عبد الساتر في مأتم نائب رئيس جامعة الحكمة: كان مخلصاً ووفيّاً للجامعة وقدوة لطلّابها

21 : 41

ودّعت جامعة الحكمة نائب رئيسها والعميد السابق لكليّة الحقوق وكليّة العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة فيها الدكتور ملحم الكك، في مأتم مهيب ترأسه راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة ووليّ الجامعة المطران بولس عبد الساتر، بمشاركة المطرانَين بولس مطر وغي بولس نجيم، والنائب العام الأبرشي المونسنيور اغناطيوس الأسمر، والنائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح، والمونسنيور كميل مبارك، والمونسنيور نبيه معوّض، والمونسنيور جورج القزي، والخوري خليل شلفون، والكهنة العاملين في الجامعة اضافة إلى عدد من كهنة الأبرشيّة، وبحضور زوجة الدكتور ملحم الكك القاضية رنده الكفوري وشقيقته سلمى الكك شديد وأقربائه وأصدقائه، ورئيس جامعة الحكمة البروفسور جورج نعمة ومجلس الجامعة وأعضاء الهيئتين الإداريّة والتعليميّة فيها، والنائب ملحم خلف، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، ورئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، ونقيب المحامين في بيروت فادي المصري ممثّلاً بأمينة سر النقابة الأستاذة مايا شهاب، ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد القاضي كلود كرم، ورئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى، والنقيب السابق للمحامين أنطونيو الهاشم، ومديرة المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي الأخت هاديا أبي شبلي، والرئيسة السابقة لجامعة الحكمة البروفسور لارا البستاني، وحشد من شركاء الجامعة وشخصيّات سياسيّة وأكاديميّة وقضائيّة واقتصاديّة واجتماعيّة ونقابيّة ورجال قانون من خرّيجي كليّة الحقوق وعدد كبير من الطلّاب الذين حضروا وفاءً لعميدهم السابق الدكتور الكك.


بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: "كلمتي في الدكتور ملحم الكك هي كلمة إيمان أوّلًا وشهادة حق ثانياً بإنسان أثّر فينا جميعًا". وتابع مشيراً إلى أنّه "في الوقت الذي يغيب فيه عنّا إنسان نحبّه ونتمنّى لو كان عمره أطول لأنّ وجوده كان غاليًا ومهمًا، في هذا الوقت الأليم بالذات نحن جماعة المسيح نشهد لقيامته وللحياة الأبديّة التي لا تنتهي، وفيه يظهر إيماننا بالله المحبّة والحنان والغفران والرحمة".


وأردف المطران عبد الساتر قائلا: "إنّنا مجتمعون هنا في الكنيسة ليس لنبكي الدكتور ملحم، إنّما لنسلّمه لإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي سيغمره بمحبّته وغفرانه ورحمته وحنانه".


ولفت إلى أنّ "أوّل ما يستوقف المرء عند رؤية الدكتور ملحم هو ترتيبه وتهذيبه، وإن دلّ هذا على شيء فهو على محبّته واحترامه للإنسان الذي يلتقيه لأنّه يرى فيه صورة الله. لم يكن الدكتور ملحم مفرطًا بالكلام ولا نمّامًا، بل لطالما زان كلامه وما تفوّه إلّا بكلمات اللطف التي تبني الآخر. لم يتسلّم منصبًا أو مهمّة إلّا وأتقنها وسهر على إتمامها، وما كانت قراراته وأفكاره إلّا لخير الإنسان والمؤسّسة التي يعمل فيها. هو الذي تعلّم في مدرسة الحكمة في بيروت وتنشأ على روح الحكمة، كان مفعمًا بالحماس والمحبّة لجامعة الحكمة، وكان مخلصاً ووفيّاً لها ولطلّابها وطالباتها وخير دليل على ذلك تعليقات الطلاب وحديثهم عنه وشهاداتهم التي أكدت أنّه كان قدوة لهم ومثالًا أعلى وأخاً كبيراً ورفيقاً حتى تخرّجهم. كلّ شهادة بالدكتور ملحم هي صلاة نضعها أمام الله الآب المحبّ على نيّته".


