في عمليّة أمنيّة غير مسبوقة من حيث كمّية الأسلحة المصادرة ونوعيّتها، ضبطت الشرطة الإيطاليّة صاروخ "جوّ - جوّ" ومدافع رشاشة وقاذفات صواريخ خلال مداهمة متعلّقة بتحقيق يطاول جماعات يمينيّة متطرّفة، بحسب ما أعلنت الشرطة الايطاليّة.
وألقت الشرطة القبض على ثلاثة أشخاص من بينهم رجل يبلغ 50 عاماً ويُدعى فابيو ديل بيرغيولو، كان قد ترشّح في السابق لعضويّة مجلس الشيوخ عن حزب "فورزا نوفا" الفاشي، حيث عُثِرَ في منزله على مجموعة كبيرة من الأسلحة بالإضافة إلى مواد دعائيّة للنازيين الجدد وتذكارات لهتلر.
وأوضحت الشرطة أنّه "خلال العمليّة ضُبِط صاروخ "جوّ - جوّ" صالح للاستخدام وبحالة ممتازة، ومسجّل باسم الجيش القطري"، في إشارة إلى صاروخ "ماترا" الذي يبلغ وزنه 245 كيلوغراماً. كما عثروا أيضاً في المخبأ على بنادق هجوميّة آليّة وصفوها بأنّها من "أحدث جيل".
والصاروخ الذي يبلغ طوله 3.54 أمتار مصنوع في فرنسا، وكان ديل بيرغيولو يأمل في بيعه مقابل 470 ألف يورو، وفق تقارير لوسائل إعلام إيطاليّة. وكشفت الشرطة أن الصاروخ كان "من دون شحنة متفجّرة ولكنّه قابل لاعادة تجهيزه من قبل أشخاص متخصّصين في هذا المجال".
وأشار مفوّض شرطة تورينو جيوسيبي دي ماتييس إلى أن "هذه عمليّة ضبط كبيرة مع سوابق قليلة لها في ايطاليا". وشملت الاعتقالات الأخرى سويسريّاً (42 عاماً) وإيطاليّاً (51 عاماً)، متّهمَيْن بحيازة وتسويق الصاروخ الذي عَثَرَت عليه الشرطة في مستودع بالقرب من مطار ريفاناتزانو تيرمي الصغير في مقاطعة بافيا.
وجاءت المداهمة نتيجة تحقيق أجرته الشرطة مع متطرّفين إيطاليين يُعرف عنهم بأنّهم انضموا إلى المتمرّدين المؤيّدين لروسيا الذين يُقاتلون في أوكرانيا. وقادت الرسائل التي اعترضتها الشرطة إلى التحرّي حول ديل بيرغيولو الذي أرسل صوراً للصاروخ المعروض للبيع عبر تطبيق "واتساب".
ودُهِمَ منزله بعد وضعه تحت المراقبة، حيث عُثِرَ على مجموعة من الأسلحة بينها مدفع رشّاش من طراز "سكوربيون" و306 قطع سلاح و20 حربة. كما عثرت الشرطة في بافيا أيضاً على قمرة قيادة لطائرة عسكريّة.
وقادت المداهمة من تورينو وكالة "ديغوس"، التي تتعامل مع قضايا الارهاب والجريمة المنظّمة، بمساعدة من الشرطة في فورلي وميلانو ونوفارا وفاريزي.
وأصدر حزب "فورزا نوفا" بياناً أمس الأوّل نأى فيه بنفسه عن ديل بيرغيولو. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه تعليق عن وزير الداخليّة اليميني المتطرّف ماتيو سالفيني بعد المداهمة، حضّ الحزب الديموقراطي المعارض من يسار الوسط الحكومة اليمينيّة في البلاد على بذل المزيد من الجهد للتعامل مع المتطرّفين اليمينيين.
