معتبراً أنّ لبنان يمرّ بأزمة سبّبتها الطبقة السياسية

بالفيديو - بيلامي: حزب الله يأخذ استحقاق الرئاسة رهينة ويجب فرض عقوبات عليه

07 : 15

خلال جلسة مشتركة بين لجنة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والوفد المعني بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول المشرق في البرلمان الأوروبي، كانت للنائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي فرانسوا - كزافييه بيلامي مداخلة تناول فيها أبرز الملفات في لبنان، وأهمّها التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وأزمة النزوح السوري، والانتخابات الرئاسية.





بيلامي الذي زار لبنان في كانون الاول 2022، والتقى عدداً من المسؤولين السياسيين ورجال الدين وجال على بعض المؤسسات التربوية والاجتماعية، قال في مستهلّ مداخلته إن "لبنان يمرّ اليوم بأزمة كبرى، تسببّت بها الطبقة السياسية. لديّ ثلاثة أسئلة، أوّلاً: تحدّثتم عن الطريقة التي يتعاون بها القضاة الأوروبيون من أجل ضمان محاسبة من تسبّبوا بإغراق الدولة اللبنانية بالفساد الضخم. كيف يمكننا أن نضمن ان التحقيق بانفجار مرفأ بيروت سيصل الى نهايته؟ خصوصاً أنّ هذا التحقيق يتعرّض بوضوح للعرقلة من قبل أطراف على صلة بالعدالة في لبنان. ونحن مهتمّون بهذا التحقيق، حيث أنّ مواطنين من بلادنا قتلوا أو جرحوا في هذا الانفجار".


وأضاف بيلامي: "الموضوع الثاني، هو أزمة النزوح السوري. أظنّ أنّنا هنا نتحمّل مسؤولية كبيرة. قلتم أنّه يجب تعزيز حجم المساعدات الدولية في مناطق وجود النازحين السوريين، ولكن من خلال تمويل النازحين في لبنان، نحن نموّل في الحقيقة الأزمة الوجودية التي يمرّ بها لبنان والتي سيواجهها في المستقبل، وهي أزمة لا يمكن تصوّرها بالنسبة لبلداننا. فلبنان هو الدّولة التي تستضيف أكبر عدد من النازحين على أرضها مقارنة بعدد السكّان. كيف يمكننا وضع حدّ لهذا الظرف الخطير، حيث يتمّ فرض وجود أشخاص على الأراض اللبنانية من خلال المساعدات الدولية؟ وكيف نتخيّل أنّه يمكننا الحديث عن العدالة والتطوّر، مع أصدقائنا اللبنانيين الذين يعيشون في أوضاع هشّة، ويرون الظروف غير المنصفة على أرضهم من خلال زيادة المساعدات الدولية للنازحين السوريين؟".


وتابع بيلامي: "أمّا الموضوع الثالث، فيتعلّق بالانتخابات الرئاسية. لقد وضع مجلس الاتحاد الأوروبي إطاراً خاصّاً للعقوبات، يستهدف الأشخاص الذين يعرقلون إنجاز الاستحقاقات الديمقراطية في الدول الحرّة. اليوم حزب الله يمنع انتخاب رئيس للبنان، ليس من خلال عدم اختيار مرشّح رئاسي يمثّله، بل عبر عدم تأمين النصاب اللازم في البرلمان لإتمام عملية الانتخاب. حان الوقت كي يتحرّك الإتحاد الأوروبي، من أجل تفعيل العقوبات ضدّ الأطراف التي تمنع لبنان من التمتّع بالسيادة".



وردّاً على الأسئلة التي طرحها بيلامي، قالت مديرة شمال افريقيا والشر الأوسط في دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي هيلين لو غال: "بالنسبة للتحقيق في انفجار المرفأ، كما نعلم يجب أن تتولاّه السلطات القضائية اللبنانية بطريقة نزيهة وشفّافة ومستقلّة، ولكن أنتم تدركون أنّ هناك عراقيل سياسيّة في لبنان تحول دون ذلك. لقد رفعنا قضية انفجار مرفأ بيروت والتحقيق فيه، الى لجنة حقوق الانسان في جنيف التابعة للأمم المتحدة، ولكن للأسف هذه الخطوة لم تحصل على دعم كبير، لأنّ القرار حصل على توقيع 38 دولة، وهم غالباً من دول الاتحاد الاوروبي".



وأضافت: "بالنسبة للنازحين السوريين، يجب أن أوضح أنّنا لا نقدّم الدعم المالي لهم فقط بل أيضاً للمجتمعات المضيفة في لبنان، كي لا نصل الى مرحلة تصبح فيها أوضاع اللاجئين أفضل من المجتمعات التي يعيشون فيها. للأسف الآن الظروف ليست مناسبة لعودة النازحين الى بلدهم في سوريا، وتعرفون لماذا. فالنظام السوري لا يمنحهم أي ضمانات بعدم التعرّض لهم، كما أنّ مفوضية اللاجئين لا يمكنها ان تضمن لهم العودة الآمنة. مع الإشارة، إلى أنّه لا يوجد قانون عفو في سوريا يضمن عدم ملاحقة النازحين فور دخولهم الأراضي السورية، كما أنّ هناك موضوع التجنيد الإلزامي في الجيش السوري، وهذه الأمور جعلت عدد الراغبين بالعودة الطوعية، قليلاً".


