جاد حداد

The Substitute... قصة مثالية أكثر من اللزوم عن مدرّس مُلهِم

5 أيار 2023

02 : 00

رغم قوة التمثيل وتميّز التصوير، يبدو فيلم The Substitute (البديل) للمخرج الأرجنتيني دييغو ليرمان غير مُرضٍ على نحو غريب من حيث القصة التي يرويها: إنها حكاية مفتعلة ومألوفة، حيث تبقى الشخصيات الثانوية سطحية وتبلغ الأحداث ذروتها في مشهد مختصر لمطاردة السيارات.

"لوسيو" (خوان مينوجين) هو شاعر وناقد مُطلّق في بوينس آيرس، لكنه يضطر في مرحلة معينة لاستلام وظيفة مدرّس بديل في مدرسة صارمة داخل المدينة حيث يتعلم أولاد مشاغبون الأدب (منهم مغني راب موهوب بشكلٍ خارق). يحمل والد "لوسيو" لقب "التشيلي" ويؤدي دوره الممثل التشيلي المخضرم ألفريدو كاسترو: هو ناشط اجتماعي محلي وصاحب مقهى علاقته وثيقة مع عمدة المدينة. كذلك، يكون والد "لوسيو" عدواً لدوداً لرئيس عصابة محلية تتاجر بالمخدرات، اسمه "إيل بيرو"، ويقال إنه يحمل طموحات سياسية خاصة به. يوظّف "التشيلي" فتىً ذكياً ومحبوباً اسمه "ديلان" (لوكاس أروا) في مطبخه، وهو أحد الطلاب في صف "لوسيو".

لكن يتورط "ديلان" بكل غباء في تجارة المخدرات مع شبكة "إيل بيرو" داخل المدرسة. يقتحم رجال الشرطة الصف لاعتقال بعض الطلاب، فيشعر "إيل بيرو" باستياء شديد بسبب انتهاك قاعدة غير مكتوبة مفادها أن تلك المدرسة يجب أن تبقى خارج نطاق تجارة المخدرات. هو يغضب بسبب تضرر فُرَصه بتحقيق طموحاته، ويستاء لأن عمدة المدينة ورفيقه "التشيلي" يستغلان هذه الفرصة بكل سرور لإحراجه. نتيجةً لذلك، يقرر "إيل بيرو" وعصابته خطف "ديلان" المسكين أو حتى قتله، فيتولى "لوسيو" بكل شهامة حماية هذا الفتى الأخرق والمرعوب.

يستمر الخط السردي المرتبط بتجربة المدرّس المُلهِم على مر الأحداث. يتّسم الأداء التمثيلي بالقوة، لا سيما أداء خوان مينوجين، لكن يبدو الخط المتعلق بعلاقة رجل العصابة و"التشيلي" والعمدة (لا يظهر أمام الكاميرا) ركيكاً وسطحياً. في غضون ذلك، يبدو المدرّس المتفاني "لوسيو" مثالياً بدرجة غير واقعية، حتى أنه يصل إلى نهاية تقليدية حيث يصبح المعلّم المفضل لدى الجميع. هو أقل إثارة للاهتمام مثلاً من المدرّس المريب والمتطفل في فيلم The Invisible Eye (العين الخفيّة) الذي أخرجه دييغو ليرمان أيضاً في العام 2010. سنشاهد بكل بساطة إذاً تجربة مدرسية مُتعِبة أخرى.


MISS 3