وختم المطران عبد الساتر قائلا: "سنفتقد الدكتور ملحم وسنفتقد كلماته ووجهه المبتسم دوماً وخدمته وتفانيه ومحبّته".


نعمة

وفي ختام الجنازة، ألقى رئيس جامعة الحكمة البروفسور جورج نعمة كلمة تحدث فيها عن مزايا الراحل فقال: "نصلي معاً لراحة نفس رجل أعطى من دون أن ينتظر شيئاً، بعدما مثل في مساره المهني والإنساني والإجتماعي قدوة في الوفاء والكرامة والمحبة، وكان له قدر كبير في مسار تقدم الجامعة وكلية الحقوق فيها. ويصعب علينا كثيراً وداع من كان وفياً وصادقاً أنعم علينا جميعاً بنصحه وشهامته ونبله".


وتابع البروفسور نعمة: "فقدنا زميلاً وصديقاً وأخاً وكبيراً من رجال لبنان. خدم الوطن والجامعة والمجتمع بكل محبة وإخلاص وتفان وطيبة ورحابة صدر. وقد عمل بصمت وهدوء وأدى عمله بإتقان وساعد الجميع من حوله من دون استثناء ومن دون أن يعرف التعب واليأس".


ونوه رئيس جامعة الحكمة بالدور الذي لعبه الدكتور الكك في مسار تقدم الجامعة وتحديثها برؤية تربوية شاملة وحاضنة للجميع من طلاب وموظفين وأساتذة وعمداء فلم يبخل بالنصح والمشورة بل كان يبدي قدرًا كبيرًا من الإلتزام والتصميم في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت على الجامعة في خلال أزمة السنوات الأخيرة التي عاشها الوطن.


وقال نعمة: "زميلي وأخي وملهمي، إعتدت على لقائك يومياً، فأمددتني بالقوة والمحبة ودفعتني بجرعات الأمل. أنت رجلٌ كبيرٌ ونبيل، أنعمت على الجميع بحكمتك. ستبقى نصائحك تنير دربنا فالنهج قائم والأهداف ستتحقق وستكون على قدر انتظاراتك وسنحقق ما اتفقنا معاً على تحقيقه".


كلمة العائلة

وألقى كلمة العائلة صديق الراحل الأستاذ بول يمين الذي أبدى حزنه الكبير لخسارة قامة وهامة بحجم الوطن.


وقال: "خسرك لبنان وشباب لبنان، كنت مثالا لهم في أدائك وسلوكياتك ونبع معرفتك. إنسان أنت، حقيقي في الحياة كما أنت في أعماقك. صفات الكبار صفاتك: مؤمن، صادق، صريح، متواضع، شريف وراق، لم تغرك المناصب والكراسي والألقاب، أنيق في الهندام واللسان".


وتابع يمين قائلا إن الدكتور الراحل ملحم الكك رفع كل موقع جلس فيه لأنه كان يعطيه من ذاته الكريمة فيجعله براقاً نضراً وشفافاً. وتابع مضيفاً: "سنشتاق إلى طلتك البهية وجبينك العالي الذي يشع معرفة وعنفواناً، ولأحاديثك التي تتجلى في حروفها الحكمة في كل زمان ومكان، وإن زاد الشوق فسنراه في وجوه محبيك".


وختم ناقلًاً عن زوجته القاضية كفوري قولها إن "صفات النبلاء في شخصية ملحم"، مضيفاً أنّ "أبواب السماء مفتوحة له".


وكانت توافدت شخصيّات سياسيّة وعسكريّة وقضائيّة ونقابيّة واجتماعيّة واقتصاديّة لتقديم واجب العزاء بالدكتور الكك، من بينهم النائبين أنطوان حبشي ومارك ضو، والمدّعي العام لدى ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس، ونقيب خبراء المحاسبة عفيف شرارة، والنقيب السابق للمحامين نهاد جبر.


ويستمر تقبّل التعازي يومَي الجمعة والسبت 1 و2 آذار من الساعة 11:00 قبل الظهر وحتى الساعة 6:00 مساء في صالون كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في وسط بيروت.

MISS 3