جاد حداد

...Missing: Dead or Alive? قضايا المفقودين تحت المجهر

17 أيار 2023

02 : 00

بدأت شبكة "نتفلكس" تعرض مسلسلاً وثائقياً جديداً عن عالم الجريمة بعنوان Missing: Dead or Alive (مفقودين: أموات أم أحياء؟). العمل من إخراج أليكس إيرفين كوكس، ومن إنتاج غرايم ماكولي وستيوارت فرود. يضمّ المسلسل ضباطاً من كارولاينا الجنوبية، وهم يتعاونون لحل قضايا متنوعة عن أشخاص مفقودين.

يمتد الوثائقي على أربع حلقات، وتفوق مدة الحلقة الأولى الستين دقيقة بينما تقتصر الحلقات المتبقية على 30 أو 35 دقيقة.

تتعاون الضابطتان هايدي جاكسون وفيكي رينز لاكتشاف ما أصاب بعض المفقودين. تفيد التقارير بأن عائلات أو أصدقاء هؤلاء المفقودين هم الذين بلّغوا عن اختفائهم. تبذل المحققتان قصارى جهدهما للعثور على المفقودين وهم على قيد الحياة أو بحالة جيدة، بالتعاون مع الضابط جي بي سميث. لكن هل يمكن العثور على جميع المفقودين وهم أحياء؟ تكشف الحلقات الأربع أن هذا الهدف ليس ممكناً في معظم الحالات.

تعاون المخرج أليكس إيرفين كوكس عن قرب مع الضابطتَين هايدي جاكسون وفيكي رينز لتقديم مسلسل جريمة مميز. يحاول الضباط دوماً تفسير الاختلاف بين قسم المفقودين وقسم الجرائم الكبرى. إنه وثائقي غني بالمعلومات المفيدة، مع أن أساليب العمل تبقى مشابهة في معظم الحالات. لكن تؤثر المشاعر على القضايا المطروحة هذه المرة.

في كل حلقة، يضطر الضباط للبحث عن شخص مفقود طوال أيام أو حتى أسابيع. سنشاهدهم وهم يحاولون ربط النقاط والأدلة، ويراجعون جميع المعلومات المتاحة بدقة وحذر، ويطرحون قائمة بأسماء المشتبه بهم. يُخصص الوثائقي أطول مدة ممكنة لحل القضية الأولى عن اختفاء امرأة متقدمة في السن. هي والدة جندي شارك في حرب العراق لكنه لا يهتم بأمه لورين غارسيا على ما يبدو. ستكون مشاهدة هذه القضية تجربة شاقة.

على صعيد آخر، يعرض الوثائقي لمحة عن حياة الضباط. تكشف الضابطتان الرئيسيتان السبب الذي دفعهما للانضمام إلى قسم المفقودين، ويؤكد هذا السبب على نزعتهما القوية إلى مساعدة الآخرين. أثناء العمل على هذه القضايا، يتأثر الضباط عاطفياً بما يكتشفونه، لا سيما عندما يستنتجون أن حدسهم خاطئ. حتى أنهم يصلون إلى نقطة انهيار لكنهم يرفضون الاستسلام. يبقى أمثال جاكسون ورينز وسميث الأمل الوحيد للعائلات. يجتهد هؤلاء الضباط ليلاً نهاراً للعثور على أشخاصٍ اختفوا فجأةً أو قسراً، لذا يمكن اعتبارهم أبطالاً مجهولين.

تقدّم كل حلقة تحولات ومفاجآت متنوعة نظراً إلى وفرة السيناريوات التي تفسّر اختفاء الناس. يستكشف الضباط في هذه القصة تلك الفرص، لكنهم يأملون دوماً في العثور على الشخص المفقود حياً. سنكتشف أن الناس يهربون عمداً في بعض الحالات، بينما يتعرّض آخرون للخطف.

يستحق هذا الوثائقي المشاهدة لأنه لا يحمل طابعاً درامياً مفرطاً. سنلاحظ أن صانعي العمل يبالغون أحياناً في طرح الوقائع أو المشاهد، أو يستعملون موسيقى تصويرية تصاعدية لتأجيج مشاعر التوتر أثناء المشاهدة. لكن يرتكز العمل في نهاية المطاف على مفهوم الإنسانية والنزعة إلى إنقاذ حياة الناس.

لا يشبه هذا الوثائقي المسلسلات المروعة أو الدرامية التي اعتدنا عليها في هذا النوع من الأعمال، بل إننا سنشاهد محققين يُعبّرون عن أصدق مشاعرهم وهم يحاولون العثور على المفقودين بكل تفان. يسلّط المسلسل الضوء على صعوبة هذا العمل، وتتعدد السيناريوات التي تفسّر ما أصاب المفقودين.


MISS 3