هل أنت مصاب بحساسية تجاه الذرة؟

12 : 15

هل يمكن اعتبار حساسية الذرة مشكلة حقيقية؟ قد ينشأ ردّ فعل تحسسي تجاه الذرة فعلاً، فيطلق الجسم أجساماً مضادة من نوع الغلوبولين المناعي "إي"، وتترافق هذه العملية مع أعراض قوية مثل الشرى أو الطفح الجلدي أو الربو أو ضيق التنفس. لكن يبقى هذا النوع من التفاعلات نادراً بشكل عام.

تُعتبر حالات الحساسية الغذائية التي تتأخر أعراضها في الظهور الأكثر شيوعاً في هذا المجال، وتترافق هذه الاستجابات المناعية مع إطلاق الغلوبولين المناعي "ج" بدل "إي". قد لا تظهر الأعراض قبل ساعات أو أيام من استهلاك الغذاء الشائك وتشمل الصداع، وألم المفاصل والعضلات، واضطراب المعدة، والإرهاق، والغثيان، والنفخة، ووجع البطن، والإسهال.

يشتهي الناس أحياناً كميات كبيرة من الذرة. إنها نزعة غذائية مبررة لأن هذا الغذاء غني بالكربوهيدرات ويرتفع فيه مؤشر سكر الدم، ما يعني أنه يرفع مستوى السكر في الدم بدرجة فائقة قبل أن يعود ويتراجع سريعاً ويطلق نوبات جوع مفاجئة. يتعلق سبب محتمل آخر بظاهرة لا يفهمها الكثيرون بعد، واسمها "الإدمان على الحساسية الغذائية". في هذه الحالة، يدمن الجسم على وجود مسببات الحساسية وتزيد حاجته إليها.

يكون تجنب الذرة بالكامل مهماً لكل من يرغب في تناولها بقدر أهمية تجنب منتجات السكر والغلوتين. نتيجةً لذلك، يسهل أن تتلاشى نوبات الجوع المفاجئة، وتزول أيضاً أعراض أخرى لا ينسبها الناس في العادة إلى حساسية الذرة.

مشكلة الكائنات المُعدّلة وراثياً والمبيدات

ترتبط التفاعلات تجاه الذرة أحياناً بعامل معقد آخر: تكون أكبر كميات الذرة التي تُباع في العالم معدّلة وراثياً ومغطاة بمبيدات كيماوية اصطناعية. وترتبط المبيدات المستعملة على الذرة أو في داخلها بتضرر جدار الأمعاء واختلال توازن البيئة الميكروبية المعوية، ما يسبب مشاكل هضمية واضطرابات أخرى كثيرة.

يذكر البعض أن مشاكله الهضمية تحسنت بعدما انتقل إلى استهلاك منتجات الذرة العضوية وغير المُعدلّة وراثياً. لكن في حالات أخرى من حساسية الذرة، أو الإدمان على الذرة، أو حساسية الكربوهيدرات، أو المشاكل الصحية المرتبطة بسكر الدم والأنسولين، يقضي الحل بتجنب الذرة ومشتقاتها بجميع أنواعها العضوية والعادية.خطوات لتجنب الذرة

لن يكون الابتعاد عن مختلف المنتجات التي تحتوي على الذرة سهلاً في جميع الحالات. لا تقتصر هذه الخطة على تجنب المنتجات المعروفة (فشار، عرانيس الذرة، رقائق الذرة، التورتيلا، أطباق التامال المكسيكية...) لأن الذرة موجودة في مختلف المنتجات الغذائية، وتُستعمل مشتقاتها (نشاء الذرة، دقيق الذرة، نخالة الذرة، زيت الذرة، شراب الذرة، حمض الستريك، سكر العنب، فركتوز، زيليتول، صمغ الزنتان) بطرقٍ متعددة لدرجة أن نجد الذرة في منتجات لا نشتبه فيها، بما في ذلك اللحوم المبرّدة، والمخبوزات، والمقرمشات، والسكاكر، والعلكة، والتوابل، والصلصات، والسلطات.

تفرض القوانين في بعض البلدان على الشركات الغذائية أن تُحدد المنتجات التي تشمل أبرز مسببات الحساسية الغذائية: حليب، بيض، فول سوداني، صويا، قمح، مكسرات، سمك، محار... لكنها لا تذكر الذرة على هذه اللائحة. بعبارة أخرى، يبدو أن تجنب الذرة سيكون أصعب من الابتعاد عن مقادير شائكة أخرى. تتطلب هذه الخطة إجراء أبحاث مكثفة واكتساب كمية كبيرة من المعلومات عن هذا الموضوع.

نصائح للابتعاد عن منتجات الذرة

تحتاج إلى الوقت لتعلم كيفية اختيار المنتجات الخالية من الذرة. إليك بعض التوجيهات العامة لمساعدتك في المرحلة الأولى:

• تجنب المأكولات المُصنّعة قدر الإمكان: إنها أهم نصيحة على الإطلاق! اختر الفاكهة والخضروات الطازجة، واللحوم غير المُصنّعة، والبذور، والفاصوليا، واللحوم العادية، ومنتجات أخرى من هذا النوع.

• إذا كنت مصاباً بحساسية قوية، تجنب البيض التقليدي والدجاج ولحوم البقر والخنزير إذا كانت هذه المنتجات تشتق من حيوانات تقتات على الذرة. في المقابل، إبحث عن لحوم تقتات على الأعشاب، وبيض المراعي، والأسماك البرية.

• تعلّم أسماء مشتقات الذرة كي تتمكن من تجنبها.

• إبحث عن منتجات يتم تسويقها كأصناف خالية من الذرة، ومع ذلك كن حذراً في اختياراتك.

• إبحث عن منتجات عليها كلمة "باليو". يُفترض ألا تحتوي الأغذية المشتقة من هذه الحمية الخالية من الحبوب على أي كمية ذرة. لكن يحتوي جزء من هذه المنتجات على مقادير مثل صمغ الزنتان، وهو عنصر مصنوع من الذرة. باختصار، إحرص دوماً على قراءة أغلفة المنتجات وكن دقيقاً في خياراتك.


MISS 3