحمة، واستعمال طرقات أخرى لتفادي التقاطعات المزدحمة.

يكون السائق الذي يواجه تغيرات معرفية أكثر حدّة، على غرار الاختلال المعرفي الخفيف، معرّضاً للارتباك والضياع أكثر من غيره. يستفيد هذا الشخص من فحص صحته العقلية وتقييم أدائه كسائق للتأكد من قدرته على متابعة القيادة بكل أمان أو حاجته إلى إيجاد وسيلة نقل بديلة.


MISS 3