قلة النوم تفسد إنتاجيتك في العمل

02 : 00

حين يضطرب نومك في إحدى الليالي، كيف تكون إنتاجيتك في العمل خلال اليوم التالي؟ هل تجد صعوبة في بدء المهام الموكلة إليك؟ هل تشعر بأن دوام العمل لا ينتهي؟ هل تميل إلى تضييع وقتك على "تويتر" أو "تيك توك" بدل إنجاز عملك؟ يواجه الكثيرون هذا النوع من المواقف بسبب قلة النوم.



قد لا نفهم بالكامل بعد السبب الذي يدفعنا إلى النوم، لكننا نعرف أنه عامل أساسي للحفاظ على وظائفنا الجسدية والعقلية. إلى أي حد تؤثر قلة النوم إذاً على أدائك في العمل، وكيف يمكن التصدي لآثارها السلبية؟

تعتبر الأبحاث المرتبطة بالسلوكيات التنظيمية النوم عاملاً مهماً للحفاظ على إنتاجية عالية في العمل. في دراسات مبنية على يوميات المشاركين، شارك الموظفون في استطلاعات متكررة على مر اليوم، خلال عدد من أسابيع العمل.

تكشف النتائج أن الموظفين يقدمون أداءً أفضل في مهام العمل الأساسية، ويُظهِرون التزاماً متزايداً بعملهم، ويصبحون أكثر ميلاً إلى دعم زملائهم حين ينامون جيداً مقارنةً بما يحصل عندما يضطرب نومهم خلال الليل، ما يعني أن تكون نوعية نومهم سليمة أو تطول مدة النوم عموماً.

في المقابل، يصبح الموظفون أكثر ميلاً إلى التأجيل بسبب قلة النوم، أو يتورطون في تصرفات غير أخلاقية، مثل حصد الإشادة على عملٍ قام به الآخرون.

تكشف إحدى الدراسات أن الموظفين تحمّلوا تصرفات مسيئة ومتكررة حين تدهورت نوعية نوم مدرائهم في الليلة التي سبقت يوم العمل، فأصبح هؤلاء أكثر ميلاً إلى قول تعليقات سلبية عنهم أمام زملائهم الآخرين.

النوم يؤثر على ضبط النفس

النوم عامل ضروري لحماية أهم المهارات المعرفية التي نستعملها للسيطرة على أفكارنا وتصرفاتنا وتنسيقها. يُعتبر ضبط النفس أو قوة الإرادة من أبرز المهارات المعرفية التي تتأثر بالنوم السليم.

يتطلب جزء كبير من مهام العمل مستوىً مرتفعاً من ضبط النفس. نحن نحتاج إلى هذه الميزة مثلاً للسيطرة على انفعالاتنا وعواطفنا ولإتمام مهام أقل متعة، أو حتى مزعجة أحياناً، ولمقاومة مصادر الإلهاء أثناء العمل.

تتعدد المواقف التي تحتاج إلى ضبط النفس في مكان العمل، كأن يبتسم الموظف الذي يقدم الخدمات إلى العملاء مباشرةً، حتى لو لم يكن في مزاجٍ يسمح له بالتعامل مع الآخرين، أو أن يعمل شخص عن بُعد ويُركّز على مهمّة صعبة فيما يلعب أولاده بالقرب منه.

حافظ على إنتاجيتك بعد ليلة سيئة

تكثر الأبحاث التي تسلّط الضوء على أهمية النوم السليم وتطرح توصيات لتحسين نوعيته، مثل الامتناع عن استعمال الهواتف الذكية قبل موعد النوم. لكن لا مفر من أن يمرّ معظم الناس بليلة سيئة من وقتٍ لآخر، لا سيما عند الشعور بضغط مفرط. في هذه الحالة، كيف يمكن الحفاظ على إنتاجية عالية أثناء العمل في اليوم التالي؟


تعامل مع مهامك بطريقة استراتيجية


 

يُفترض أن تتجنب مهام العمل التي تتطلب مستوىً مرتفعاً من ضبط النفس في الأيام التي تلي ليلة سيئة، إذا أمكن. في هذه الظروف، حاول أن تقوم بمهام بسيطة لا تتطلب الكثير من التفكير أو الانتباه.

إذا كنت تعجز عن تجنب المهام التي تتطلب ضبط النفس، حاول أن تنهيها في وقتٍ مبكر لأنك تتمتع بأعلى درجات الطاقة العقلية في هذه الفترة من النهار.


أعد النظر بعقليتك

 

تكشف الأبحاث أن الرأي الذي يحمله الناس عن معنى ضبط النفس يؤثر بقدرتهم على تطبيقه. تذكر إحدى النظريات أن ضبط النفس يستنزف طاقتنا العقلية، ما يجعلنا أقل استعداداً أو قدرة على ضبط أنفسنا في مناسبات إضافية.

لكنّ الأشخاص المقتنعين بأن ضبط النفس يرتكز بشكلٍ أساسي على موارد عقلية محدودة يشعرون بإرهاق مضاعف بعد ضبط أنفسهم، مقارنةً بمن يعتبرون ضبط النفس مفهوماً قائماً على موارد غير محدودة يمكن استرجاعها بسهولة.

على سبيل المثال، يقدّم الموظفون المقتنعون بأن ضبط النفس يرتكز على موارد غير محدودة أداءً أفضل في العمل رغم قلة النوم. يتابع الباحثون استكشاف حدود ضبط النفس حتى الآن، لكنك ستستفيد حتماً من إعادة النظر بالرأي الذي تحمله عن الرابط بين أعلى درجات ضبط النفس واستنزاف طاقتك العقلية.


إذا كنت تعجز عن تغيير نفسك، غيّر ظروفك!

 

تكشف الأبحاث أن الشخص الذي يبرع في ضبط نفسه يحاول تجنب الظروف التي تفرض عليه هذا النوع من التصرفات. في إحدى التجارب، حصل المشاركون على خيار إتمام مهمّة في غرفة تتراجع فيها مصادر الإلهاء مقارنةً بغرفة يسهل أن يتشتت تفكيرهم فيها. لوحظ أن الفرد الذي يجيد ضبط نفسه يميل إلى اختيار الغرفة التي تَقِلّ فيها مصادر الإلهاء. حين يضطرب نومك في إحدى الليالي إذاً، قد تساعدك الاستراتيجيات التي تسمح لك بتجنب الحاجة إلى ضبط النفس على زيادة إنتاجيتك وإتمام مهامك في اليوم التالي.


شاهد فيديوات مضحكة


قد تساعدك العواطف الإيجابية على تجديد طاقتك العقلية من خلال التصدي لأضرار العواطف السلبية. في دراسة جديدة، تبيّن أن مشاهدة فيديو مضحك خلال النهار قد تُخفف الآثار النفسية الضارة التي تحملها متطلبات العمل وتستلزم مستوىً من ضبط النفس، ما يؤدي إلى تحسين إنتاجية الموظفين.

حين يضطرب نومك إذاً، قد تستفيد من إلهاء نفسك لفترة قصيرة عبر مشاهدة فيديو مضحك عندما تشعر بأن طاقتك العقلية منخفضة. لكن حذار التعلّق بهذه العادة.




MISS 3