عماد موسى

المرشّح الجدّي= 3 أصوات

1 أيار 2023

02 : 00

بمجرّد أن يطلق «المرشد» الأعلى للجمهورية اللبنانية معادلة سياسية تصبح آية منزلة غير قابلة للنقاش في بيئته، ويروح يردّدها المعمّمون والملتحون والمؤثّرون والجيوش الإلكترونية، من رتبة ضابط مجاهد إلى رتبة مجاهد أوّل.

وبقدرٍ موازٍ يتبنّى مريدو «إستيذ» عين التينة ونوّابه ووزراؤه ومديروه ومعاونوه ومذيعاته ومذيعوه كلّ ما يصدر عنه ولو جاء على شكل «زلّة لسان». في هذا الإطار يبرز المعاون الأول علي حسن خليل كاختصاصي في تبيان مقاصد «دولة الرئيس» وقراءة النص المشفّر والمدوّر والمقمّر والمسطّر والمضمر. فيما يكتفي طبيب الأسنان قاسم هاشم بتكرار ما يسمعه من مرجعيته من دون زيادة أو نقصان. والدكتور ميشال موسى مثل الدكتور قاسم، لا يملك إلّا أن يحبّ نبيه بري، كأخ أكبر، بكل جوارحه. نبيه العرّاب ميشال الفليون.

في الأحزاب الباقية، هناك نظراء في التبعية والإلتزام الكامل بما يصدر عن المرجع الحزبي الأوّل، مع فارق أساسي وهو وجود ببغاوات أقل وإمكانات نقاش أكثر. فلنتخيّل مثلاً أن يطلع حسن فضل الله ويقول لصاحب السماحة وجهاً لوجه: «أنا مش مقتنع بترشيح فرنجيه ومش ماشي فيه» أو أن يأخذ النائب الدكتور أيوب حميّد الإستيذ على جنب ويبلغه باستياء ما يأتي «أنظر إلي نبيه. لا يحق لك أن تعطّل المجلس كهيئة إنتخابية لشهر وشهرين وثلاثة وأربعة. أجدني مضطراً لطرح مسألة التعطيل في اجتماع المكتب السياسي لحركة المحرومين (سابقاً)». يبرم ظهره أيوب ويمشي. ما أجمل المشهد لو سقط من شجرة الخيال على أرض الواقع.

في «التيار العوني» لم يبدِ مرة النائب آلان عون انبهاره بجبران باسيل كقائد فذّ، ولا ابراهيم كنعان فعل. مع ذلك القرار العوني بيد الصهر الأول بترتيب العرش. في «كتلة الجمهورية القوية» اليوم لا تمايزات نافرة. الخيار السياسي يتقدّم على المصلحي. وتقتضي الإشارة إلى أن في العام 2016 ما كان هضم انتخاب الجنرال عون مريئاً على معد بعض نواب التكتل... في الحزب التقدمي الإشتراكي تنوّع نسبي تحت مظلة البك. وفي حزب سعادة كل من مين حزبو إلو بنات وصبيان... وحردان. وأهم ما تحقق في انتخابات الـ 2022 أن الحزب القومي بأجنحته وفروعه أصبح خارج البرلمان وبالتالي لن يتمكن من رفد «المرشّح الجدي» سليمان بك بأصواته الترجيحية.

وحفظاً لحق المؤلّف فصفة «المرشح الجدّي» التي يتشدّق بها الممانعون، من تأليف وتلحين الأخوين الشيعيين. والمرشّح الجدّي هو من تمكّن من الحصول حتى الآن على صوت مخفوض من باتريك دوريل وعلى صوت جهوري من قصر المهاجرين وعلى صوت معتدل من مصلحة تشخيص النظام...


MISS 3