عبد السّاتر احتفل برتبة سجدة الصّليب في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في بيروت

20 : 16

إحتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر برتبة سجدة الصليب في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في بيروت، بمشاركة المطران بولس مطر وخادم الكاتدرائيّة الخوري جورج قليعاني والأب شربل شاهين الراهب اللبناني الماروني، وحضور حشد من المؤمنين.


وألقى عبد الساتر عظة قال فيها: "نجتمع في هذا المساء لا لنندب موت الرّبّ على الصليب، ولا لنبكي مع مريم وحيدها، ولا لندفن المسيح في القبر. فالمسيح قام من بين الأموات وهو الإله الابن الحي فينا ومعنا. نجتمع في هذا المساء لا لندين الذين صلبوه ونكرههم، ولا لنغمر أنفسنا في الذنب، لأنه علق على الصليب بسبب خطايانا، ولا لنجلد أجسادنا تكفيراً وتعويضاً. نجتمعُ في هذا المساء لنحتفل بحب الله الابن لله الآب وللإنسان ولنجدد التزامنا بعيش الحبّ تجاه الربّ والإنسان حتى ولو أوصلنا هذا الحب إلى الألم والموت على الصليب".


أضاف: "خطئ الإنسان فاختار الله الآب أن يخلصه بدل أن يتركه يموت. وفي ملء الزمن أرسل ابنه الوحيد إلى العالم. فتجسّد من البتول مريم وبشر باقتراب الملكوت وحمل أوجاعنا وأسقامنا. ما جاء ليدينَنا نحن البشر بل ليخلصنا. قاومه الشر والأشرار ولكنّه تابع مسيرة الحب من دون تردُّد لأنه أحبّنا إلى الغاية كما يقول الإنجيلي يوحنا في إنجيله عن العشاء الأخير. ولما حانت ساعة بذل الذات، أطاع أباه وأودع روحه بين يديه فمحا معصية آدم وشكه بمحبة الله له. مات هو على الصليب حباً بنا حتّى لا نموت نحن. أعطى حياته لتكونَ لنا الحياة الأبدية. لم يسعَ يسوع خلف الصليب ولكنه قبل حمله والموت عليه بسبب الحب، فحوّله من أداة موت ووصمة عار إلى أداة خلاصٍ وإلى علامة حب".


وتابع: "نحن موجودون هذه الكاتدرائية في هذا المساء، كما قلت في البداية، لنجدد التزامنا بالحب، حب الله وحب كل إنسان، أكان قريباً أم غريباً، صديقاً أم عدواً. نجدد التزامنا بحب الله في وقت المرض والموت، في وقت الشدة والمحن، في وقت الألم والحزن لأنه سهل أن نحب الله في وقت الرخاء والفرح. نجدّد التزامنا بحب عائلتنا مع ما يتطلبه هذا الحب من تعب وألم ومع ما يتضمنه من خيبات أحيانا. نجدد التزامنا بحب من أساء ويسيء إلينا مع ما يتضمنه من إهانة لكرامتنا ومساس بمصالحنا ونعوت مسيئة. نجدّد التزامنا بمحبة المظلوم مع ما يتطلّبه من جهدٍ ومواجهة للظلم ومثابرة. لا نختار نحن صلباننا ولا توقيتها ولكننا حتما نختار أن نحملها من أجل الحب أو لا نحملها. فالقرار لنا".


اختتمت الرتبة التي خدمتها جوقة رعية مار نعمة الله- دير طاميش بقيادة يوسف العنتوري، بالزياح والسجود للصليب ووضعه في القبر.

MISS 3