اليونيسكو – بيروت تحيي اليوم العالمي للصحافة بمؤتمر يستمرّ يومين

15 : 43

إحتفل مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت باليوم العالمي لحرية الصحافة 2023، مع انطلاق مؤتمر إقليمي، بالتعاون مع وزارة الإعلام وبدعم من "مركز الخليج لحقوق الإنسان" في حضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، النائبة حليمة القعقور، الوزيرة السابقة مي شدياق، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة مكتب اليونسكو الاقليمي في لبنان والعالم العربي كوستانزا فارينا وممثلين عن المؤسسات الاعلامية والمواقع إلكترونية والجمعيات والمنظمات الاهلية والاجتماعية في لبنان والعديد من الدول العربية .



وقال الوزير مكاري في الجلسة الافتتاحية: "بداية، اسمحوا لي أن أتوجه لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بتحية احترام وتقدير وشكر لكل العاملين في الصحافة على أنواعها.


في هذه المناسبة، اود ان اشير الى ان وزارة الاعلام سبق أن اطلقتْ في اليوم العالمي لحرية الصحافة جائزة سمير كساب للتصوير من اجل تسليط الضوء على قضيته، وهو مصوّر خطف في سوريا خلال أداء مهمته في العام 2013. وهذه دعوة للمجتمع الدولي للمساهمة في كشف مصير سمير.


ربما، هو اليوم الوحيد الذي لا يرتبط تاريخه بعطلة رسمية للعاملين في القطاع، لأنّ الصحافة هي نبض المجتمع، والنبض إن توقف، كما الإنسان، يموت المجتمع. ثلاثة عقود مرت على إعلان الجمعية العمومية للأمم المتحدة تاريخ 3 ايار يوماً عالمياً لحرية الصحافة، بناء على توصية المؤتمر العام لليونيسكو عام 1991، وما زلنا منذ ذلك الوقت نطمح الى الحفاظ على حرية هذه الصحافة واستقلاليتها وتعدّديتها، وما زال الصحافيون في مختلف أنحاء العالم وبنسب متفاوتة، يتعرّضون للقمع والضغط والقتل والابتزاز والتحرّش والخطف والهجمات الالكترونية وغيرها من ادوات كمّ الأفواه وإسكات الكلمة الحرة. إلا انه على الرغم من كل التضحيات، والمشقّات، والعوائق ما زالت الصحافة الحرّة تدافع عن حقوق المجتمع: فهي صوت الناس العاديين، وهي صوت الحق في وجه الظالم".

أضاف: "وعليه، واجبنا نحن السلطات الرسمية أن نصون حرية الصحافة، بغض النظر عن الاختلاف والانقسام في الآراء السياسية. فاحترام التعددية هو ركن من اركان الديمقراطية التي نتغنى بها. وقبول الرأي الآخر هو أنبل ما يمكن ان ترتقي اليه الشعوب. وهذه الحرية تصان اولا عبر القوانين التي تحمي حرية الصحافة وسلامة الصحافيين وتخوّلهم الحصول على المعلومات اللازمة للقيام بعملهم الإعلامي بشكل علمي وموضوعي، وثانياً عبر التوعية على حقوقهم واساليب حمايتهم من المخاطر التي تهددهم.

لذلك فقد حرصت، منذ بداية ولايتي في وزارة الاعلام، على ضمان هذه الحقوق من خلال صياغة جديدة لقانون اعلام عصري (بالتعاون مع مكتب اليونيسكو) يضمن سلامة الصحافيين وحرية التعبير ويلغي الاحكام السجنية وينظم مهنة الصحافة بشكل يضمن الحقوق المهْنية، على أمل ان يتعافى الاقتصاد اللبناني فينال الصحافيون حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية".


تابع: "إيماناً منّا بأنّ الإعلاميين والأكاديميين والقانونيين والنقابات وهيئات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية هم شركاؤنا في قضية الدفاع عن الحريات، وجدنا من الضروري اخذ اقتراحاتهم وهواجسهم وتطلعاتهم في الاعتبار وادخالها في التعديلات التي سوف نرفعها قريباً الى مجلس النواب.


ما نطمح اليه هو حرية كاملة ومسؤولة، حرّية لا حدود لها إلا ما يشكّل خطراً على المجتمع مثل الأخبار الزائفة والمضلّلة وخطاب الكراهية الذي يولّد القسمة والتفرقة. تعرفون جميعاً انّ لبنان يمرّ بأزمات اقتصادية، واجتماعية، وبيئة ومؤسساتية خانقة. إلا أنّني كمواطن لبناني بالدرجة الاولى، أفتخر بأنّ بلدنا ما زال يتمتّع الى حدّ كبير بنعمة حرّية التعبير. وحرّية التعبير هذه هي العمود الفقري للصحافة. فلا صحافة حرّة (وبالتالي لا مساءلة، ولا محاسبة، ولا أحلام ولا طموحات)، من دون حرّية التعبير. لذلك أوجّه نداء خاصّاً للصحافيين بأن يتمسكوا بحرية التعبير، ويدافعوا عنها مهما تطلب ذلك من جهود. في زمن نخسر فيه كل شيء فلندافع كي لا نخسر حرية التعبير، ومعها ننطلق قدما نحو استعادة عافيتنا الاقتصادية والمجتمعية".

