عماد موسى

حبيبتي الدولة

13 آذار 2020

09 : 00

من هو صاحب كتاب "حبيبتي الدولة"؟ سألتني زميلة منهمكة في حلّ شبكة كلمات متقاطعة، فيما كنت مأخوذاً بقراءة آخر التغريدات على موقع "تويتر". كان في بال زميلتي ثلاثة أسماء محتارة في ما بينها:

ميشال غبريال المر

أو محمد العبدالله

أو غالب أبو زينب.

قلت بثقة: غالب أبو زينب، مستبعداً الإسمين الآخرين. قالت "ما ظبط، من غيره؟ حككت رأسي قليلاً وقلت:جرّبي محمود قماطي أو نبيل قاووق. وإن لم يكن أحدهم صاحب الكتاب فمن المؤكد أن الدولة حبيبة ثلاثتهم".

أما لماذا أبو زينب؟ كان الأخ غالب قد وُضع في الإستيداع، وأُبعد عن موقعه المتقدم في دويلة "حزبُ الله" منذ فترة. ظننت أنه مع الوقت، بات أقرب إلى رالف الشمالي في "جمعية حماة الديار" إلى أن أطل نصيراً "للدولة والسلطة" ضد "دويلة الـ أم تي في" التي، وعن حسن نية، أعلن مجلس قيادتها "حال الطوارئ" في البلاد، وقد تُسامح على الحماسة الزائدة، لكن أن تنزل قمصانها السود إلى الجديدة لفرض أمر واقع ميليشيوي فهذا أمرٌ مُدان. قلْ للأخ غالب مرتين "قمصان سود" يغط على قلبه. وهو من أنشد منذ الثمانينات وسلطن على "ما بدنا نشوف بلبنان إلاّ الجيش اللبناني".

كتب حبيب الدولة والمؤسسات مغرّداً "إن ما تقوم به الـ MTV سابقة خطيرة وانقلاب مستهجن وغريب؟" واضعاً علامة سؤال في غير محلها. ويستغرب كيف "تنصّب نفسها (شاشة المر) مكان الدولة والسلطة وتعلن حالة الطوارئ وتبرر ذلك بتقاعس السلطة عن القيام بواجبها، هذا أسوأ من الأزمة المالية ومن فيروس كورونا وتداعياته". نعم لا أحد يحل محل الدولة والسلطة لا في الأمن الإجتماعي ولا في الأمن الذاتي ولا في حماية الحدود ولا في تحرير إدلب.

ووصف الأخ غالب ما اقترفته الـ أم تي في بالـ "مزاجية الخطيرة والخروج عن كل منطق وعقل لنصبح حارة كل من إيدو إلو".

الآن تذكرت. غالب أبو زينب ليس هو صاحب كتاب "حبيبتي الدولة" بل هو صاحب فكرة " العبور إلى الدولة" التي سطت عليها 14 آذار، والأرجح أن محمود قماطي (وزير سابق في لبنان) هو من كتب "حبيبتي الدولة" بالتعاون مع الشيخ نبيل قاووق الرافض "أن نرهن مجتمعنا ومستقبل أهلنا لجهات خارجية"، خيار قاووق "لبنان أولاً".

***

"ونظرت إلى السلطة فوجدتها تسقُط وتظل واقفة، ونظرت إلى الثورة فوجدتها تنتحر وتظل قاعدة"، كتب ذات يوم محمد العبدالله، الذي رحل تاركاً حبيبته في مهب الكورونا والغباء.


MISS 3