مايز عبيد

مبادرات فردية تُنعش طرابلس: ساحة الكيال مثالاً

9 أيار 2023

02 : 01

أثناء تجربة الزينة

أصبحت ساحة الكيال في طرابلس نقطة جذب أخيراً، ومع أنها قريبة من منطقة التلّ وسط المدينة إلا أنّ كثراً من زوار المدينة ما كانوا يعرفون أن هذا الشارع يسمّى بساحة الكيال أو أنه سوف يصبح مزاراً يوماً ما.

فلقد شكّلت مبادرة تزيين الشارع في ساحة الكيال على بساطتها، أهمية بالنسبة إلى أهالي طرابلس، واحتلت مساحة واسعة على وسائل التواصل الإجتماعي من طرابلسيين وغير طرابلسيين، فتكلّم عنها الكثيرون حتى قبل أن تنتهي الفكرة. والمبادرة جاء بها ونفّذها صاحب أفران درغام في ساحة الكيال فادي درغام وشملت طلاءً ورسومات فنية على جدران الشارع بالإضافة إلى رفع عدد كبير من المظلّات الملونة وإنارة الشارع، بطابع يشبه الطابعين التركي والأوروبي. وفي حين قرّر صاحب المبادرة أن يكون اليوم الثلاثاء هو موعد إطلاقها بشكل رسمي وافتتاح الشارع بحلّته الجديدة وزينته وألوانه، لاقت هذه الخطوة الكثير من الترحيب من أبناء المدينة، ورأى البعض في الفكرة أنها تشبه إلى حدّ بعيد ما يشاهدونه في شوارع تركيا واليونان واسبانيا؛ حيث هناك نماذج عن شوارع المظلّات في هذه البلدان. وسارع العديد من أبناء طرابلس وزوارها إلى التقاط الصور الجميلة للشارع المظلّيّ ذاك عندما تمّت تجربة الزينة الجديدة قبل أيام.

ولعلّ اهتمام الطرابلسيين والزوار بهذا العمل واعتباره حدثاً ذا قيمة، يعود ربما إلى خلوّ المدينة منذ سنوات من المبادرات الإجتماعية الإنمائية، التي تعطي صورة جمالية عنها، في أكثر وقت تحتاج فيه إلى هذه المبادرات.

وفي حين أثنى العديد من أبناء المدينة ومحبيها على مبادرة درغام؛ تمنّوا بالمقابل أن يحذو غيره حذوه، وأن يشعر الجميع خصوصاً التجار وأصحاب المقدرة بأن إعادة الروح والحياة لطرابلس مسؤولية الجميع، لإضفاء بعض الرونق المفقود على شوارعها وساحاتها، فإنماؤها هو قرار من أبنائها بالدرجة الأولى من دون إغفال مسؤولية الدولة تجاه منطقة أساسية في لبنان.

تجدر الاشارة الى أن طرابلس، ورغم الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية التي تشهدها لا سيما في السنوات الأخيرة، شهدت وتشهد على مبادرات بعضها فردية وبعضها الآخر جماعية سواء في مجال إنارة بعض الشوارع والساحات أو مبادرات للمساعدة الإجتماعية، عوّضت عن غياب الدولة وتقصير المعنيين بعض الشيء عن عاصمة الشمال والعاصمة الثانية للبنان.


MISS 3