مأساة تُدمي فقراء صنعاء

02 : 00

لقطة من فيديو تُظهر "التدافع القاتل"

وسط أجواء تفاؤليّة بإمكانيّة وضع حدّ للحرب في البلاد من خلال تعبيد الطريق لانطلاق مسار الحلّ السياسي، مدفوعاً بزخم التطبيع السعودي - الإيراني، أدمت مأساة جديدة فقراء صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران، حيث قُتل 85 شخصاً على الأقلّ وأُصيب المئات بجروح خلال حادث تدافع أثناء توزيع مساعدات مالية في العاصمة اليمنيّة.

ووقع الحادث قبيل حلول عيد الفطر، خلال فترة غالباً ما تُوزّع خلالها مبالغ ماليّة على الفقراء في بلد يعتمد فيه نحو ثلثي السكّان على المساعدات للبقاء. وأظهرت تسجيلات مصوّرة مئات الأشخاص متجمّعين في مكان ضيّق ومكتظّ للحصول على المساعدة المالية التي قدّرت بحوالى 8 دولارات للفرد داخل مدرسة معين في المنطقة القديمة في صنعاء، قبل أن يبدأ التدافع.

وظهر في تسجيل نشرته قناة «المسيرة» التابعة للحوثيّين، عشرات الأشخاص يتدافعون في المكان الضيّق، فيما يتعالى صراخ بعضهم وسط صيحات «عودوا للوراء، عودوا للوراء!». وقال مسؤول أمني حوثي لوكالة «فرانس برس»: «قُتل 85 شخصاً وأُصيب أكثر من 322 بجروح، بينهم 50 في حالة حرجة» في حادث التدافع، لافتاً إلى أنّ «بين القتلى نساءً وأطفالاً».

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين عشرات الأحذية وقطع الملابس وقد تكدّست فوق بعضها بعضاً عند مداخل المدرسة. وبحسب روايات شهود عيان، فإنّ إطلاق نار أدّى إلى التدافع. لكن وكالة أنباء الحوثيّين «سبأ» نقلت عن المتحدّث باسم «وزارة» الداخليّة في الحكومة غير المعترف بها دوليّاً العميد عبد الخالق العجري أنّ الحادث وقع «بسبب تدافع مواطنين أثناء التوزيع العشوائي لمبالغ ماليّة من قبل بعض التجّار».

وفيما أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى لدى الحوثيين مهدي المشاط تشكيل لجنة تحقيق، أفاد مسؤول أمني في صنعاء بأنّ السلطات «اعتقلت 3 تجّار على خلفيّة الحادث».

وأعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ عن «الألم والحزن» حيال «واقعة التدافع المأسوية»، في وقت قدّمت فيه السفارتان الأميركية والبريطانية تعازيهما، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن الحادث تذكير بضرورة إنهاء النزاع اليمني.


MISS 3