التستوستيرون يُحسّن حياتكِ الجنسية بعد انقطاع الطمث!

15 : 00

تبيّن، وِفق مراجعة مؤلفة من 36 تجربة، أن التستوستيرون قد يعطي آثاراً إيجابية بارزة على الوظيفة الجنسية لدى المرأة وراحتها الشخصية بعد انقطاع الطمث.

نُشرت هذه المراجعة في مجلة "ذي لانسيت للسكري وعلم الغدد الصماء"، وشملت تجارب عشوائية لتحليل علاج التستوستيرون طوال 12 أسبوعاً على الأقل. في المُحصّلة، حلل الباحثون 46 تقريراً عن 36 تجربة بلغ مجموع المشاركين فيها 8480 شخصاً. فاكتشفوا أن الصحة الجنسية لدى المرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث تستفيد بدرجة كبيرة من علاج التستوستيرون.

التستوستيرون مهم للمرأة أيضاً!

يظن الناس عموماً أن الرجل وحده يستفيد من هرمون التستوستيرون، لكنه يؤدي دوراً مهماً في جسم المرأة أيضاً، فيُحسّن الرغبة الجنسية والنشوة مثلاً، ويقوم بوظائف أخرى ترتبط بالقوة العضلية، والمزاج، ومسار الأيض، وقدرات التفكير والتذكّر والمنطق. استكشفت الأبحاث هذا الموضوع سابقاً، لكن كانت الجرعات والتركيبات تستهدف الرجال دوماً، لذا لم تتضح آثار التستوستيرون الجانبية أو مستوى أمانه لدى النساء.

حصلت التجارب في المراجعة الأخيرة بين العامَين 1990 و2018، وقارنت كل واحدة منها علاج التستوستيرون بدواء وهمي أو علاج هرموني بديل مثل الأستروجين أو البروجستوجين أو الاثنين معاً.

حلل الباحثون طريقة تأثير تلك العلاجات على الوظيفة الجنسية، فضلاً عن مؤشرات أخرى للصحة الجسدية، منها صحة القلب والأوعية الدموية، والعضلات والعظام، والإدراك. كذلك، راقبوا تأثير علاج التستوستيرون على المزاج، وكثافة الثدي، ومستويات الدهون، وفائض نمو الشعر.

منافع متعددة

رصد الباحثون منافع واضحة على مستوى الرغبة الجنسية ولم تقتصر على زيادة العلاقات المُرضِية. فلاحظوا أيضاً تحسّناً في الرغبة الجنسية وارتفاع مستوى النشوة لدى المشارِكات عند أخذ العلاج، فضلاً عن تحسّن الصورة التي تحملها المرأة عن نفسها. كذلك، اعترفت النساء بتراجع مخاوفهنّ الجنسية وانحسار الكآبة المرتبطة بالجنس.

تقول المشرفة الرئيسة على الدراسة، سوزان ديفيس، من جامعة "موناش" في ملبورن، أستراليا: "لا تقتصر المنافع التي اكتسبتها النساء في دراستنا على زيادة عدد العلاقات شهرياً، إذ تشتكي المرأة أحياناً من وظيفتها الجنسية رغم تعدد علاقاتها. لذا قد تسهم زيادة وتيرة التجارب الجنسية الإيجابية، أي الانتقال من علاقات قليلة أو معدومة إلى مرة أو مرتين في الشهر، في تحسين الصورة التي تحملها المرأة عن نفسها وتقليص مخاوفها الجنسية، حتى أنها تشعر براحة إضافية عموماً".

على صعيد آخر، لم يكتشف الباحثون أي منافع على مستوى الإدراك، أو كثافة العظام، أو القوة العضلية، أو تركيبة الجسم، ولم يرصدوا أي تحسّن في درجة الاكتئاب أو الراحة النفسية.

الآثار الجانبية محدودة لكنّ البيانات ناقصة...


لاحظ الباحثون أن المشارِكات لم يواجهن أي آثار جانبية حادة على مستوى الأنسولين، أو الغلوكوز، أو ضغط الدم، أو صحة الثدي خلال العلاج. كذلك، تبيّن أن المرأة التي أخذت علاج التستوستيرون في تسع دراسات لم تصبح أكثر عرضة للنوبات القلبية أو الجلطات الدماغية.

لكن بدا وكأن تركيبة معيّنة من العلاج أحدثت فرقاً في مجالات تحتاج إلى بدائل جديدة. أدى أخذ تركيبات عبر الفم مثلاً إلى تفاقم مستويات الدهون، فزادت معدلات البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكولسترول السيئ) مقابل تراجع معدلات البروتين الدهني عالي الكثافة (الكولسترول الجيد). كذلك، ارتفعت مستويات الشحوم الثلاثية والكولسترول الإجمالي لدى المشارِكات.

صحيح أن هذه المراجعة شملت 46 تقريراً عن 36 تجربة، لكن لا بد من جمع معلومات إضافية للتأكيد على النتائج. يستحق هذا المجال البحثي استكشافاً إضافياً طبعاً، لكن تبرز الحاجة أيضاً إلى ابتكار تركيبات خاصة لكل امرأة مرشّحة لحصد المنافع.

تقول ديفيس: "تشعر ثلث النساء تقريباً بتراجع الرغبة الجنسية في منتصف العمر وتترافق هذه الحالة مع شكلٍ من الكآبة. لكن ما من تركيبات أو منتجات مُصادَق عليها من نوع التستوستيرون في أي بلد، وما من توجيهات مُتّفق عليها بشأن استعمال المرأة للتستوستيرون. لذا ثمة حاجة مُلحّة إلى مراعاة المنافع المرتبطة بحياة المرأة الجنسية وراحتها الشخصية وابتكار توجيهات وتركيبات جديدة في هذا المجال".


MISS 3