وتابعت لو غال: "في ما يتعلّق بإطار العقوبات الذي تمّ تبنيه العام الماضي، كما تعلمون هو يستهدف خصوصاً القضايا المتّصلة بالفساد، ويسمح بفرض عقوبات على شخصيات لبنانية متورّطة بالفساد.


إطار العقوبات هذا سيُعاد النظر به اعتباراً من منتصف حزيران المقبل، خلال ورشة عمل داخل مجلس الاتحاد الاوروبي، حيث سنقف عند آراء الدول الاعضاء، سواء لجهة تجديد العمل به لعام اضافي، أو لجهة استخدامه لفرض عقوبات على شخصيات لبنانية. ووفق نظامنا نحن نحتاج الى إجماع للمصادقة على أي قرار بشأن هذه العقوبات على اللبنانيين المشتبه بأنهم متورّطون بالفساد".



وعن الانتخابات الرئاسية في لبنان، قالت لوغال: العراقيل تأتي من مختلف الاطراف وكل الأحزاب السياسية في البلاد. فمن أجل التوصل الى اسم مرشّح رئاسي يجب التوافق على شخصية معينة بين الأطراف والأحزاب كافة، وهي التي تتشارك أيضاً بتسمية رئيس الحكومة. حالياً، هناك أسماء بعض المرشحين التي يتمّ التداول بها، ولكن لا توافق بعد على ايّ منها، كما أنّ العراقيل لا تأتي فقط من جانب حزب الله بل أيضاً من قبل الاطراف المسيحية".



وختمت بالقول: "أخيراً، كما تعلمون تمّ التوصل الى اتّفاق أوّليّ العام الماضي بين لبنان وصندوق النّقد الدّولي، ولكنّه لا يزال في طريق مسدود. فحكومة تصريف الأعمال ضعيفة جدّاً كي تتمكّن من البدء بالإصلاحات المطلوبة منها ضمن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. لهذا نصرّ على حلّ الأزمات السياسيّة أوّلاً، من خلال انتخاب رئيس وتشكيل حكومة، قبل أن يستكمل لبنان مفاوضاته مع الصندوق للمباشرة بالإصلاحات التي تحتاجها البلاد".



وعلّق بيلامي على إجابات لوغال ف مداخلة ختامية مقتضبة قال فيها: "أريد فقط أن أوضح أمراً بالنسبة لملف النزوح السوري. أظنّ أنّه حالياً يدرك جميع المراقبين أنّ الكثير من النّازحين الذين يتلقّون المساعدات الدولية في لبنان، يدخلون بانتظام الى الأراضي السوريّة، ويعودون أدراجهم الى لبنان، وهذا الأمر يحتاج الى مراجعة استراتجيتنا، بشكل يمكن معه للمنظمات الدولية أن تقرّر حجب المساعدات عن النازحين الذين يمكنهم الدخول الى سوريا، وهذا أقلّ ما يمكن أن نفعله".


وأضاف بيلامي: "بالنسبة للانتخابات الرئاسية، كي نعلم من يعرقل الاستحقاق، يمكننا أن نراقب فقط من هو الطرف الذي لا يشارك في عملية الاقتراع داخل المجلس النيابي، من خلال منع اكتمال النصاب المطلوب لجلسة الانتخاب. من هنا لا يمكننا القول إنّ كلّ الأطراف معنيّة بعرقلة انتخاب رئيس. اليوم حزب الله يفعل المستحيل كي يأخذ هذا الاستحقاق الديمقراطي كرهينة، وأعتقد أنّ إطار العقوبات الأوروبية، يجب أن يُطبّق أيضاً على معرقلي الانتخابات الرئاسية، لأنّ الأمر يتعلّق بشلّ إحدى المؤسّسات الدستورية ومنعها من العمل بشكل طبيعي. وهذا يندرج أيضاً في إطار مكافحة الفساد والسعي لتنفيذ الإصلاحات الضرورية من اجل مستقبل لبنان".



بيلامي نشر فيديو مداخلته في البرلمان الأوروبي على حسابه عبر تويتر وأرفقه بتغريدة قال فيها: "الأزمة التي يعيشها لبنان، باتت تهدّد اليوم حتّى وجوده، وهذا يعني أوروبا مباشرة. في مواجهة أولئك الذين يجمّدون عمل المؤسسات ويعرقلون العدالة، وفي مواجهة انهيار الدولة، وإزاء الوضع غير المستقرّ للاّجئين السّوريين، يجب علينا أن نتحرّك أخيراً". 





MISS 3