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا: "يسعدني أن أنضم إلى اليونسكو واليكم جميعاً في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة للإشادة بالعمل البالغ الاهمية والتضحيات التي يقوم بها الصحافيون والعاملون في مجال الإعلام في لبنان والمنطقة وحول العالم ولإدراك التأثير الكبير الذي يتركونه على حياتنا اليومية.


لقاؤنا اليوم في بيروت هو في حدّ ذاته رمزي بسبب الدور المؤثر الذي لعبه الإعلام تاريخياً في لبنان. من المهم جداً الحفاظ على الانفتاح في لبنان والمساحة التي توفرها لحرية الصحافة وحرية التعبير.


لقد تطوّر عالم الإعلام وتوسّع الى حدّ كبير خلال العقدين الماضيين في جميع انحاء العالم. وسائل الإعلام والتقنيات الجديدة تزداد وتصل إلى المزيد من الناس. الصحافة التقليدية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة تبحث أيضاً عن آفاق جديدة. لكن المهمة في وسط هذه الوفرة من وسائل الإعلام تبقى واحدة، لإبقاء الناس على اطلاع".


ورأت أنه "لا يمكن للمجتمعات الديمقراطية أن تزدهر وتتطور من دون صحافة نشطة وحرة"، قائلة: "تسمح الصحافة الحرة للناس ممارسة حقهم في المعرفة وتوسيع وتنويع معارفهم واتخاذ قرارات مستنيرة. لا تقوم الصحافة الحرة بإعلام الناس فحسب، بل إنها تمكن المجتمع ككل من خلال إتاحة الوصول للمعلومات والتطورات التي تؤثر على حياتهم جميعا، بل وتجعل من الممكن للأشخاص مساءلة سلطاتهم عند الضرورة. دورها حاسم في تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان وتمكين الفئات المهمشة، مثل النساء والأشخاص ذوي الإعاقة والضعفاء من خلال جعل أصواتهم مسموعة وفهم احتياجاتهم وحقوقهم".


وتابعت: "وسائل الإعلام بحاجة إلى بيئة مواتية لكي تزدهر. ويكون ذلك ممكناً فقط عندما تكون مدعومة بالقوانين والهياكل القانونية اللازمة. في الأسبوع الماضي، اقترحت وزارة الإعلام واليونسكو نسخة محسنة جديدة من قانون الإعلام في لبنان تهدف إلى تعزيز المشهد الإعلامي، بما يتماشى مع المعايير الدولية ويضمن حرية التعبير وحماية الصحافيين، آمل أن يعطي مجلس النواب اللبناني هذا الأمر الإلحاح الذي يستحقه من خلال الإسراع في اعتماد قانون الإعلام الحديث والتقدمي الجديد".

وقالت مديرة مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت: "يشرفني حقا أن أرحب بكم ترحيبا حارا في الاحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2023، اسمحوا لي بداية أن أعرب عن امتناني لمعالي الوزير على الشراكة القوية وانخراطه مع اليونسكو في موضوعات رئيسية استراتيجية ذات صلة بوسائل الإعلام، لا سيما بشأن قانون الإعلام الحديث مؤخرا، والذي نأمل أن تتم مناقشته قريبا في المجلس النيابي".


أضافت: "أنا فخورة جدا بأن لبنان أيضا ينضم إلى العالم ويستضيف احتفالات للتعبير عن حالة حرية الصحافة وكيف يمكننا المساهمة بشكل جماعي في تقدمها، فهذا وأوضح مكتب اليونسكو أن "المؤتمر ينعقد تحت شعار عالمي "تشكيل مستقبل للحقوق: حرية التعبير كمحرك لجميع حقوق الإنسان الأخرى"، مما يدل على تمكين حرية التعبير من التمتع بجميع حقوق الإنسان الأخرى وحمايتها، فيما تصادف الذكرى الثلاثين لهذا العام مع والذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

وسيجمع المؤتمر على مدار يومين إعلاميين وأكاديميين ونشطاء حقوقيين من المنطقة العربية إلى جانب طلاب إعلام من الجامعات اللبنانية والعربية، لتسليط الضوء على الصلة بين حرية الصحافة وحرية التعبير وحقوق الإنسان، في سياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ستركز الطاولات المستديرة على الموضوعات الرئيسية مثل حرية التعبير باعتبارها حجر الزاوية لسلامة الإنسان والحق في الحياة والأهمية الحاسمة لحرية الصحافة في دعم حقوق الإنسان وتأثير قيودها على جميع الحريات الأساسية ودور حرية الصحافة في ضمان الوصول إلى معلومات موثوقة على الإنترنت، وكذلك تأثير حرية الصحافة على النساء والفئات الضعيفة.








MISS 3