عين الرئيس الأميركي على انتخابات العام 2020

ترامب يفتح "جبهات" داخليّة بـ"هجمات" مكثّفة

10 : 24

استراتيجيّة ترامب السياسيّة تقضي ببثّ الفرقة داخل المعسكر الديموقراطي (أ ف ب)

واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه على نائبات ديموقراطيّات، ووصفهنّ بأنّهن من "اليسار المتشدّد"، ما أثار موجة من الغضب العارم لدى بعض الديموقراطيين، في حين وقف الجمهوريّون خلف رئيسهم الذي يتمتّع بشعبيّة كبيرة في الأوساط المحافظة. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، يبدو الرئيس الأميركي عازماً أكثر من أيّ وقت مضى على تعبئة قاعدته الانتخابيّة اليمينيّة واللعب على الخلافات بين خصومه السياسيين المنقسمين. وبعدما كان دعا قبل أيّام نائبات ديموقراطيّات إلى "العودة" إلى بلدانهن الأصليّة، عاد ترامب ودعاهن إلى طلب الصفح من الولايات المتّحدة، معتبراً أيضاً أن لديهنّ مشاعر حب لأعداء البلاد.



وكتب ترامب في تغريدة صباح أمس: "متى تطلب نائبات من اليسار المتشدّد المغفرة من بلادنا وشعب إسرائيل وحتّى الرئيس لتصريحاتهنّ الفظيعة؟"، مضيفاً: "الكثير من الناس يشعرون بالغضب بسبب تصريحاتهنّ الفظيعة والمهينة". وكان يُشير إلى نائبات في الكونغرس غير متمرّسات في السياسة، مثل أليكسندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك والهان عمر من مينيسوتا وأيانا بريسلي من ماستشوستيس ورشيدة طليب من ميشيغن. وكورتيز المولودة في نيويورك، هي من جزيرة بورتو ريكو الأميركيّة لكنّها من أصول لاتينيّة، وأتت عمر إلى الولايات المتّحدة كلاجئة من الصومال عندما كانت صغيرة، وطليب تُعتبر أوّل أميركيّة من أصل فلسطيني تدخل إلى الكونغرس.



ولاحقاً، قال ترامب لصحافيين خلال فعاليّة في البيت الأبيض: "كلّ ما يقمن به هو التذمّر"، مضيفاً: "هؤلاء أشخاص يكرهون بلدنا. يكرهونها، أعتقد بقوّة". وأردف: "إن كنتنّ غير مسرورات هنا، يُمكنكنّ المغادرة"، موضحاً أنّ "كلّ ما أقوله هو أنّه إذا كنّ يرغبن في المغادرة، فيُمكنهنّ المغادرة". ورأى أنّ "لديهنّ مشاعر حب لأعداء الولايات المتّحدة كالقاعدة".

وأثارت تغريدات ومواقف ترامب الأخيرة موجة كبيرة من الغضب في بعض أوساط الحزب الديموقراطي، حيث دانت رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي بشدّة تعليقات ترامب، التي وصفتها بأنّها "تحضّ على الكراهية وتُساهم في تقسيم الأمة".



بدورها، رأت النائبة الكسندريا المعنيّة بالهجمات، أن تعليقات ترامب "علامة من نتاج دعاة تفوّق العرق الأبيض"، معتبرةً أن ترامب "يدفع الحزب الجمهوري إلى مواقف عنصريّة معلنة، ولا بدّ من أن يُقلق هذا الأمر الأميركيين".

وفي المعسكر الآخر، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي بات قريباً جدّاً من ترامب بعدما كان من أكثر منتقديه: "نعلم جميعاً أن الكسندريا أوكاسيو كورتيز ومجموعتها لسن سوى عصابة من الشيوعيين"، مشيراً إلى أنّهن "من المعاديات للسامية ولأميركا". وإذا كان ليندسي غراهام قدّم دعماً واضحاً لترامب، فإنّ أحداً من البارزين في الحزب الجمهوري لم يُوجّه انتقاداً إليه بطبيعة الحال كما كان يطمح بعض الديموقراطيين.


وكان ترامب كتب أمس الأوّل على "تويتر": "مثير للاهتمام أن نرى نائبات "تقدّميات" ديموقراطيّات في الكونغرس يقلن بنبرة عالية للشعب الأميركي صاحب أكبر وأعظم دولة في العالم كيف يُدير حكومته"، معتبراً أنّهن "جئن من دول تُعاني حكوماتها أوضاعاً كارثيّة هي الأسوأ والأكثر فساداً والأقلّ كفاءة في العالم". وتساءل: "لماذا لا يعدن إلى تلك المناطق الفاشلة التي تنتشر فيها الجرائم للمساهمة في إصلاحها؟".

ويبدو أن الاستراتيجيّة السياسيّة لترامب واضحة، وتقضي ببث الفرقة داخل المعسكر الديموقراطي الذي يُعاني من توترات داخليّة أصلاً. ومع أن الرئيس الأميركي لم يذكر أحداً بالاسم، فإنّه يُشير بوضوح إلى النائبات الأربع اللواتي دخلن مجلس النوّاب وينتسبن إلى الجناح اليساري للحزب الديموقراطي، وخضنَ مراراً في خلافات علنيّة مع بيلوسي.


كما أن النائبات الأربع من أشدّ المعارضين لترامب وسياساته وغالباً ما يُهاجمنه عبر الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.وفي هذا الإطار، يرى مراقبون أن ترامب يسعى من خلال هجماته المتكرّرة إلى تسليط الضوء على النائبات اللواتي استهدفهنّ، ودفع الحزب الديموقراطي بالتالي إلى الدفاع عنهنّ وجعلهنّ رموزاً لكامل الحزب، ما يؤثّر سلباً على صورته (الحزب الديموقراطي) على الصعيد الوطني ويضعف وضعيّته الانتخابيّة، خصوصاً عند البيض من الطبقة الوسطى، وذلك من خلال صبغه بتوجّه يساري لا تُحبّذه غالبيّة واسعة من الأميركيين.

وسُجّل ردّ فعل لافت من وراء المحيط الأطلسي، وتحديداً من رئيسة الحكومة البريطانيّة تيريزا ماي، الذي جاء كلامها كردّ فعل "انتقامي" على تهجّم ترامب السابق بحقّها بخصوص كيفيّة إدارتها لملف "بريكست"، فقد اعتبرت أن تغريدات ترامب "غير مقبولة على الاطلاق".

على صعيد آخر، يُفكّر ترامب في إقالة وزير التجارة في حكومته ويلبور روس، بعد فشل الإدارة في إدراج سؤال عن الجنسيّة في التعداد السكّاني الذي سيُجرى العام المقبل، بحسب تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخباريّة.


MISS 3